أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

الحوثيون وتجاوز الخطوط الحمراء

الكـاتب : علي العنزي
تاريخ الخبر: 11-10-2014

منذ سيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، وأتباع عبدالملك الحوثي يحاولون فرض إرادتهم على القوى اليمنية الأخرى، فبغض النظر عن طريقة سيطرتهم على العاصمة اليمنية والتفسيرات التي ظهرت، ومختلف النظريات التي تم تداولها وتفسيرها، سواء في وسائل الإعلام أم غيرها من الوسائل، والتحليلات التي نوقشت لهذه السيطرة، فإنهم بدأوا يظهرون ويستعرضون قوتهم في المشهد السياسي اليمني، وهناك أخبار عن توجههم للسيطرة على منفذ بحري، بل على باب المندب، الممر الحيوي الذي يربط المحيط الهندي، بالبحر الأحمر، ومنه إلى المتوسط فأوروبا وشمال أميركا، لذلك يعتبر هذا الممر المائي حيوياً جداً لمرور النفط المحرك الرئيس للصناعة الغربية وللتجارة العالمية، والمصدر الحيوي لدول وشعوب مجلس التعاون الخليجي، وهذا ما يعزز القلق الخليجي والعربي من سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية، وانعكاسه على المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في المنطقة.

لقد كان اجتماع وزراء الداخلية لدول مجلس التعاون الطارئ، في جدة الأسبوع الماضي ذا مغزى ومعنى واضحين، ويحمل رسالة للحوثيين ومن يقف وراءهم، لا لبس فيها وواضحة، وهو أن ما جرى في اليمن لا يمكن القبول به، إذ كان جوهر ذلك الاجتماع هو النظر في ما جرى من أحداث وتطورات سياسية وعسكرية شهدها اليمن، والتقييم الدقيق لمستجداتها وتطوراتها، وانعكاساتها على الساحة الخليجية والعربية، ولاسيما اليمنية، وتقييم كذلك مخاطرها وانعكاساتها المباشرة على الأمن المحلي والإقليمي لدول مجلس التعاون الخليجي، كذلك تأثيراتها في الساحة العربية كلها، فالسيطرة على صنعاء ومصادرة القرار السياسي فيها من جماعة بعينها وضع لا يمكن السكوت عليه من شعوب وحكومات دول مجلس التعاون الخليجي، فالاعتداء على مؤسسات الدولة الأمنية والسياسية هو أمر يمس سيادة اليمن، ويعرضها للخطر ويعرض كذلك أمن شعبها لعدم الاستقرار، لذلك أبدى وزراء الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي شجبهم واستنكارهم الشديد للأعمال التي تمت في اليمن بالقوة، وفرض الأمر الواقع، مذكرين الجميع بشرعية الدولة اليمنية وحكومتها، وكذلك ما جاء في قرارات الأمم المتحدة والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، لذلك من الواضح جداً بأن دول الخليج العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية لن تقف وتتفرج على ما يحدث في اليمن، من تدخل إيراني واضح وفاضح، فأمن اليمن هو من أمن دول مجلس التعاون ومن دون استثناء، وهي حريصة على استقلاله واستقراره وصون سيادته، وحفظ مقدراته من السيطرة الخارجية، أياً كان مصدرها.

بالنظر لما جرى في اليمن، يعتقد المحللون أن سيطرة الحوثيين لم تأتِ بسبب قوتهم وقوة تنظيمهم، والدعم الذي يلقونه من إيران فقط، بل الخلافات السياسية التي وقعت في اليمن بين مختلف القوى السياسية والقبلية، فكان لهذه الخلافات الدور الرئيس في سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية، فهم استغلوا مطالب الحراك الجنوبي، والخلافات بين أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأنصار علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع، ووجود القاعدة في اليمن، لينفذوا من خلال هذه الخلافات إلى العاصمة اليمنية ويسيطروا عليها بالقوة، ومع ذلك لا يمكن إنكار الدعم القوي لهم بالمال والتسليح من إيران، لتهدد بذلك الخاصرة الجنوبية للمملكة العربية السعودية، التي يعتبر استقرارها أمراً حيوياً بالنسبة إلى المنطقة العربية، ولاسيما لمنطقة الخليج، وهو ما بدأنا نسمعه من بعض المعلقين الإيرانيين أو المؤيدين للوجود الإيراني، بأن السيطرة على اليمن، وباب المندب بالذات يشكل اكتمال الطوق لتهديد المملكة العربية السعودية، التي تقف حائلاً وسداً منيعاً لتعاظم وتمدد النفوذ الإيراني في المنطقة العربية.

والسؤال المطروح من المراقبين: هل سيطرة الحوثيين هي معركة في حرب أم أنهم كسبوا المعركة؟ لكن كسب الحرب لا يزال في بداية الطريق؟ بالنظر إلى العامل الديموغرافي، فالحوثيون هم أقلية في المجتمع اليمني، ولولا تنظيمهم، والخلافات بين اليمنيين، لما أمكنهم أن يسيطروا على صنعاء، فالسيطرة على اليمن، ليست بسهولة السيطرة على صنعاء، فهناك العديد من القوى التي سترفض الهيمنة الحوثية على اليمن، وهو ما بدأت تظهر ملامحه بعد سيطرتهم على العاصمة والمظاهر المسلحة التي بدأوا يُظهرونها في شوارع العاصمة، وكذلك السيطرة على مؤسسات الدولة والاستيلاء على الأسلحة وغيرها من المقدرات الأخرى، كل هذه التصرفات كان لها ارتداد سلبي على صورتهم أمام الشعب اليمني، وأمام القوى الإقليمية والدولية، ستظهر نتائجه في المستقبل، ويكون مؤثراً في مواقف هذه القوى، ليتماشى مع متطلبات الشعب اليمني وتطلعاته.

لقد برزت نوايا الحوثيين واضحة، عندما قام الرئيس عبد ربه هادي منصور، بتسمية رئيس الوزراء، فقاموا على الفور بالرفض، والتهديد، وكأنهم يقولون، لن نتعاون مع الحكومة ومع القوى السياسية الأخرى، ولذلك سيكونون معطلين للاستقرار السياسي والأمني في اليمن، بأي شكل، من أجل الوصول إلى غايتهم المنشودة بالسيطرة على القرار السياسي ومصادرته، لذلك، فهل نحن أمام تجربة لبنانية أخرى في اليمن، كحزب الله المعطل للقرار اللبناني؟

إن السيطرة على الدولة اليمنية بأكملها، ومصادرة قرارها السياسي والسيادي من الحوثيين في اليمن، أمر في غاية الصعوبة، إن لم يكن مستحيلاً، فالشعب اليمني عمقه الاستراتيجي وثقافته وكل تاريخه هو عربي، ويتجه شمالاً إلى المملكة العربية السعودية وبقية الدول العربية، التي يربطه معها روابط الدين والثقافة والأصول و العائلات، فلا يمكن لأي فئة أو طائفة أن تنزع الشعب اليمني أصوله وروابطه، إضافة إلى أن السعودية لن تسمح لأي دولة أن تتمكن أو تتحكم في اليمن، سواء أكانت إقليمية أم دولية، فما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه يهدد أمنها واستقرارها ومصالح شعبها، إضافة إلى تهديده لأمن الشعوب العربية ومصالحها بأكملها، وهذا هو الخط الأحمر الذي رسمته السعودية لكل من يحاول أن يعبث بأمن اليمن واستقرار شعبه.