دعا رئيس حركة "حماس" خارج فلسطين خالد مشعل، الأحد، في مقابلة مع قناة العربية التابعة للسعودية، الرياض إلى إعادة العلاقة إلى ما كانت عليه سابقاُ والتصالح مع الحركة، بعد سنوات من قطع العلاقات من طرف السعودية واعتقالها عدداً من أعضاء الحركة بتهمة دعم الإرهاب.
ودعا مشعل السلطات السعودية لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين في سجونها، وفتح أبواب العلاقة مع حماس. وأضاف أن حركته "منفتحة على جميع الدول، ولا تحصر انتماءها إلى محور بعينه في المنطقة والإقليم"، مؤكداً أن قرار الحركة مستقل، ولا يخضع لأي تنظيم أو دولة.
وخلال العامين الماضيين مرت العلاقة بين حماس والرياض بأسوأ مراحلها، بعد خرجت الحركة عن صمتها، وتحدثت عن قيام السلطات السعودية بإيقاف القيادي فيها محمد الخضري (83 عاماً) ونجله "هاني"، ضمن حملة طالت العشرات من الفلسطينيين، يحمل بعضهم الجنسية الأردنية.
ولم تتطرق المقابلة إلى تطبيع أبوظبي أو زيارة وزير خارجية الاحتلال الأخيرة، لكن مشعل حذر من دور "تل أبيب" في المنطقة، مشيرا إلى "دور الاحتلال في أزمة مشروع سد النهضة، وبناء قناة مائية بديلة لقناة السويس، بهدف الإضرار بمصر وبالأمن القومي العربي".
ويرى مراقبون أن ظهور خالد مشعل، أبرز قادة الحركة، على قناة العربية يشير إلى بوادر مصالحة مع السعودية، وفي إشارة يراها كثيرون بأنها تأتي ضمن الحلافات مع أبوظبي.
وجاءت المقابلة غداة خلاقات طفت على السطح بين الرياض وأبوظبي، حيث ترفض الإمارات مقترح السعودية بشأن خطة (أوبك+) حول إنتاج النفط، وتقول إن مقترح الأخيرة غير عادل، حيث تريد أبوظبي زيادة إنتاج النفط دون شروط.
وفي اليمن أيضاً، سيطرت القوات الحكومية المدعومة من السعودية، على معسكر تابع للمجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، في مديرية لودر بمحافظة أبين، جنوبي اليمن.
وكانت أبوظبي قد أدرجت حركة حماس ضمن قوائم الإرهاب، في نوفمبر 2014، وحاولت فرض عقوبات صارمة عليها وعلى من يتعامل معها سواء داخل البلاد أو خارجها.
وحول الدعم الذي تتلقاه الحركة من إيران، اعترف مشعل بتلقي الحركة دعما من طهران، واستدرك بأن ذلك "لا يعني أننا نتوافق معه في سياساته الإقليمية أو الدولية. ودعم الدول لنا لا يؤثر على استقلال قرارنا، ولا على انتمائنا لأمتنا العربية والإسلامية.
وأكد مشعل أن الحركة "لا تقبل أي اعتداء على دولنا العربية والإسلامية، ولا نتدخل في شؤون الآخرين، وكل ما تتمناه حماس هو الخير والأمن لأمتنا ووحدتها في مواجهة المشروع الصهيوني".
وبيّن "مشعل" أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، "إسماعيل هنية"، "يطوف الآن دول العالم العربي والإسلامي، ويُستقبل في العواصم المختلفة بدون انحياز لطرف على حساب آخر، وندعو كل دول العالم العربي والإسلامي لاستقبال قيادة الحركة".