أحدث الأخبار
  • 08:53 . بسبب دورها في حرب السودان.. حملة إعلامية في لندن لمقاطعة الإمارات... المزيد
  • 06:48 . الاتحاد الأوروبي يربط تعزيز الشراكة التجارية مع الإمارات بالحقوق المدنية والسياسية... المزيد
  • 06:04 . منخفض جوي وأمطار غزيرة تضرب الدولة.. والجهات الحكومية ترفع الجاهزية... المزيد
  • 12:45 . تقرير إيراني يتحدث عن تعاون عسكري "إماراتي–إسرائيلي" خلال حرب غزة... المزيد
  • 12:32 . أبوظبي تُشدّد الرقابة على الممارسات البيطرية بقرار تنظيمي جديد... المزيد
  • 12:25 . الغارديان: حشود عسكرية مدعومة سعوديًا على حدود اليمن تُنذر بصدام مع الانفصاليين... المزيد
  • 12:19 . إيران تعدم رجلا متهما بالتجسس لصالح "إسرائيل"... المزيد
  • 10:59 . أمريكا تنفذ ضربات واسعة النطاق على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا... المزيد
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد

الحرية التي كانت !

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-07-2015


منذ أكثر من خمسة عشر عامًا، مع نهاية عقد التسعينيات، كانت صحفنا تمتلئ بالعديد من أعمدة الرأي والكتاب الإماراتيين، في تلك السنوات لمعت أسماء وأعمدة وتبارى الكتاب في التصدي لعدد من القضايا الوطنية بحس وطني خالص، وكان الإعلام المرئي يحتفي بأولئك الكتاب وبتلك المقالات يوميًا كما كان الناس يتجاوبون معهم الأمر الذي شكل نوعًا من الفضاء العام نوقشت فيه قضايا كالتركيبة السكانية والتوطين والعمالة الأجنبية وتطوير دور المجلس الوطني وملف التعليم وملف الصحة والحريات الإعلامية..(لندع جانبًا تلك المجموعة التي كانت تشعر بالضيق لأن بعض المقالات كانت تمس مصالحهم أو تطرح توجهات لم يكونوا متفقين معها كبعض رجال الأعمال في القطاع الخاص مثلاً)، لقد شكل ذلك أيضًا حركة نقد واعية في الصحف المحلية وارتفعت وتيرة الطرح وسقف الحريات !
كنا يومها نطالب الجهات الرسمية برفع هامش الحرية الإعلامية، وقد أكد الطرف الرسمي بصدق أن هامش الحرية متاح وأن الصحفيين هم الذين لا يستغلونه بالشكل الأمثل، وقد كان ذلك صحيحًا، ثم مر زمن طويل عبر الإعلام خلاله جسورًا كثيرة وتطور تقنيا بشكل مذهل، وطبعًا تدفقت تحت تلك الجسور مياه ومياه، وجاء اليوم الذي نستطيع أن نرى ونلمس حقيقة أن هامش الحريات صار متاحًا أكثر مما كنا نحلم، فها هي مواقع التواصل الاجتماعي قد وفرت للجميع الفرصة الذهبية التي طالما كانت حلمًا بأن يتحول كل مواطن إلى صحفي وإعلامي ومذيع ومصور وممثل إن أراد دون حاجة إلى طرق أبواب المسؤولين والبحث عن فرصة لإثبات الجدارة، أو الحاجة إلى دفع فلس واحد، كل مواطن في «إعلام المواطن «بإمكانه أن يصبح مدير محطة على اليوتيوب ومالك جريدة على الفيسبوك وصاحب عمود على تويتر وكبير المصورين على الإنستغرام، وبإمكانه أن يقول ويكتب وينتقد كما يشاء شرط أن يتحمل المسؤولية أمام المجتمع، فلا شيء في الدنيا بلا ضوابط وإلا تحولنا إلى قطعان من البهائم أو المجانين !
اليوم لم تعد الحكومات هي من يمنح الهامش، اليوم لا أحد أصلا يتحدث عن الهامش، كل حزمة الحريات أصبحت بين أيدي الجميع ! نعم الجميع !! الصغير والكبير العارف والجاهل الأحمق والمثقف، المتفهم والواعي والحريص والمؤهل والمزايد والمتطرف والمصاب بلوثة العنصرية والمختل والمنحرف والشاذ فعليًا وفكريًا والتافه و..
كلهم موجودون في فضاء هذا الإعلام الحر الذي طالما تمنيناه ودعونا الله أن نمتلكه، فماذا كانت النتيجة؟ اختل التوازن، طغى السيئ، تحكم الرديء، طرد المهووسون بفكرة التخوين والتكفير أصحاب الوعي والتنويريين من هذا الفضاء، ضيقوا عليهم لم يتركوا لهم مكانًا أو مجالاً..
اليوم صرنا نطالب بتضييق الهامش وردع هؤلاء، لكن لا مجال لذلك..فهل من خطة وطنية لمواجهتهم؟ إن هذه البضاعة خطيرة وملغومة في حقيقة الأمر ولا يجوز العبث معها أو بها أو الاقتراب منها أكثر من اللازم .. أقصد الحرية !!