أحدث الأخبار
  • 01:06 . رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يصل أبوظبي... المزيد
  • 01:06 . علي النعيمي على رأس وفد من أبوظبي في "إسرائيل" للتعزية بوفاة الحاخام اليهودي... المزيد
  • 09:56 . النرويج: نعمل ضمن تحالف عربي أوروبي لتحقيق حل الدولتين... المزيد
  • 09:55 . أكثر من 60 نائبا بريطانيا يطالبون بفرض عقوبات على الإحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 09:15 . أصابت تسعة إسرائيليين بينهم جنود.. "القسام" تتبنى عملية مستوطنة أرئيل... المزيد
  • 06:53 . "المعارضة السورية" تعلن دخولها أول أحياء مدينة حلب... المزيد
  • 06:52 . ارتفاع أسعار الذهب وهبوط الدولار... المزيد
  • 11:59 . أضرار التدخين السلبي على الأطفال.. تعرف عليها... المزيد
  • 11:59 . تأجيل اجتماع "أوبك بلس" الوزاري إلى خمسة ديسمبر... المزيد
  • 11:58 . بوتين يهدد بضرب كييف بصاروخ فرط صوتي بعد استهداف شبكة الطاقة... المزيد
  • 11:57 . أسعار النفط تتأرجح بين المخاوف الجيوسياسية وتأجيل اجتماع "أوبك+"... المزيد
  • 11:56 . رئيس الدولة في يوم الشهيد: الإمارات ستظل وفيّة للقيم التي جسدتها بطولات شهدائها... المزيد
  • 11:56 . رئيس السنغال: وجود القواعد العسكرية الفرنسية يتعارض مع السيادة الوطنية... المزيد
  • 11:54 . المعارضة السورية تعلن السيطرة على ريف حلب الغربي بالكامل... المزيد
  • 11:53 . تشاد تعلن إنهاء اتفاق دفاعي مع فرنسا... المزيد
  • 11:52 . تقرير سري للطاقة الذرية: إيران تخطط لتوسع جديد في تخصيب اليورانيوم... المزيد

“ميدل إيست آي”: مشروع أبوظبي مع إسرائيل "سم" للمنطقة

محمد بن زايد - أرشيفية
وكالات – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 11-07-2020

نشر موقع “ميدل إيست آي” مقالا لمحرره ديفيد هيرست تحت عنوان “مهمة محمد بن زايد المستحيلة”. وقال فيه إن ولي عهد أبوظبي حول بلده إلى دويلة جديدة مثل إسرائيل، لأنها مبادرات شخصية وليست شعوب، معتبراً مشروع وليس دولته مع إسرائيل هو سم للمنطقة.

وأشار الكاتب إلى دور أبوظبي في قيادة الثورات المضادة بعد الربيع العربي عام 2011 وما جلبته من مظهر للديمقراطية في مصر مثلا. الدور الإماراتي الذي أطلق العنان لسلسلة من التدخلات العسكرية، الانقلابات والحروب الأهلية المستمرة بدون إشارة عن التعب والإجهاد.

ويؤكد أنه برغم كل الانتكاسات لا تزال الثورة المضادة التي خرجت للعلن بعد فوز محمد مرسي في انتخابات مصر مستمرة وبشراسة، وقد أنتجت ديكتاتوريين متشابهين مثل محمد بن سلمان في السعودية وعبد الفتاح السيسي في مصر وخليفة حفتر في ليبيا، وكلهم يحتقرون الانتخابات الحرة ويعيشون مثل الفراعنة وصنعوا حكما وراثيا لعائلاتهم وأبنائهم. وكلهم مدينون بالفضل لأبوظبي التي سلحتهم ومولتهم وأرشدتهم للوصول إلى السلطة.

وقد نظم أبوظبي انقلاب مصر وأصبحت لاعبا مهما في الحرب الأهلية في اليمن واستخدمت نفوذها في مجال الموانئ لتأكيد حضورها في القرن الأفريقي، ودفعت السعودية للحرب في اليمن كي تروج لنجل الرئيس علي عبد الله صالح ثم تخلت عنه ودعمت الانفصاليين باليمن. كما لعبت أبوظبي  دورا مهما في الحصار على قطر، وقدمت لترامب أميرا غير معروف في السعودية وأطاحت برجل المخابرات الأمريكية في الرياض. ولا توجد كعكة لم تضع فيها أبوظبي إصبعها فيها.

