أحدث الأخبار
  • 11:07 . الكويت تسحب الجنسية من 1647 شخصا... المزيد
  • 11:05 . "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" الصيني يتعاونان بمجال الطاقة المتجددة... المزيد
  • 11:04 . أبوظبي تنفي تمويل مشروع إسرائيلي للمساعدات في غزة... المزيد
  • 08:39 . بلجيكا: سنعتقل نتنياهو إذا جاء لأراضينا... المزيد
  • 08:38 . الإمارات وألبانيا تطلقان لجنة اقتصادية مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار... المزيد
  • 08:01 . "المصرف المركزي" يعلّق نشاط شركة ثلاث سنوات بتهمة "غسل أموال"... المزيد
  • 07:48 . "التعليم العالي" تقلص رحلة اعتماد الجامعات من تسعة شهور إلى أسبوع... المزيد
  • 07:47 . شرطة لندن تفجر "طردا مشبوها" قرب السفارة الأمريكية... المزيد
  • 11:14 . الرئيس الصيني يصل المغرب في زيارة "قصيرة"... المزيد
  • 11:13 . الشيوخ الأمريكي يرفض مطالبات منع بيع أسلحة للإحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 11:12 . "الخليج للملاحة": صفقة استحواذ بروج للطاقة لا تزال قيد الدراسة... المزيد
  • 11:11 . النفط يرتفع وسط مخاوف بشأن الإمدادات جراء احتدام الحرب في أوكرانيا... المزيد
  • 11:11 . الذهب يتجه لتسجيل أفضل أداء أسبوعي في عام... المزيد
  • 11:11 . مساء اليوم.. الوحدة يواجه الوصل والشارقة يستضيف منافسه النصر... المزيد
  • 11:09 . أوروبا تدعو لاحترام قرار اعتقال نتنياهو وواشنطن ترفض... المزيد
  • 11:07 . الخطوط البريطانية تتراجع عن قرار إلغاء رحلاتها للبحرين... المزيد

تخريب ممنهج.. عندما يعبث جهاز الأمن في "التواصل الاجتماعي": اختراقا وتجسسا وسيطرة!

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 11-11-2019

استطاعت توجيهات سمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الحاسمة خلال الأسابيع القليلة الماضية من وضع حد لكثير من السلوكيات السلبية التي اتبعها مغردون أمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي. تلك التوجيهات التي حظيت بدعم كبير من جانب الإماراتيين وترحيب خليجي وعربي غير مسبوقين جاءت في الوقت المناسب وحققت الأهداف منها، وأبرزها حفظ سمعة الإمارات شعبا وقيادة.

ومع ذلك، فقد ظهر مؤخرا جانبا مظلما في مجال مواقع التواصل الاجتماعي في الإمارات، إثر الكشف عن العديد من الممارسات الخطيرة التي ارتكبها جهاز الأمن ضد حقوق الإماراتيين والخليجيين والعرب وحرياتهم.

فما هي هذه الممارسات التي تورطت فيها أجهزة رسمية، وسببت أضرارا أكبر بكثير من مجرد تغريدات؟!

كيف وظف جهاز الأمن مكتب "تويتر دبي" في خدمة دولة بوليسية؟

افتتح مكتب شركة "تويتر" في إمارة دبي، في 19 أغسطس 2015، بصفته مكتباً إقليمياً للعمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ومنذ ذلك الحين، استطاع جهاز الأمن اختراق هذا المكتب وتوجيه نشاطه لجهة الحد من الحريات من ناحية، وانتهاك خصوصية الناشطين من ناحية ثانية.

فقد كشفت صحيفة "مترو" البريطانية الأسبوع الجاري، أن صحفياً سعودياً قُتل تحت التعذيب في بلاده، بعد قيام "تويتر دبي" بكشف هويته للسلطات. وقالت الصحيفة: أن تركي الجاسر اعتقل في السعودية باعتباره صاحب حساب (كشكول)، الذي كان متخصصاً في نشر معلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان. والسلطات السعودية توصلت إلى الجاسر بعد أن حصلت على معلوماته الشخصية من مكتب "تويتر" في دبي، الذي تورط في التجسس على حسابات المنشقين السعوديين.

وفي السعودية أيضا، وبعد أن قوبلت زيارة محمد بن نايف إلى مجلس عزاء عبد العزيز الفغم، الحارس الشخصي للملك سلمان، الذي قتل مؤخرا، باستحسان من قبل جمهور واسع من المغردين السعوديين على "تويتر".

وانتشر اسم بن نايف كأعلى الهاشتاغات تفاعلا في المملكة، مع صور وتعليقات تتضمن عبارات مدح وامتنان، ولكن “هاشتاغ محمد بن نايف” اختفى فجأة من فضاء الانترنت، فيما يبدو أنها محاولة من الحكومة السعودية لضرب أي هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي يتجاوز شعبية ملفتة للانتباه، خاصة إذا كانت لشخصيات مثيرة للجدل.

ووفقا لملاحظات رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فإن “لعبة” العبث بالهاشتاغات أصبحت مكشوفة للعيان، بسبب وجود المقر الإقليمي لشركة “تويتر” في دبي، وبالتالي قدرة “الاجهزة” على إحداث تغييرات في الفضاء الإلكتروني.

