أحدث الأخبار
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد

تهديد إيران وتهديد جحا

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 26-02-2017


خرج جحا ذات يوم من المسجد، ولم يجد حذاءه، فوقف يصرخ أمام المسجد، وبدأ يهدد الناس بصوت عالٍ، وقال: «أقسم بالله إن لم تحضروا لي حذائي فسوف أفعل كما فعل أبي». فتجمع الناس حوله مندهشين، وسألوه: «ماذا فعل أبوك؟»، فقال مهددا: «أحضروا لي حذائي أولا وإلا أفعل كما فعل أبي». فخاف الناس منه، وأحضروا له حذاء جديدا، ثم سألوه: «قل لنا ماذا فعل أبوك؟» وأجاب جحا قائلا: «ذهب إلى البيت حافيا».
لما قرأت تهديد الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، تذكرت هذه الطرفة. وكان قاسمي، في رده على التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، قال: إن «لصبر إيران حدودا إزاء الاتهامات التركية»، مضيفاً أن «إيران لا ترغب بوجود تصريحات كهذه، وهي ستواصل صبرها على مثل هذه المهاترات».
ماذا قال تشاوش أوغلو كي يُغضب الإيرانيين؟ قال في كلمته بندوة «الأزمات القديمة والشرق الأوسط الجديد» على هامش المؤتمر الــ53 للأمن، الذي انعقد قبل عشرة أيام في مدينة ميونخ الألمانية، إن الدور الإيراني في المنطقة يزعزع الأمن والاستقرار، واتهم طهران بالسعي وراء نشر التشيع في سوريا والعراق. وكان رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان ذكر قبل ذلك، في محاضرة ألقاها في المنامة خلال زيارته للعاصمة البحرينية، أن العنصرية الفارسية التي تستغل الطائفية تحاول تقسيم العراق وسوريا، في إشارة إلى سياسة إيران التخريبية في المنطقة، ودعا إلى التصدي لها.
ما قاله أردوغان في المنامة وما قاله تشاوش أوغلو في ميونخ، عين الحقيقة، لأن سياسة إيران التي توظِّف الطائفية بأبشع صورها، لتوسع نفوذها في المنطقة، واضحة كوضوح الشمس، ويعرفها القاصي والداني. وما المشلكة في الإشارة إلى هذه الحقيقة التي تشعل النيران، وتثير الفتن الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، والتحذير منها؟ بل يمكن القول إن المسؤولين الأتراك تأخروا كثيرا في الصدح بكلمة الحق في وجه ملالي ولاية الفقيه.
إن كان لصبر إيران حدود، فهل تظن طهران أن صبر تركيا ودول المنطقة التي تعاني من أذى الملالي بلا حدود أو أنها عاجزة عن الرد على التهديد الإيراني؟ إن كان كذلك فهي واهمة.
إيران تهدد إسرائيل منذ قيام الثورة الخمينية، وتتوعد الكيان الصهيوني بالإزالة من الخريطة، كما تهدد الولايات المتحدة وغيرها من الدول. تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين يوزعون التهديدات الفارغة يمينا وشمالا معروفة. ولذلك، لم يأت الناطق باسم الخارجية الإيرانية، حين هدد تركيا، بشيء جديد.
ثم ماذا ستفعل إيران إن انتهى صبرها؟ وما الذي لم تفعله حتى اليوم؟ هل ستحاول إثارة القلاقل والفوضى أم ستحرِّك خلاياها النائمة وميليشياتها الطائفية لتقوم بهجمات إرهابية؟ على ماذا تقدر غير ذلك؟ هل ستعلن حربا على تركيا؟ هي أجبن من أن تفعل شيئا كهذا وعلى قدر من الذكاء يكفيها لتدرك جيدا أن هناك خطوطا تجاوزها يعني نهايتها.
في زمن جحا، خاف الناس من تهديده وأحضروا له حذاء جديدا، لأنهم لم يكونوا يعرفون ماذا فعل أبوه. ولكن تهديد الجحا الإيراني لا يخوِّفنا اليوم على الإطلاق، لأننا نعرفه، ونعرف ماذا فعل أبوه.;