ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الجمعة، أن مسؤولين أمريكيين بارزين -لم تسمهم- أعلموا السعودية أن واشنطن مستعدة للمضي قدماً في "إعادة ضبط" العلاقة، وتجاوز مقتل الصحفي جمال خاشقجي من أجل إصلاح العلاقات مع الرياض.
وتمثل هذه الخطوة تحولاً كبيراً في موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وعد خلال حملته الانتخابية بـ"نبذ" السعودية نتيجة مقتل خاشقجي.
ويقول مسؤولون إن بايدن، الذي يقبع تحت ضغط شديد من أجل ردع روسيا والتعامل مع انخفاض أسعار الغاز بالولايات المتحدة، في ظل أكبر تسارع وتيرة للتضخم منذ عام 1981، نحى جانباً منظوره الأخلاقي والغضب الناجم عن مقتل خاشقجي؛ لإعادة بناء علاقات أكثر دفئاً مع المملكة في ظل الاضطرابات الكبرى التي يشهدها العالم نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال مسؤول أمريكي رفيع: "اتفقت الدولتان على تجاوز الأمر (مقتل خاشقجي) في سبيل إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، في حين تعتبر السعودية قضية خاشقجي أُغلقت، وقد أبلغت المسؤولين الأمريكيين بذلك مراراً.
وأكدت المصادر أن "تجاوز قضية مقتل الإعلامي السعودي لا يعني التسامح مع الأمر أو تناسيه"، لافتة إلى أن بايدن سيناقش هذا الموضوع بشكل مباشر مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عندما يلتقيان الشهر المقبل.
وبحسب "سي إن إن" فإن "بعض المسؤولين في الإدارة الأمريكية يعتقدون أن واشنطن يجب أن تقوم بخطوات أكبر من ذلك في سبيل محاسبة الأمير محمد بن سلمان على قتل خاشقجي".
وأضافت: "رغم ذلك يبدو أن التحول في سياسة الإدارة الأمريكية في طريقه للحدوث بعد أشهر من اللقاءات في الرياض بين كبيري مستشاري بايدن، بريت ماكغورك وآموس هوشتاين من جهة، والمسؤولين السعوديين من جهة أخرى، ومن ضمنهم ولي العهد السعودي".
وفي وقت سابق، قالت وسائل إعلام أمريكية أن زيارة بايدن للشرق الأوسط ربما أرجئت إلى شهر يوليو، فيما لم يؤكد البيت الأبيض موعد الزيارة المرتقبة.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر من توتر في علاقات البلدين على أثر رفض السعودية طلبات أمريكية بزيادة إنتاج النفط لتهدئة أسعاره في الأسواق العالمية، والتي قفزت بعد التعافي من جائحة كورونا، وشن روسيا حرباً على أوكرانيا ما تزال متواصلة منذ نحو أربعة أشهر.