قال تقرير لمعهد "ريسبونسيبل ستيت كرافت" الأمريكي أن الطريق لحل الأزمة الخليجية هو عزل السعودية بعيدًا عن تأثير الإمارات لأنها تعرقل محاولات حل الأزمة الخليجية مع اعتبار البحرين ومصر تلعبان أدوارًا ثانوية في رباعي الحصار الجائر المفروض على قطر، وهناك اجماع واسع على أن الكثير من العداء الذي ولّد الحصار في عام 2017 نشأ في أبوظبي أكثر من الرياض، ومهما قيل خلف أبواب مغلقة، فان أبوظبي عرقلت الحوار القطري السعودي الذي انتهى من جانب الأخيرة في يناير.
و بين التقرير الذي أعده كريستيان كوتس أولريخسن، الباحث في قضايا الشرق الأوسط في معهد بيكر، أن التحدي الذي يواجه المسؤولين الأمريكيين والوسطاء الآخرين هو أنه لا توجد طريقة واحدة أو مباشرة لحل الخلاف بطريقة مقبولة لجميع أطراف النزاع، وقد أدى عدم وجود توافق في الآراء باستمرار إلى تقويض الجهود المبذولة لحل القضايا التي أثارها الحصار الجائر على أساس كل حالة على حدة أو من خلال المحادثات الثنائية ولا تظهر أي علامات وشيكة على نهاية الأزمة الازمة الخليجية فيما يتعرض محمد بن سلمان لضغوط امريكية لرفع قيود المجال الجوي وفي الوقت نفسه تضغط الإمارات للحفاظ على الحصار الجائر، وقد تتفادى القيادة السعودية لتجنب الاضطرار إلى اتخاذ قرار صعب في كلتا الحالتين.
أبرز كريستيان كوتس أولريخسن، أن التقرير الصادر يوم 9 يوليو عن قناة "فوكس نيوز" كشف أن الإمارات قد عرقلت اتفاقا وضعه المسؤولون الأمريكيون لإنهاء جانب رئيسي من الحصار الجائر - المفروض على قطر منذ 2017 من قبل الإمارات و السعودية والبحرين ومصر- حيث صرح مسؤولون - دون كشف هويتهم - بإن الإمارات طلبت من السعودية عدم دعم اقتراح من الولايات المتحدة لإعادة فتح المجال الجوي السعودي والإماراتي للخطوط الجوية القطرية.
وتابع تقرير المعهد الأمريكي، في حين أن الحصار المفروض على قطر يشمل مجموعات أكبر من القضايا، فقد أصبح موضوع المجال الجوي أولوية من منظور الولايات المتحدة، في الأشهر الأخيرة، قام المسؤولون الأمريكيون بعدة محاولات بمحاولة لفتح المجال الجوي كجزء من حملة لإحراز تقدم ملموس في إنهاء الازمة الخليجية بين شركاء الولايات المتحدة المقربين من خلال التركيز على قضايا محددة بدلاً من المصالحة.
وقال التقرير إن الحصار المفروض على قطر في 5 يونيو 2017 بدأ عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع قطر.
وأغلقت السعودية الحدود البرية الوحيدة مع قطر وقيدت تحليق طيران الخطوط الجوية القطرية فوق مجالها الجوي الامر الذي تطلب أيضًا من الخطوط القطرية استخدام المجال الجوي الإيراني لمعظم الرحلات إلى أوروبا ووجهات أمريكا الشمالية.
من وجهة نظر الولايات المتحدة، أصبحت مشكلة المجال الجوي إشكالية لسببين. أولاً، ينتج عن ذلك مدفوعات فوق الأجواء لإيران، والتي أشار تقرير فوكس أنها تبلغ 133 مليون دولار سنويًا لإيران، ثانيًا، حقيقة أن الدبلوماسيين الأمريكيين يسافرون بانتظام على الرحلات الجوية للخطوط القطرية.
وأورد التقرير، بعد محاولة سابقة من قبل المسؤولين الأمريكيين لصياغة اتفاق من شأنه إعادة فتح المجال الجوي للخطوط الجوية القطرية تعثرت في يناير عام 2020، أطلقت إدارة ترامب مبادرة جديدة في يونيو مع دخول الحصار عامه الرابع. يبدو أن عدم تقدم المحاولة الأخيرة هو ما دفع مسؤولين إلى إطلاع "فوكس نيوز" التي بدأت تقريرها ببيان صريح بأن الوقت قد حان للشركاء الأمريكيين في الخليج "ليتحدوا لحماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط".
وكانت العقبة التي تحول دون حل الخلاف في الخليج -ولا تزال - عدم التوافق بين مصالح جميع الأطراف المعنية وكذلك عدم القدرة المستمرة على الاتفاق على طريق المضي قدما. في حين كان الرئيس ترامب في عام 2018 يأمل في إنهاء الحصار من خلال الاجتماع بشكل منفصل مع القادة وإبرام اتفاق في "قمة المصالحة" في كامب ديفيد، ومع ذلك، من خلال التحول إلى قضايا محددة، اعتمدت الولايات المتحدة – في المفاوضة على النهج الذي اتخذه المسؤولون القطريون منذ البداية، وهو تقسيم القضايا والتركيز على كل حزمة على حدة.
وحسب التقرير، فانه في أواخر عام 2019، أظهر الحوار بين المسؤولين القطريين والسعوديين والذي بدا واعدًا في البداية ولكنه انفض في نهاية المطاف استشهد مراقبو المحادثات بتغير الموقف السعودي بعد أن أمضى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعض الوقت في أبو ظبي مع ولي العهد محمد بن زايد لحضور الاجتماع نصف السنوي لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي وجائزة الفورمولا 1 الكبرى في أواخر نوفمبر.