كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن أن استغناء الصين عن النفط السعودي لفائدة الخام الأمريكي دفع المملكة لاتخاذ خطوات تركّزت حول تخزين نفطها غير المبيع.
وأشارت إلى أن الرياض لجأت أيضاً إلى خفض الأسعار؛ في محاولة منها للبحث عن مشترين جدد في آسيا، في خطوة يمكن أن تجعل ذلك النفط أكثر جاذبية للمشترين الإقليميين الآخرين.
وذكرت أن هذه الخطوة من السعودية "تقلب طرق تجارة النفط التقليدية في جميع أنحاء العالم رأساً على عقب، وتزيد من انخفاض الأسعار".
كما أوضح تقرير الصحيفة الأمريكية، الذي نُشر الاثنين (5 أكتوبر 2020)، أن المملكة تلجأ الآن أيضاً لتخزين النفط غير المبيع داخل البلاد وخارجها، ومن ذلك في محطات تخزين في مصر وسنغافورة والصين.
ووافقت الصين، في وقتٍ سابق من هذا العام، على شراء النفط الخام الأمريكي كجزء من صفقة أكبر تهدف لتخفيف التوترات التجارية المتزايدة بين القوتين العالميتين.
واستحوذت الولايات المتحدة على 7% من واردات النفط الخام الصينية، ليكون أكبر ضحاياها النفط السعودي، في الوقت نفسه تراجعت الحصة السوقية للسعودية، أكبر الموردين التقليديين للصين، إلى 15%، بعدما كانت 19%.
وقالت شركة "Kayrros" المختصة بتحليل السلع، ومقرها باريس، إنَّ مخزونات النفط الخام السعودي المحلية ارتفعت 7% لتصل إلى 81 مليون برميل في الأسبوعين السابقين على 20 سبتمبر الماضي، وهو مستوى لم نشهده منذ يونيو الماضي.
وتتأثَّر الصادرات من منتجي الشرق الأوسط الآخرين للصين أيضاً، فبحسب شركة "Petro-Logistics" تراجعت الشحنات من بلدان مجلس التعاون الخليجي -باستثناء السعودية- بواقع 400 ألف برميل على الأقل يومياً، لتصل إلى 1.6 مليون برميل يومياً، في سبتمبر الماضي، مقارنةً بمتوسط مستوياتها في الفترة من أبريل وحتى يوليو الماضيين.
وكانت بكين وافقت، في يناير الماضي، على صفقة بقيمة 52.4 مليار دولار لتوريد النفط والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة بحلول نهاية عام 2021، لكن عمليات التصدير تأجلت بسبب تفشي وباء كوفيد-19، قبل أن تُستأنف في الآونة الأخيرة.