عرفت أبوظبي كيفية التلاعب بالقرار في البيت الأبيض. وقرأت الجهل والغرور والجشع الشخصي هناك، فأموالها تذهب مباشرة إلى جيوب الفاعلين هناك. وربما دار في ذهنها أن الشرق الأوسط بات بحاجة إلى زعيم جديد، ولماذا لا تكون هي؟

ولكن ما هي المهمة؟ يجيب هيرست أنها باتت واضحة من مقالة  يوسف العتيبة التي نشرها قبل فترة في صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية. وفي مقالته المنشورة بالعبرية ووجها للقارئ اليهودي قال إنه كان واحدا من ثلاثة سفراء عرب كانوا في الجناح الشرقي من البيت الأبيض عندما أعلن دونالد ترامب عن رؤيته للسلام في الشرق الأوسط.

وحذر في مقالته أن الضم هو خطوة بعيدة. وفي الحقيقة لم تكن الرسالة التي وجهها السفير الإماراتي في واشنطن قادمة من الفلسطينيين أنفسهم، فلا مشكلة لدى الإمارات من احتلال إسرائيلي دائم. وقد قامت بإرسال طائرتين محملتين بالملابس الواقية من فيروس كورونا إلى مطار بن غوريون ووقعت عدة عقود كبرى مع إسرائيل وتأكيد نيتها على التطبيع. فالأيام التي كان يتم فيها إخفاء الرحلات الجوية إلى إسرائيل وتعميتها على أنها للأردن قد مضت.

وباتت الإمارات وإسرائيل قطعة واحدة ولا حاجة لأن يخفي شخصان حبهما وراء الغابة. ولم تكن الرسالة من الأردن التي ترى في ضم الضفة الغربية تهديدا وجوديا.

وظهر في النهاية أن الرسالة هي بحد ذاتها قادمة من اليهود الليبراليين في أمريكا لليمين المتطرف في إسرائيل. والرجل الذي يقف وراءها هو رجل الأعمال الأمريكي- الإسرائيلي الميلياردير حاييم سابان، حسب تقرير في موقع “أكسيوس”. وقالت مستشارة سابقة لبنيامين نتنياهو وهي كارولين غليك إن الرسالة من بنات أفكار سابان.

ولم تكن الرسالة تهم الرأي العام العربي ولكنها احتوت على نقطتين عبر عنهما العتيبة وهما أن الإمارات وإسرائيل يمكنهما إقامة تعاون أمني ناجع، خاصة أن القلق واحد من الإرهاب والعدوان ويتمتعان بعلاقة قوية مع الولايات المتحدة. أما الثانية فهي التعاون الاقتصادي، خاصة أن اقتصاد كل منهما متنوع ومتقدم.

ويشي كلام العتيبة أن الإمارات لديها جيش أقوى من مصر والسعودية بل ولديها أقوى اقتصاد وأكثر تنوعا في العالم العربي. فهذه مزاعم أبوظبي و“أسبرطة الصغيرة” لديها طموح كبير. فمن خلال مقارنة جيشها بإسرائيل تجاوزت جيوش السعودية ومصر، وهذا ليس مهما له لأنه يريد تحويل بلاده إلى دويلة أخرى مثل إسرائيل. وكلا البلدين صغيران في الحجم وعدد السكان، وكلاهما مجتمعان عسكريان. إسرائيل لديها “جيش المواطن” وفي الإمارات تم فرض الخدمة العسكرية عام 2014 وزادت مدته من 12- 16 شهرا. وكلاهما لديها اقتصاد يمتد خارج حدودهما إلى قلب أفريقيا. وإذا أثبتت إسرائيل أن يدها الطويلة تصل إلى عنتيبي فإن الإمارات لديها ذراع طويلة تصل إلى ليبيا، تركيا وسوريا وبعيدا عن الخليج. وكلا البلدين لديهما تجمعات سكانية حركية وأعداء مشتركون: الإسلاميون، تركيا وإيران. ولديهما إستراتيجية مشتركة في المنطقة، فالتحدي الأكبر لهما في المنطقة هما تركيا وإيران.

ويواجه الإماراتيون الرئيس رجب طيب أردوغان مباشرة، ومولوا محاولة انقلاب نظمها الغولونيون، أتباع فتح الله غولن عام 2016، ويعارضون قواته في إدلب من خلال تمويل الأسد لخرق وقف إطلاق النار ويواجهون تركيا في ليبيا.

