05:37 . "الجنائية الدولية" تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت... المزيد |
11:29 . الذهب يواصل المكاسب مع احتدام الحرب الروسية الأوكرانية... المزيد |
11:01 . أنجيلا ميركل: سعيتُ لإبطاء انضمام أوكرانيا للناتو بسبب مخاوف من رد روسي... المزيد |
10:54 . منافسات جائزة زايد الكبرى لسباقات الهجن 2024 تنطلق الإثنين المقبل... المزيد |
10:45 . النفط يصعد وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية... المزيد |
10:38 . عاصفة مميتة تضرب شمال غرب أمريكا وتحرم مئات الألوف من الكهرباء... المزيد |
10:30 . دبلوماسي سوداني: مجلس الأمن تلقى تقريراً سرياً عن دعم أبوظبي لقوات الدعم السريع... المزيد |
10:20 . مجلس الشيوخ يعيق محاولة وقف مبيعات أسلحة للاحتلال الإسرائيلي... المزيد |
10:13 . وزير يمني سابق يتحدث عن وصول طائرات عسكرية من الإمارات إلى شبوة... المزيد |
01:03 . الإمارات تأسف للفيتو الأمريكي ضد قرار وقف الحرب على غزة... المزيد |
12:10 . الموارد البشرية: ضبط 1934 منشأة خاصة تحايلت على "مستهدفات التوطين"... المزيد |
09:48 . الأردن تسجن النائب السابق "عماد العدوان" 10 سنوات بتهمة تهريب أسلحة إلى فلسطين... المزيد |
09:35 . ترامب يختار مسؤولة مصارعة سابقة وزيرةً للتعليم... المزيد |
09:21 . رئيس الدولة وملك الأردن يبحثان المستجدات في غزة ولبنان... المزيد |
09:15 . فيتو أمريكي في مجلس الأمن على مشروع قرار يطلب وقف النار في غزة... المزيد |
08:07 . محكمة باكستانية تطلق سراح عمران خان بكفالة في "قضية الفساد"... المزيد |
بدأ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، يوم الإثنين، زيارة إلى أبوظبي التقى خلالها بصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ونظيره محمد بن أحمد البواردي، في أول زيارة لوزير دفاع تركي منذ 15 عاماً في بيئة دولية مضطربة بفعل الحرب الروسية في أوكرانيا، وأوضاع إقليمية متوترة.
وبحث رئيس الدولة وأكار "علاقات الصداقة ومختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين"، كما بحث الوزير التركي مع "البواردي" وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية، "والتعاون العسكري وشؤون الصناعات الدفاعية، في أجواء إيجابية ودية".
وفي الوقت الذي كان الوزير التركي في أبوظبي؛ كان مسؤولون من البلدين في أنقرة يوقعون اتفاقيات "تعاون في الصناعة الدفاعية".
وذكرت ديلي صباح التركية أن المسؤولين في أنقرة وقعوا مذكرتي تفاهم لتطوير علاقات الصناعة الدفاعية بين البلدين. تم توقيعها بين "اتحاد مصنعي صناعة الدفاع والفضاء (SASAD) -تركي- مجلس الإمارات لشركات الدفاع (EDDC)، بشأن التعاون الصناعي، وبين "ترك تيست" التركية و"توازن" الإماراتية بشأن الاختبار والاعتماد.
صناعة الدفاع
تعتبر عودة العلاقات بين تركيا من جهة، والإمارات والسعودية من جهة أخرى، مكسباً لصناعة الدفاع التركية، إلى جانب باقي المجالات الأخرى. وخلال زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى تركيا، في نوفمبر الماضي، تعهد المسؤولون الإماراتيون باستثمار 10 مليارات دولار في مجالات الدفاع والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والبناء والطاقة والغذاء والعقارات والصحة في تركيا في السنوات العديدة المقبلة.
وبعثت الإمارات بوفد كبير في ديسمبر 2021 بعد أقل من أسبوعين على زيارة الشيخ محمد بن زايد، لبحث التعاون في مجال الدفاع، والتقى الوفد بشركات الدفاع الحكومية التركية؛ ما يشير إلى اهتمام أبوظبي بصناعة المعدات العسكرية التركية.
ودفعت الطائرات بدون طيار المسلحة محلية الصنع أنقرة إلى تحالفات جديدة في جميع أنحاء المنطقة. كما تسعى تركيا -التي تهدف إلى أن تصبح قوة عسكرية مكتفية ذاتيا- لتكنولوجيا صواريخ خاصة بها.
والإمارات رابع أكبر مستورد للمعدات الدفاعية من تركيا في عام 2021، حيث بلغت قيمتها ما يقارب 161,5 مليون دولار، ويأتي ترتيبها بعد قطر مباشرة.
التنافس مع السعودية
تقول نشرة لـ"إنتليجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي إن الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي وشقيق الشيخ محمد بن زايد يركز على آثار المصالحة الجارية بين أنقرة والرياض على مصالح أبوظبي في تركيا، إذ لا يريد لتلك المصالحة أن تتسبب في استئثار الرياض بفرص الاستثمار في صناعة الدفاع التركية.
لأجل ذلك دفعت أبوظبي وزير التجارة الخارجية "ثاني الزيودي" لزيارة إسطنبول في 26 أبريل الماضي للمشاركة في محادثات بشأن التجارة الحرة بين البلدين. وأثناء وجوده هناك، حرص على تقديم خطط مستشار الأمن القومي إلى المؤسسات الدفاعية التي يديرها مقربون من أردوغان.
