ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية، أن مجموعة فايس ميديا نظمت سرا فعالية حكومية في السعودية، بقيمة 20 مليون دولار، رغم تعهدها سابقا بوقف جميع أعمالها في المملكة.
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن "فعالية السّمت أقيمت في وسط الصحراء السعودية، في مارس 2020، هي عبارة عن مهرجان يجمع بين الطعام والفن والموسيقي".
وأشارت إلى أن حضور الفعالية من مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرهم لم يكونوا على علم بأن "هذه الفعالية نظمتها سرا مجموعة فايس ميديا، العلامة العالمية المخصصة للشباب، كجزء من جهودها الإعلامية المستمرة للاستثمار في السعودية رغم سجل البلاد السيئ في مجال حقوق الإنسان".
وقال مطلعون من داخل المجموعة لصحيفة غارديان إن فايس تسعى مرة أخرى بقوة وراء فرص العمل في السعودية، بعد ثلاث سنوات فقط من إعلانها وقف مؤقت لجميع أعمالها في المملكة بسبب تداعيات مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي.
وكان عملاء سعوديون قتلوا خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر 2018. وينفي ولي العهد السعودي والحاكم الفعلي للبلاد، الأمير محمد بن سلمان، ضلوعه في الحادث بأي حال، لكنه قال إنه يتحمل المسؤولية لوقوعه خلال وجوده في السلطة.
وقال أحد الموظفين: "منذ سنوات، تخوف العاملون من أعمال المجموعة في السعودية، وماطلونا بتصريحات فارغة وأعذار مثيرة للشفقة".
ويقدر الموظفون في المجموعة أن الميزانية الإجمالية للمهرجان بلغت 20 مليون دولار.
وحاولت الفعالية جمع أفضل ما في الثقافة الشرقية عبر إقامة الحفل وسط المنحوتات القديمة في موقع للتراث العالمي في مدينة العلا مع أفضل ما في الثقافة الغربية ممثلا في ثنائي الدي جي الأميركي (ذا شينسموكرز).
كما شارك الموسيقي الفرنسي الذي يعزف الموسيقى الإلكترونية جان ميشال جار إلى جانب مغني الراب تيني تيمبا. وكذلك انضمت الفنانة البريطانية المعاصرة لورين بيكر للفعالية.
أما الطهاة المتميزون فتم اختيارهم من عدة مطاعم مثل كونترا الحائز على نجمة ميشلان في نيويورك، وأنابيلز في لندن.
ورغم ذلك، حرصت فايس على إبقاء اسمها بعيدا عن الحدث. وطُلب من المقاولين الذين عملوا في الفعالية، التي نظمتها وكالة Virtue للتسويق الإبداعي التابعة لفايس ميديا، التوقيع على اتفاقيات عدم إفشاء، بينما لم يظهر اسم فايس على مواد التسويق العامة.
وتقول غارديان: "السعودية في حاجة ماسة إلى إنفاق أموال طائلة لإعادة تشكيل علامتها التجارية في عيون الشباب الغربي. وفي المقابل تحتاج فايس إلى تحسين وضعها المالي بسرعة".
ومنذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017، تشهد المملكة إصلاحات اجتماعية شملت السماح للنساء بقيادة السيارات، والسماح بالحفلات الغنائية، ووضع حد لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء.
وافتتحت فايس العام الماضي مكتبها في العاصمة الرياض، كما أبرمت صفقة لإنتاج أفلام ترويجية للبلاد بالاشتراك مع المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وهي شركة لها علاقات وثيقة مع الدولة السعودية، حسبما ما تقول غارديان.