كشف موقع استخباراتي فرنسي عن قيام "محمد بن راشد" نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء حاكم دبي بالاستعانة بشركة إسرائيلية؛ في محاولة منه لانتشاله من فضيحة التجسس على هواتف زوجته السابقة الأميرة "هيا بنت الحسين" وفريقها القانوني في خضم أزمة قضائية بينهما.
وسببت هذه الإدانة، التي صدرت عن المحكمة العليا في بريطانيا الشهر الجاري، إحراجا كبيرا لـ"بن راشد" ولشركة "NSO" الإسرائيلية، التي استخدم الأخير برنامجها "بيجاسوس" في عملية التجسس.
وأوضح التقرير الذي نشره موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي أن هذه الشركة هي "sygina"، وهي شركة تحقيق سيبراني متخصصة أيضا في الحوسبة السحابية أسسها ضباط سابقون في الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلي.
وقال التقرير الذي نقله "الخليج الجديد" للعربية إن "بن راشد" لجأ إلى هذه الشركة لمحاولة الوصول إلى بيانات ومعلومات استند عليها "بيل مارشاك"، الباحث لدى "سيتيزن لاب"، الذي فجر قضية تجسس "بن راشد" على زوجته السابقة وفريقها القانوني.
وتمثلت مهمة الشركة، بحسب التقرير، في محاولة البحث في تلك البيانات لتفنيد الأدلة التي قدمها "مارشاك"، في هذا الإطار، وهي التي تسبب في أزمة لحاكم دبي، وقرار من شركة "NSO" بإدخال تعديلات تقضي بوقف التجسس عبر "بيجاسوس" على أي هاتف مسجل في بريطانيا، وإنهاء عقد بينها وبين الإمارات.
لكن، على ما يبدو، فإن الشركة الإسرائيلية الجديدة لم تتمكن من الوصول إلى شيء.
وأشار تقرير "إنتلجنس أونلاين" إلى أنه تم تحذير "بن راشد" من عدم قدرة "sygina" المحتمل على الوصول لتلك البيانات ومساعدته في القضية، إلا أنه أصر على توليها الأمر.
وألقى التقرير الضوء على تلك الشركة، قائلا إن رئيسها الحالي في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا هو "شارون إيزاسي"، الرئيس السابق للاستخبارات وأمن المعلومات في قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي.
وتوظف "sygina" بشكل أساسي ضباطا سابقين في "الوحدة 8200"، فرع الاعتراضات الإسرائيلي في جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، ومؤخرا تم الاستحوذا على حصة كبيرة منها من قبل الصندوق السيادي في سنغافورة (Temasek).
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حظرت شركة "NSO" التجسس على أي هواتف مسجلة في المملكة المتحدة؛ حيث أدخلت تعديلا يمنع الدول التي تستخدم تطبيقها "بيجاسوس"، من التجسس على الهواتف التي تبدأ بـ(+44) وهي الهواتف المسجلة في المملكة المتحدة.
جاء ذلك بعد نحو أسبوع، من إدانة المحكمة العليا في إنجلترا "بن راشد" بأنه أصدر تعليماته بالتجسس على هواتف زوجته السابقة الأميرة "هيا" ومحاميها وفريقها الأمني، بواسطة البرمجية الإسرائيلية.
وحدثت عملية التجسس العام الماضي خلال معركة الوصاية المستمرة في لندن بين الزوجين على طفليهما والتي تكلفت ملايين الدولارات.
وتضمنت قائمة ضحايا هذا الاختراق أيضا اثنين من محامي الأميرة "هيا"، إحداهما المحامية الشهيرة "فيونا شاكلتون"، عضوة مجلس اللوردات، التي علمت بهذا الأمر من "شيري بلير" التي كانت تعمل مع شركة "NSO group".
وعلى إثر ذلك، أنهت "NSO" تعاقدها مع الإمارات، بشأن استخدام "بيجاسوس"، قبل أن تتهمها أمام المحكمة بخرق القواعد.