ويقول "إنتليجنس أونلاين" إن "الزيودي"، عقد اجتماعات أكثر سرية نيابة عن الشيخ طحنون الذي يتطلع إلى إحراز تقدم في صفقة استراتيجية تتمثل في الاستحواذ على حصة في شركة "أسيلسان" الرائدة، ضمن خططه بشأن صناعات الدفاع التركية. كما زار الزيودي شركة "أورتيم" التركية، التي تزود شركات صناعة المركبات العسكرية، مثل "أوتوكار" وبي ام سي(BMC).
إصرار على تعزيز العلاقات
وتأتي زيارة وزير الدفاع التركي بعد أسبوع من زيارة لوزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد لتركيا، وسط إصرار من المسؤولين الإماراتيين والأتراك على تعزيز العلاقات بسبب الأوضاع الدولية والاقتصادية.
يذكر أن الرئيس التركي زار الإمارات مرتين، الأولى في فبراير ووقع خلالها 13 اتفاقية، والثانية في مايو للتعزية بوفاة الشيخ خليفة بن زايد، كما جرى توقيع 12 اتفاقية خلال زيارة رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد في نوفمبر2021 عندما كان ولياً لعهد أبوظبي.
التهديد المشترك
وتعود العلاقات بين تركيا من جهة، والإمارات والسعودية من جهة أخرى في ظل استمرار المخاوف الإقليمية والدولية، ما يُظهر الأبعاد الأمنية لاتفاقيات الإمارات وتركيا؛ التي تعتبر اعترافاً بوجود تصور للتهديد المشترك.
التهديد الأول، تهديد إيران: يمثل انتشار الميليشيات الشيعية المسلحة الموالية لإيران في المنطقة، بالإضافة إلى مخاوف بشأن النتائج المحتملة لاتفاق نووي بين طهران وإدارة الرئيس جوزيف بايدن، تهديداً للإمارات، خاصة بعد هجمات الحوثيين اليمنيين في فبراير الماضي.
بموازنة ذلك كانت الميليشيات الشيعية في العراق تتوعد القوات التركية "بتلقينها درساً" على خلفية الحملة العسكرية التركية في شمال العراق ضد مواقع حزب العمال الكردستاني. كما قامت إيران والميليشيات الشيعية المتحالفة معها بدعم حزب العمال الكردستاني ضد تركيا في التنافس الإقليمي بين أنقرة وطهران، وخاصة في سوريا والعراق والقوقاز والخليج.
التهديد الثاني، سلوك إدارة بايدن: منذ بداية ولايته، بدأ بايدن في الانسحاب من المنطقة والتركيز على آسيا، ما أدى إلى عدم الشعور بالأمن؛ خاصة مع وقف الولايات المتحدة لصفقة طائرات اف-35 مع الإمارات، ما أشعرها بازدراء واشنطن وهو شعور تركي سابق مماثل. ومع غزو روسيا لأوكرانيا، سيزداد الشعور بعدم الأمان في الشرق الأوسط. فعلى الرغم من أنه لا يزال من المبكر توقع التداعيات؛ إلا أن هذا التطور يدفع إلى إقامة شراكات أمنية بين دول المنطقة مع بعضها البعض، بما في ذلك شراكة بين الإمارات وتركيا.
وتعمل أنقرة بشكل متزايد للترويج لنفسها كحليف موثوق ويمكن الاعتماد عليه، ولديه القدرة لأن يكون مصدراً للأمن في منطقة غير مستقرة خاصة مع قوتها بالطائرات المسيّرة. وكما قال خبير السياسة فرانسيس فوكوياما: "لقد فعلت الطائرات بدون طيار الكثير للترويج لصعود تركيا كقوة إقليمية في عام 2020 ... وبذلك ارتقت بنفسها لتصبح وسيطاً إقليمياً رئيسياً يتمتع بقدرة أكبر على تشكيل النتائج من روسيا، أو الصين أو الولايات المتحدة ".
كما تقدم أنقرة نفسها كضامن للأمن الخليجي وسبق أن قدمت طلباً للسعودية ببناء قاعدة عسكرية على أراضيها كما في قطر. لكن لا يتوقع أن تقفز العلاقات بين أبوظبي وأنقرة إلى هذا المستوى بسرعة.
أدى ذلك إلى خلق واقع دبلوماسي جديد يقلل اعتماد الإمارات وتركيا وباقي دول الخليج على الولايات المتحدة، أو على الأقل التخلي عن سمعتها كدول تأخذ دائماً الجانب الأمريكي في مواقفها. كما توضح ردة الفعل الخليجية والتركية تجاه الولايات المتحدة بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا ملامح ذلك؛ إذ رفضت الإمارات والسعودية رفع إنتاج النفط، ولم تنخرط في العقوبات الغربية ضد موسكو، ووسعت علاقاتها الاقتصادية مع موسكو وبكين.
وأخيراً، من الصعب توقع تحالف سريع بين أنقرة وأبوظبي، إذ أن التوافقات حتى الآن تبقى في المجالات الاقتصادية والدفاعية؛ لأسباب فرضتها الأوضاع الاقتصادية للبلدين، لكنها قد تتحول إلى تنسيق وتعاون سياسي -وهو الملف الأكثر إشكالاً بين البلدين- في مرحلة متقدمة من تحسن العلاقات.