قالت صحيفة لوفيغارو الفرنسية بين قرع مصر لطبول الحرب، والشد والجذب التركية-الفرنسية والتقدم الميداني الملحوظ لمعسكر طرابلس واضعاف الجنرال الإنقلابي خليفة خليفة؛ تشهد ليبيا العديد من الاضطرابات في الأسابيع الأخيرة، لدرجة أن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان تحدث عن “سَورنة” النزاع في ليبيا.
وتنقل الصحيفة عن الباحث في معهد كلينجندايل في لاهاي جلال الحرشاوي توضحيه أن تركيا تمكنت، في غضون بضعة أشهر فقط ، من بناء آلة عسكرية حقيقية في طرابلس وباتت تمتلك قاعدتين عسكريتين بالغرب الليبي، في كل من ميناء مصراتة (210 كم شرق العاصمة طرابلس ) و القاعدة الجوية للوطية (بالقرب من الحدود التونسية).
في المقابل، يقاتل إلى جانب قوات المشير خليفة حفتر التي تقلت دعماً من فرنسا، نحو 2500 من مرتزقة شركة فاغنر الروسية ، الذين من الأرجح أن الإمارات العربية المتحدة هي من تدفع لهم مقابل خدمتهم.
بالإضافة إلى ذلك ، هناك حوالي 3500 من المرتزقة السودانيين و 500 تشادي و 1000 سوري من مؤيدي نظام دمشق. ويوضح جلال الحرشاوي أن “ عدد السوريين يتزايد كل أسبوع.. بمجرد أن يعثر الإماراتيون على بعض المرتزقة، يرسلونهم مباشرة عن طريق الجو إلى برقة أو مصر، الحليفة الأخرى لقوات حفتر.
واعتبرت لوفيغارو أن “تركيا عازمة على الحصول حتى على جزء من الهلال النفطي لمنع تقنين التقسيم القانوني، بحيث سيؤدي ذلك إلى إلغاء اتفاقها البحري مع طرابلس في نوفمبر الماضي. وتهتم تركيا بمياه درنة في الشرق بسبب اكتشافات الغاز الطبيعي وأيضًا في سياق نزاعاتها العالقة مع اليونان، وفق جلال الحرشاوي دائما.
وتشير لوفيغارو إلى أن “الجميع في الجنوب الليبي يطرحون سؤال بشأن دعم حكومة الوفاق الوطني، بعد أن فشل رجال حفتر في تقديم أي شيء؛ و تسجيل حكومة طرابلس لنقاط من خلال المساعدة في المعركة ضد وباء كورونا”، وفق مؤسسة فزان الفكرية والاستشارية، التي تعبر عن قلقها بشأن تدفق المرتزقة التشاديين في المنطقة بعد هزائم حفتر. حيث يمكن للمقاتلين الذين يعارضون سلطة الرئيس ادريس ديبي إعادة تنظيم صفوفهم في هذه المنطقة الحدودية التي يسهل اختراقها.