ارتفعت أسعار النفط أكثر من 3% لتعزز مكاسب حققتها في الجلسة السابقة، بعد أن تعهد منتجو «أوبك+» الوفاء بتعهدات إزاء خفض الإمدادات، وقال متعاملان كبيران للنفط إن الطلب يتعافى بشكل جيد.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 3.1% إلى 42.78 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى في أكثر من أسبوع. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3.9% إلى 40.37 دولاراً للبرميل. وارتفع الخامان القياسيان نحو 2% الخميس واتجها صوب تحقيق مكسب أسبوعي بنحو 9%.
وتلقت السوق الدعم من خطط للعراق وكازاخستان لتعويض إنتاج زائد في مايو عن تعهداتهما بخفض الإمدادات. وجاءت الوعود خلال اجتماع للجنة تراقب الامتثال وتضم أعضاء من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، فيما يُعرف باسم مجموعة «أوبك+».
وقال جيفري هالي محلل السوق لدى «أواندا» إن الأسعار تبدي متانة عند تلك المستويات، إذ تتجاهل أسواق النفط المخاوف التي تدور حول فئات أخرى من الأصول في الوقت الراهن. وأضاف: يشير ذلك إلى أن الأسعار تتلقى الدعم من المشترين الحاضرين، وهو أمر محل ترحيب، إذ إنه يعني أن الطلب الحاضر في أنحاء العالم يتعافى، مع ما يترتب على ذلك من آثار على النمو الاقتصادي.
في سياق متصل، ذكر «جيه بي مورجان تشيس» أن سوق النفط ربما يكون على وشك تسجيل دورة تصاعدية قد تدفع خام برنت إلى 190 دولاراً للبرميل عام 2025، وبعد ذلك بأسابيع تسبب وباء «كورونا» في انهيار الأسعار مع تراجع الطلب. ومع ذلك يؤكد البنك رؤيته الصعودية، على الرغم من أن الطلب لا يزال منخفضاً إلى جانب تراجع الإمدادات، كما أن الصناعة قد تواجه مشكلة كبيرة في جذب رأس المال في المستقبل.
وقال كريستيان مالك، مدير «جيه بي مورجان» لأبحاث النفط والغاز في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: الحقيقة أن احتمالات ارتفاع النفط نحو مستوى 100 دولار مرتفعة عما كانت في الأشهر الثلاثة الماضية.
وفي تقرير بتاريخ 12 يونيو، أوضح البنك أن حالة الإشباع في سوق النفط ستتحول إلى حالة نقص في المعروض الأساسي بداية من عام 2022، وخام برنت ربما يرتفع إلى 60 دولاراً للبرميل لتحفيز الإنتاج العالمي. وقال مالك في حديث إلى «سي إن إن بيزنس»: التوقعات السابقة بوصول سعر النفط إلى 190 دولاراً للبرميل لا تزال قائمة.
في المقابل، قال كيريل ديمترييف رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، إنه لا يرى جدوى من تمديد تخفيضات صارمة لإنتاج النفط العالمي مع تعافي اقتصادات في أنحاء العالم والطلب على النفط من تراجعات ناجمة عن أزمة فيروس «كورونا».
وتشير تعليقات ديمترييف، أحد كبار مفاوضي موسكو في محادثات النفط، إلى أن روسيا تريد تخفيف التخفيضات اعتباراً من أغسطس وفقاً لما تتضمنه الخطة القائمة.
وتخفض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها الإنتاج بوتيرة قياسية قدرها 9.7 ملايين برميل يومياً، أو ما يعادل 10% من الإمدادات العالمية، بعد أن انخفض الطلب على النفط بمقدار الثلث خلال الأزمة.
وكانت لجنة من «أوبك+» قد تركت للمنتجين الباب مفتوحاً أمام تمديد أو تخفيف تلك التخفيضات اعتباراً من أغسطس، بينما مارست ضغطاً على عدد من الدول لتحسين معدل التزامها.