وعندما تم ضرب قاعدة الوطية في ليبيا بعد سيطرة قوات حكومة الوفاق عليها كتب المستشار عبد الله عبد الخالق تغريدة قال فيها: “لقنت الإمارات درسا للأتراك نيابة عن العرب”، مع أنه حذفها لاحقا. ولكن إسرائيل تقول بشكل خفي إنها تتعامل مع الجيش التركي كتهديد رئيسي.

كما وأخبر يوسي كوهين، مدير الموساد، مسؤولين سعوديين وإماراتيين ومصريين أن الجيش التركي يمثل تهديدا من الصعب احتواؤه أكثر من الجيش الإيراني. وبالمقابل لم تواجه الإمارات إيران حتى عندما ضربت ناقلاتها، فهذه مهمة إسرائيل التي يعتقد أنها مسؤولة عن تفجيرات في مفاعل نانتز وربما ستة تفجيرات غامضة أخرى. وعلى الساحة الإقليمية تعمل إسرائيل والإمارات بشكل مترادف.

كل هذا لا يعني أن المشروع مستقر على المدى البعيد. فقد تجد إسرائيل من المفيد العمل مع محمد بن زايد وخدمة غروره وإبقاء الفلسطينيين تحت احتلال دائم، لكن مصالحها القومية تأتي أولا.

وردت غليك غاضبة على مقالة العتيبة في “إسرائيل اليوم” قائلة ألا أحد يقدم منافع لأحد والطرف القوي في هذه العلاقة هي إسرائيل، فلهما اقتصاد قوي ومستقر أحسن من اقتصاد الدولة الخليجية النفطية و”من يعتقد العتيبة أنه يخيف بتهديداته عندما يباع برميل النفط بـ 37 دولارا”، و”في لعبة حارس المنطقة يجب ألا يكون هناك إلا كلب واحد، ولا نية لإسرائيل مشاركة عربي لديه أفكاره فوق طاقته بها”.

عندما تكتشف النخبة العسكرية في السعودية ومصر أن مصالحها التجارية والعسكرية متضررة فستبدأ بالنظر لمغامرات أبوظبي بطريقة مختلفة. فالاتفاقية البحرية التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق تعطي مصر أكثر مما يقدمه أي اتفاق مع قبرص واليونان وإسرائيل

ويقول هيرست إن على إسرائيل ألا تخدع بتعبيرات الدعم التي أطلقها حكام “ولايات” في طبرق وليبيا مثل عبد السلام البدري، نائب رئيس وزراء حكومة الشرق، وهاني بن بريك رئيس المجلس الجنوبي الانتقالي، السلفي. والتاريخ لا يرحم فكل دولة عربية عملت مع إسرائيل أو اعترفت بها أصبحت اليوم ضعيفة وممزقة. وهذا يصدق على مصر والأردن التي كان يعتقد دبلوماسيوها أنهم كانوا روادا ولكنهم اليوم نادمون على ما فعلوه باسم السلام. فقد اكتشفوا أنه كان فجرا كاذبا.

ووعد البلدان بتحقيق معجزات اقتصادية وباتت المشكلة الفلسطينية مستعصية أكثر من أي وقت مضى، أما فلسطين التاريخية فضعيفة وأصغر. أما الأردن الذي عمل مع إسرائيل أكثر من أي دولة فهو يسير نحو حافة الإفلاس ويعاني من بطالة عالية وانهيار اجتماعي، ومصالحه الإستراتيجية في الضفة الغربية والقدس لا مكانة لها في الجناح اليميني المتطرف الذي يقود إسرائيل.

وتسأل فتح التي اعترفت بإسرائيل لماذا فعلنا هذا في أوسلو؟ ويقرب قادتها النقاش إلى منافستهم حماس. ويقول هيرست إن المداعبة بين الإمارات وإسرائيل فاشلة، لأنها مبادرات شخصية وليست شعوب، ومن يتآمر ويخطط هي أبوظبي وليس دولة الإمارات. فالشارع العربي يرفض الاعتراف بإسرائيل قبل تحقيق حل عادل وشامل للفلسطينيين ودولة على أرضهم. ومشروع أبوظبي مع إسرائيل هو "سم" للمنطقة، فإسرائيل لا تريد التعايش مع جيرانها ولكنها تريد إظهار حماقتهم.