قالت وزارة الخارجية الإيرانية رداً على تصريحات ملك السعودية، إن “السعودية مقر وملجأ فكر الجماعات الإرهابية والتكفيرية والداعم المالي واللوجستي الرئيسي للإرهاب في المنطقة”.
ورأت الخارجية الإيرانية أن “دعم النظام السعودي ومماشاته الولايات المتحدة الأمريكية” في سياسة الضغوط القصوى ضد إيران و”مساعيه لتعزيز علاقاته مع إسرائيل وتقديم مليارات الدولارات” لن يحقق أي نتيجة للسعودية بل سيحولها إلى “مخلوق حقير” بين الدول العربية.
واعتبر بيان الخارجية الإيرانية الصادر اليوم أن “الهزائم السعودية الميدانية والسياسية المتواصلة في اليمن تجعلها تهذي ضد إيران”، وجاء فيه “توجيه الملك السعودي الاتهامات لإيران، محاولة لإخلاء المسؤولية عن جرائم الحرب التي ترتكبها بلاده ضد النساء والأطفال في اليمن”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده إن السعودية “لطالما انتهجت سياسة الإسقاط للهروب من الحقائق وبهدف التنصل من مسؤوليتها تجاه الجرائم التي ترتكبها”.
واتهم الرياض بأنها “تحتضن الجماعات الإرهابية والتكفيرية وتقدم الدعم المالي واللوجستي للإرهابيين في المنطقة”.
ورأى أن السعودية “تهدف من وراء توجيه اتهامات ضد دول اخرى، إلى التنصل من مسؤولياتها تجاه الجرائم الحربية التي ترتكبها بحق النساء والأطفال في اليمن”.
ويشهد اليمن نزاعا مسلّحا منذ 2014 حين سيطر الحوثيون المدعومون من إيران على صنعاء وانطلقوا نحو مناطق أخرى، وتصاعد مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دوليا.
وأسفر النزاع في اليمن عن سقوط عشرات آلاف القتلى معظمهم مدنيون بحسب منظمات غير حكومية، وتسبب بأكبر أزمة إنسانية في العالم وفق الأمم المتحدة.
وتتهم السعودية الجمهورية الإسلامية بدعم المتمردين الحوثيين.
وشن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في أول كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، هجوما حادا على إيران، داعيا إلى وضع حل دولي لمنع حصولها على أسلحة دمار شامل.
وقال الملك سلمان، في كلمة ألقاها الأربعاء عبر الفيديو أمام الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة: “لقد مدت المملكة أياديها للسلام مع إيران وتعاملت معها خلال العقود الماضية بإيجابية وانفتاح، واستقبلت رؤساءها عدة مرات لبحث السبل الكفيلة لبناء علاقات حسن الجوار والاحترام المتبادل، ورحبت بالجهود الدولية لمعالجة برنامج إيران النووي، ولكن مرة بعد أخرى رأى العالم أجمع استغلال النظام الإيراني لهذه الجهود في زيادة نشاطه التوسعي، وبناء شبكاته الإرهابية، واستخدام الإرهاب، وإهدار مقدرات وثروات الشعب الإيراني لتحقيق مشاريع توسعية لم ينتج عنها إلا الفوضى والتطرف والطائفية”.
واتهم العاهل السعودي “النظام الإيراني” بأنه “يستمر عبر أدواته في استهداف المملكة بالصواريخ الباليستية التي تجاوز عددها 300 صاروخ وأكثر من 400 طائرة بدون طيار في انتهاك صارخ لقراري مجلس الأمن 2216 و2231”.
وأضاف: “لقد علمتنا التجارب مع النظام الإيراني أن الحلول الجزئية ومحاولات الاسترضاء لم توقف تهديداته للأمن والسلم الدوليين، ولا بد من حل شامل وموقف دولي حازم يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ البالستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب”.