أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سيعمل في حالة فوزه على تغير سياسة الولايات المتحدة مع السعودية.
وأكد المحلل السياسي الأمريكي إيشان ثارور، خلال مقال له بالصحيفة، أن بايدن تعهد في حال فوزه بالانتخابات على إعادة تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية، مع تأكيده أنه سيصغي لنداءات الكونغرس بوقف الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها في اليمن.
وقال ثارور: إن "بايدن وترامب يمثلان مستقبلين متباينين بشكل كبير بالنسبة للنخب السياسية في المنطقة، لا سيما للقيادة في إسرائيل وبعض الدول العربية الغنية بالنفط التي هللت لترامب عندما انقلب على أحد الإنجازات المهمة لسلفه باراك أوباما، فأبطل مشاركة بلاده في الاتفاق النووي مع إيران وأعاد فرض العقوبات وواصل سياسة الضغوط القصوى على النظام في طهران".
وأضاف ثارور: إن "الناس العاديين الذين يعيشون في بؤر الأزمات العديدة بالشرق الأوسط -من مناطق الحروب في سوريا واليمن وليبيا إلى الدول المختلة والضعيفة مثل لبنان والعراق- لا يكترثون كثيراً بمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة سواء كان ذلك دونالد ترامب أو منافسه الديمقراطي بايدن".
وبين أن إدارة ترامب الحالية وسابقتها التي تولى فيها بايدن منصب نائب الرئيس، عاصرتا النزاعات المتشابكة والمعقدة في المنطقة، وكانتا تنشدان الهروب منها، إلا أن أياً منهما لم تفلح في ذلك.
ولفت الكاتب إلى أن فوز بايدن قد يكون مؤشراً على احتمال حدوث تغير دراماتيكي في كلا المعسكرين المتنافسين، حيث ستسعى إدارته لإصلاح الضرر الذي ألحقه ترامب بالاتفاق النووي مع إيران وتهدئة التوترات معها.
وحول "إنجازات" ترامب الحالية، أوضح ثارور، أن منها اتفاقيتي التطبيع اللتين أبرمتهما الإمارات والبحرين مع "إسرائيل" في احتفال أُقيم في البيت الأبيض بواشنطن.
وأردف بالقول: "ليس من الواضح حتى الآن ما إذا كانت دول عربية أخرى ستقتفي أثر الإمارات والبحرين اللتين لم يسبق لهما خوض غمار حرب قط مع الدولة اليهودية".
ونقل ثارور عن كريستين فونتنروز، المديرة السابقة لشؤون الخليج بمجلس الأمن القومي في إدارة ترامب: أن "أي دولة يرتبط قادتها بعلاقات وثيقة مع الرئيس الحالي سيتجاهلها بايدن لو فاز بالرئاسة".
وقال فونتنروز : "أعتقد أن ذلك سيحدث لمصر، وربما لتركيا، وبكل تأكيد للسعودية والإمارات، كما أن إدارة بايدن ستعمل على الحد من مبيعات السلاح لتلك الدول، ولعلنا سنشهد زيارات أقل للمسؤولين".
وكان بايدن، تعهد بتقييم علاقات بلاده بالسعودية، في إطار تعليقه على جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول قبل عامين.
وقتل خاشقجي في 2 أكتوبر 2018، داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي، خاصة أن صور ومقاطع فيديو أظهرت اشتراك مقربين من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عملية الاغتيال.