انفجرت الأوضاع العسكرية في محافظة أبين شرق العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن اليوم الجمعة، بين قوات الحكومة الشرعية، وقوات "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي المدعوم إماراتياً.
وهذه هي المرة الأولى منذ توقيع "اتفاق الرياض" الأخير، التي تندلع فيها المواجهات بشكل مباشر، وتخوض قوات الطرفين معارك وجهاً لوجه، مع فشل القوات السعودية في وقف المواجهات بصفتها مشرفةً على وقف إطلاق النار، وفق الاتفاق.
ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر عسكرية ميدانية، قولها "إن قوات موالية لـ"الانتقالي" شنّت هجوماً كبيراً على مواقع قوات الجيش التابع للحكومة، في مواقع الطرية والشيخ سالم في محيط مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين، واستخدم الطرفان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وكان قد سبق المعارك قصف كثيف من قبل قوات "الانتقالي"، ردّت عليها قوات الجيش، لتتحول إلى عمليات عسكرية مباشرة.
ووفق المصادر، التي فضلت عدم نشر هويتها، فإن المواجهات خلّفت خسائر كبيرة في صفوف الطرفين في الأرواح والعتاد العسكري، من دون تحقيق تحوّل مهم على الأرض، فيما لم تحرّك القيادة السعودية ساكناً على الرغم من أن لها قوة في أبين وهي المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار بين الطرفين والبدء في تنفيذ الشق العسكري من "اتفاق الرياض"، بعد حلحلة برزت في الفترة الماضية مع بدء انسحاب مجموعات مسلحة من الطرفين، لكن معارك اليوم تعيد الوضع إلى المربع السابق.
وكانت مصادر في "الانتقالي" قد لمّحت الخميس إلى هذه المواجهات، من خلال الحديث عن أن تطورات قد تحدث عسكرياً، لكنها لم توضح ماهية هذه التطورات، حتى انفجرت الأوضاع صباح اليوم الجمعة، وسط اتهامات للجانب السعودي بعدم الاهتمام بشكل جدي في وقف كامل ودائم للصراع العسكري في أبين.
يتزامن ذلك مع شن الحوثيين عملية عسكرية ضد القوات الحكومية في مأرب والجوف، حيث تجري معارك هي الأعنف منذ توقفت قبل شهرين عقب أربعة أشهر من المعارك، ويحاول كل طرف حسم الوضع لصالحه من خلال معارك تبدو مصيرية.