أحدث الأخبار
  • 01:21 . محمد بن زايد وماكرون يبحثان تعزيز العلاقات الاقتصادية... المزيد
  • 08:02 . سوريا تعلن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في عملية أمنية بريف دمشق... المزيد
  • 07:09 . الاحتلال الإسرائيلي يصادق على إنشاء 19 مستوطنة جديدة بالضفة... المزيد
  • 01:45 . تقرير: مستهلكون يشكون تجاهل اللغة العربية في كتابة لافتات السلع... المزيد
  • 01:29 . فوز البروفيسور اللبناني بادي هاني بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة الاقتصاد... المزيد
  • 01:06 . تركيا تحذر من الانتهاكات الإسرائيلية وتتحدث عن "تفاهمات مُبشرة" خلال اجتماع ميامي بشأن غزة... المزيد
  • 12:55 . موجة استنكار واسعة بعد إساءة روبنسون للمسلمين ومطالبات باعتقاله في دبي... المزيد
  • 11:48 . رياضيون يهاجمون المدرب كوزمين بشدة بعد الأداء في كأس العرب... المزيد
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد

«عدسة متسخة..!!»

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 09-10-2016


كنت أقرأ في أحد المواقع العلمية العربية خلافاً بين اثنين من المهتمين بالبصريات حول أول من قام بصنع العدسة، وهل هو العالم العربي ابن الهيثم أم عالم إنجليزي لا يحضرني اسمه، وعلى الرغم من لطافة أن تقرأ حواراً بين عربي وآخر يتعلق بموضوع علمي، وإن كان من الوجه التاريخي فقد اعتدنا النقاش في ثلاثة أمور لا رابع لها.. الدين والسياسة و«اللي بالي بالك»! كما اعتدنا ألا تكون حواراتنا إلا بادئة بمسبة ومنتهية ببحور من الدم، ورغم أنها موجودة في أعين البشر منذ الأزل، ولكن الشكر لمن أخرجها وجعلها أداة متنقلة ومستقلة فقد نقلت الحضارة البشرية إلى مصافات لم تكن تخطر على بال، انظر إلى جميل الصور من حول العالم التي تُنقل لك، انظر إلى التوثيق الحقيقي للتاريخ الذي أصبح يجري لحظة بلحظة، لن تكون هناك في المستقبل روايات تاريخية عدة يفسرها من يشاء كمن يرغب، فكل شيء موثق بالصورة، المجرم قتل هنا، المجرم قصف الأطفال هنا، الشخص المخلص بنى هذه المدينة، المبدع أسس هذه الحضارة، لا للتصورات والاعتقادات والجمل الفضفاضة، وسمعت رجلاً غريباً جاء في يوم مظلم وقال كذا وكذا.

على أنني أجد نفسي أقرب إلى الرأي الذي يقول بأن صانع العدسة لم يكن عربياً، بل لم يكن يحبنا على الإطلاق، لماذا ظهرت هذه العدسات وانتشرت وأصبحت تملأ الدنيا في السنوات التي تحولت فيها بلاد العرب إلى خرائب وأطلال تأكلها النيران وتتكالب عليها الأمم؟ لماذا أيتها العدسة لم تكوني هناك لتنقلي لي عصورنا الذهبية: في دمشق وبغداد والقيروان؟ لماذا تسجلين لي الآن حالتنا الممجوجة بقطع الرؤوس وهتك الأعراض والمباني المهدمة فوق الأطفال، ولم تسجلي لي لحظات دخول الملوك على العلماء ولطائف التاريخ وجمال المعمار؟ كم لقطة سجلت لي لهدم دمشق وما حولها؟ بينما لم توثقي لي لحظة من تاريخ الأمويين فيها، لم توثقي لحظات بناء المسجد الأموي، ولا صلاة الخلفاء فيه، ولا جمال الشعراء والباعة حوله؟ أين كنت حين كانت بغداد حاضرة الدنيا؟ لماذا لم تسجلي شوارعنا النظيفة وأحياءنا الآمنة ورحالتنا الذين كانوا ينتقلون من عُمان إلى الأندلس دونما خوفٍ إلا من نفاد الحبر أو القراطيس، منافسيك التقليديين.

تآمرت علينا العدسات كما تآمر علينا التاريخ والجغرافيا والسياسة، فظهرت في غير زمانها وغيرت أثوابها وأوجعتنا، ووثقت تاريخنا الذي نخجل منه لا تاريخنا الذي نفخر به.

يبقى عزاؤنا في أن صناعة العدسات تتطور، وأن لدينا جيوباً في الوطن الجريح تسير بعكس التيار، وستبقى هذه العدسات توثق بإذن الله، وستوثق انطلاقة حضارتنا مرة أخرى من هذه الجيوب الصغيرة، وستوثق عملية البناء وعودة الإخضرار إلى كل الصحارى التي أتعبتها الصراعات المجنونة والتكالب على آبار النفط، وعندها ربما أصدق بأن العرب هم أول من صنع العدسات..