في أول خطاب له عن السياسة الخارجية كرئيس، أعلن الرئيس الأمريكي بايدن عن وضع حد لـ"الدعم" ولـ"مبيعات الأسلحة" للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية والإمارات في اليمن.
وسلط بايدن الضوء على الحاجة إلى إعادة بناء التحالفات الأمريكية واستعادة الولايات المتحدة بدورها "القيادي في العالم".
كما أعلن عن تجميد قرار سلفه دونالد ترامب بسحب جزء من القوات الأمريكية من ألمانيا. ولوحظ أن الرئيس الأمريكي لم يتطرق في خطابه لملف البرنامج النووي الإيراني وكذلك للحرب في سوريا، لكن اليمن احتل حيزاً كبيرا منه.
فقد دعا الرئيس الأمريكي إلى "إنهاء" الحرب في اليمن، معلناً وضع حد لـ"الدعم" ولـ"مبيعات الأسلحة" الأمريكية للتحالف العسكري الذي تقوده السعودية.
وأضاف بايدن: "نعمل على تكثيف دبلوماسيتنا لإنهاء الحرب في اليمن، وهي حرب تسببت في كارثة إنسانية واستراتيجية".
وأشار إلى أن إدارته ستدعم مبادرة بقيادة الأمم المتحدة لفرض وقف إطلاق النار في اليمن واستئناف محادثات السلام.
وفي إشارة إلى مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية والإمارات قال بايدن: "يجب أن تنتهي هذه الحرب، ولتأكيد التزامنا، فإننا سننهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب الدائرة في اليمن، بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة".
في المقابل تعهد بمواصلة الدعم الأمريكي للسعودية و"مساعدتها في الدفاع عن سيادتها وأراضيها"، دون أن يقدم تفاصيل أكثر.
كما أكد بايدن خلال كلمته ما تم تسريبه من قيام وزير خارجيته بتعيين الدبلوماسي تيموثي ليندركينغ مبعوثاً خاصاً إلى اليمن. ولم يكتف بذلك بل أشاد بمزايا هذا الدبلوماسي المخضرم.
وأعلنت واشنطن، يوم 27 يناير، أن إدارة بايدن جمدت مؤقتا بعض مبيعات الأسلحة للإمارات والسعودية لمراجعة هذه الاتفاقات.
وتأتي هذه الخطوات بعد أن تعهد بايدن خلال حملته الانتخابية بمنع استخدام الأسلحة الأمريكية في العمليات العسكرية في اليمن التي يشنها التحالف العربي بقيادة السعودية والذي تشكل فيه الإمارات ثاني أكبر قوة، علما بأن النزاع في هذا البلد العربي الفقير قد أودى بحياة آلاف الأشخاص وأثار مجاعة واسعة النطاق وأزمة إنسانية تعتبر من الأسوأ في العالم.
وتولى الديمقراطي بايدن منصب الرئيس الأمريكي الـ46 يوم 20 يناير بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية على سلفه، الجمهوري دونالد ترامب، الذي شهدت العلاقات بين الرياض وواشنطن في فترة رئاسته تعزيزا ملموسا خاصة في ظل توحيد مواقفهما تجاه الملف الإيراني.
وتقود السعودية، منذ مارس 2015، التحالف العربي الذي يشن عمليات عسكرية مكثفة في اليمن دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا موالية للرئيس، عبد ربه منصور هادي، والتي تحارب الحوثيين المدعومين من إيران.
وتقول تقديرات الأمم المتحدة إن اليمن، الذي فرض عليه التحالف حظرا بحريا وبريا وجويا، يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.