استثنت العقوبات التي فرضها الغرب على بعض الشركات والأثرياء الروس، ردا على غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا، عملاق المعادن الروسي نوريلسك نيكل، أكبر مورد للنيكل والبلاديوم في العالم، وهما معدنان أساسيان لبطاريات السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات، نظراً لحاجة الغرب الملحة إلى هذين المعدنين.
وتنتج شركة (أم أم سي نوريلسك نيكل) الروسية جزءا كبيرا من معدنين ضروريين للنقل الأكثر إخضرارا ورقائق الكمبيوتر من قاعدتها بالمعسكر السوفيتي السابق في القطب الشمالي.
وحتى الآن لم تفرض الولايات المتحدة وحلفاؤها عقوبات على الشركة، أو رئيسها التنفيذي الأوليغارشي، مما يبرز المعضلة التي يقول بعض المحللين إن الحكومات تواجهها في سعيها لمعاقبة روسيا دون الإضرار بوصولها إلى السلع الأساسية، حسبما تقول صحيفة وول ستريت جورنال.
بعدما شملتهم العقوبات الغربية، أثارت دعوة بعض أعضاء الأوليغارشية في روسيا، المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، إلى وقف الحرب على أوكرانيا، تساؤلات بشأن قدرتهم على تشكيل ضغط على القيادة العسكرية.
وهذه الشركة مسؤولة عن حوالي 5 في المئة من الإنتاج العالمي السنوي للنيكل، وهو مكون رئيسي لبطاريات السيارات الكهربائية. كما تنتج الشركة، المعروفة أيضا باسم نورنيكل، معادن انتقال الطاقة مثل الكوبالت والنحاس.
وروسيا هي أكبر منتج للبلاديوم الذي يستخدم في المحولات الحفازة وأشباه الموصلات. وشكل إنتاج شركة نورنيكل، ومقرها موسكو، 40 بالمئة من إنتاج المناجم العالمي للمعدن العام الماضي.
وتقول رويترز إن شركة نورنيكل الروسية هي أكبر مورد للبلاديوم في العالم.
وقفز سعر هذه المعادن منذ غزو روسيا لأوكرانيا وسط مخاوف من أن العقوبات الغربية أو الصعوبات اللوجستية الناجمة عن الصراع قد تخنق الإمدادات.
وقد تخطت أسعار الذهب، الاثنين، حد ألفي دولار لأول مرة منذ عام ونصف، مع إقبال المستثمرين على ذلك الملاذ الآمن عقب الأزمة الروسية الأوكرانية المتصاعدة، في الوقت الذي دفعت فيه مخاوف من توقف الإمدادات البلاديوم إلى أعلى مستوياته على الإطلاق.
وارتفع البلاديوم 4.3 في المئة إلى 3130.16 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3172.22 دولار في وقت سابق من الجلسة.
والجمعة الماضية، تم تداول النيكل عند أعلى مستوى له منذ عقد، وارتفع بنسبة 37 في المئة حتى الآن هذا العام.
ورغم ارتفاع أسعار المعادن، انخفض سعر سهم نورنيكل، بنسبة 17 في المئة حتى الآن هذا العام. مثل أسعار شركات السلع الأساسية الروسية الأخرى.
ومن المرجح أن يكون الانخفاض أكثر حدة، بالنظر إلى تعليق التداول في الأسهم المدرجة في موسكو قبل عدة أيام، بسبب انخفاض أسعارها.
وتقول العديد من الشركات الغربية، بحسب وول ستريت جورنال، إنها تتطلع إلى تنويع إمداداتها بعيدا عن نورنيكل، وذلك في ظل اتجاه سائد في العديد من السلع، بما في ذلك النفط والصلب، حيث يبتعد المشترون الغربيون عن الموردين الروس وسط مخاوف من تعرضهم للعقوبات أو لصعوبة إخراج المنتجات من البلاد، وفق التقرير الذي ترجمه موقع "الحرة".