ما السر وراء شراء إسرائيل لشرائح فحص مرض كورونا من الإمارات رغم أنها صينية الصنع، ولماذا أصبح الموساد والشاباك يتوليان إدارة ملف مكافحة كورونا في إسرائيل أكثر من وزارة الصحة.
سر شراء إسرائيل لشرائح فحص مرض كورونا من الإمارات رغم أنها صينية الصنع
كشف طبيبٌ فلسطينيٌّ يعمل في مختبر بيولوجي تابع لإحدى المشافي الإسرائيلية أن كمية لا بأس بها من بين النصف مليون جهاز “شريحة” لتشخيص فيروس كورونا، تمكّن جهاز “الموساد” من جلبها على دفعات خلال العشرة أيام الأخيرة، كانت من دولة الإمارات.
وقد وفرت الإمارات -وفق هذا الطبيب- عشرات الآلاف من هذه الشرائح لإسرائيل، مبيناً أن المعلومة توصل إليها من خلال جهة إدارية عُليا في الدولة العبرية على اطلاع وتنسيق مع جهاز “الموساد” بخصوص حاجياتها من اللوازم الطبية الطارئة.
ويقول المصدر الطبي الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الإمارات قامت أيضاً، السبت الماضي، بتزويد اليونان بكميات كبيرة من أجهزة فحص كورونا، ما يُظهر أنها تمتلك مخزوناً كافياً لتزويد لدول أخرى.
ولكن هناك معلومات مصدرها الصين تعزز الاستنتاج بوجود كميات كافية من اللوازم الطبية من قبيل شرائح إجراء الفحوصات وأجهزة التنفس لدى الإمارات، وأن أبوظبي أصبحت تاجراً خفياً لهذه الشرائح التي جعلتها الأزمة ثمينة.
إذ تبين أن هناك اتفاقية بين أبو ظبي والصين تجعل الأولوية لهذه الدولة الخليجية في أية عملية تصدير لهذه اللوازم والأدوية من قبل بكين إضافة إلى عدد قليل من الدول التي تربطها اتفاقيات تعاون مماثلة، حسبما الباحث في الشؤون الصينية الدكتور جاد رعد وهو مقيم في مدينة شنيانغ الصينية.
مؤشر آخر ومتطابق بشأن هوية الدولة الخليجية التي ساهمت بتزويد إسرائيل بكمية من شرائح فحص كورونا، هو ما سرده مصدر واسع الاطلاع ويقيم في أراضي.
إذ أوضح أن جهات إسرائيلية قالت إن “الموساد” تمكّن في إطار عملية مشتركة مع الجيش من استقدام شرائح فحوصات كورونا إضافة إلى أجهزة تنفس اصطناعية، مِن دول لا تربطها بها علاقات دبلوماسية “علنية”.
ووفق المصدر، فإنه بعد التحري عن هويتها، اتضح أن الإمارات كانت إحدى هذه الدول كمصدر جلبت منه إسرائيل احتياجاتها الطبية لمواجهة كورونا، بحسب تفاصيل عديدة كشف عنها الموقع الإخباري “عربي بوست” بهذا الصدد.
ولكن.. لماذا لم تقم إسرائيل بشراء هذه المستلزمات مباشرة من الصين؟
يجيب المصدر بالقول: إن هذا يعود إلى عدم وجود اتفاقية بينهما تجعل لإسرائيل الأفضلية في شرائها من الصين، خاصة في ظل الطلب العالمي وتوفير بكين “طلبيات كبيرة” لإيطاليا ودول في أمريكا اللاتينية وكذلك دول خليجية.
ويكشف المصدر أن “الموساد” عندما ذهب إلى الصين وجد أن شخصيات سعودية قد اشترت هذه المعدات واللوازم الطبية بملايين الدولارات. غير أنه من غير الواضح إن كان “الموساد” قد تمكن من شراء كميات من خلال هذه الشخصيات السعودية أيضاً، إلا أنه اكتفى بالقول “فعلنا كل ما بوسعنا وبطرقنا المختلفة لجلب الحاجيات حتى من دول في المنطقة لا وجود لعلاقات دبلوماسية معلنة معها”.
لماذا يتولى الموساد مكافحة كورونا في إسرائيل؟
بيدَ أن السؤال المركزي هو: لماذا يتولى جهاز المخابرات “الموساد” تحديداً -وليس أي جهة أخرى- مهمة توفير هذه الحاجات الطبية لإسرائيل؟ وما هي الطرق والوسائل التي يعتمدها لاستقدام هذه المستلزمات التي تشهد نقصاً حاداً عالمياً في ظل الأزمة غير المسبوقة؟
الواقع، أنه في ظل إصدار الدول التي تصنع المعدات الطبية قوانين صارمة تحظر تصديرها خلال هذه الفترة، بسبب نقصها في جميع أنحاء العالم بسبب فيروس كورونا.. كان لا بُدّ من أساليب “العمليات القذرة” -كما يصفها المصدر المقيم في أراضي 48- من أجل جلبها. وهنا تأتي مهمة “الموساد” الأمنية.
وتنقل صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مصادر مقربة من العملية الإسرائيلية الأخيرة “هذه عمليات حقيقية، ومن أجل أن تنجح يجب وضع اليد عليها قبل الآخرين وإحضار الآلات إلى إسرائيل في أسرع وقت ممكن”.