واتهم ناشطون إدارة “تويتر” في دبي بالانصياع لرغبات حكومات عربية وخليجية في محاولة تضليل الرأي العام، وإخفاء آراء الشعوب.

وبشأن مصر، خلال شهري أكتوبر وسبتمبر الماضي حذف "تويتر" وسوماً مختلفة في مصر، التي شهدت غضباً شعبياً من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي. واستنكر الإعلامي الكوميدي المصري الساخر يوسف حسين مقدم برنامج “جو شو”، أن يكون “تويتر” أداة سياسية في يد دول أخرى تعمل على تسيسه.

وقال يوسف في تغريده له أن مكتب “تويتر دبي" تعمد حذف هاشتاغ “#إرحل_يا_سيسي” و “#ارحل_مش_عايزينك” وذلك لمجرد مخالفتهما لسياسة دولة الإمارات".

وفي سياق متصل، اتهم ناشطون وحقوقيون الإمارات بالوقوف وراء تعليق شركة "تويتر" لحساب صحيفة "الاستقلال" الإلكترونية على موقع "تويتر". وذكر الناشط السعودي "عمر بن عبدالعزيز" أن تعليق حساب الصحيفة جاء تاليا لنشرها تقريرا عن دور مراكز الأبحاث السعودية والإماراتية في التخطيط للثورة المضادة بالعالم العربي.

ومن جهتها، اعترفت شركة تويتر بهذه الانتهاكات، وزعمت أنه "من المُمكن للأخطاء أن تحدث في نطاق عملنا الواسع". وأضافت: "في الآونة الأخيرة، أثناء إجراءات تدقيق روتينية على النشاطات المزعجة وعمليات تطبيق قوانين تويتر الأخرى، تم تعليق عدد من الحسابات في مصر عن طريق الخطأ. نعتذر عن ذلك".

كيف استغل جهاز الأمن مواقع التواصل الاجتماعي للتضليل؟

أعلن موقع تويتر ، مؤخرا أنه حذف مجموعة تضم 267 حسابا من الإمارات ومصر لانخراطها في ”حملة إعلامية متشعبة“ تستهدف قطر وإيران بينما توجه رسائل مكثفة مؤيدة للسعودية.

وقالت الشركة إن هذه الحسابات كانت تديرها شركة خاصة تدعى "دوتديف" تعرف نفسها على موقعها بأنها ”شركة برمجيات متخصصة مقرها أبوظبي“.

كما حذف تويتر شبكة أكبر تضم 4258 حسابا قال إنها تدار حصريا من الإمارات وتستخدم أسماء وهمية وتنشر تغريدات معظمها عن قطر واليمن. ولم تحدد الشركة كيانا مسؤولا عن هذه العملية.

ومن جهتها، قالت شركة فيسبوك إنها حذفت صفحات ومجموعات وحسابات على منصتها لانخراطها في ”سلوك زائف منسق“ منشأه الإمارات ومصر. واستهدفت هذه المجموعات بعض الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا برسائل تروج لدولة الإمارات.

وأوضحت الشركة أن نحو 211 حسابًا و107 صفحات و43 مجموعة تم حذفها من فيسبوك إلى جانب 87 حسابًا على إنستجرام.

وقالت فيسبوك أيضا إنها أغلقت شبكة منفصلة تضم أكثر من 350 حسابا مرتبطا بمؤسسات تسويق في مصر والإمارات.

ما هي انتهاكات جهاز الأمن فيما يتعلق بتطبيق "واتساب"؟

رفع تطبيق "واتساب" دعوى قضائية ضد مجموعة إسرائيلية للتكنولوجيا متهما إياها بمساعدة حكومات في التجسس على هواتف مئات من الصحفيين والمعارضين والمسؤولين باستخدام التطبيق.

التطبيق اتهم في الدعوى، التي أقامها أمام محكمة اتحادية أمريكية في سان فرانسيسكو، المجموعة الإسرائيلية بتسهيل سلسلة من عمليات القرصنة الحكومية في 20 دولة. والدول التي تم الكشف عنها فقط هي المكسيك والإمارات والبحرين.

والأسبوع الجاري، صرح محمد الكويتي، المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني في الإمارات، بأن أبوظبي قد ترفع الحظر قريبا عن المكالمات التي تجري عبر تطبيق "واتس آب".

وأضاف: الإمارات عززت تعاونها مع كبريات المنصات التقنية العالمية، ومنها تطبيق "واتس آب" وذلك بشأن مبادرات الأمن الوطني.

وأقر الكويتي بأن تمكين المزيد من الاتصال في الدولة يعني أن هذه الخطوة قد تقتضي إعادة النظر من جانب الدولة في كيفية تحقيق التوازن بين الوصول إلى التقنية والأمن القومي.

كيف كانت ردود الفعل الحقوقية والشعبية؟

أعربت منظمة "سكاي لاين" الدولية عن قلقها البالغ من الأنباء التي تحدثت عن دور كبير وواسع للإمارات باعتقال معارضين سعوديين، وتعرضهم للتعذيب مما أدى إلى مقتل أحدهم بعد فترة قصيرة من الاعتقال.

وقالت المؤسسة التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها في بيان" إن الأنباء التي نُشرت في عدد من الصحف الخليجية والعربية حول دور الإمارات في اعتقال المعارضين السعوديين خلال عامي 2017-2018 من خلال اختراق مكتب "تويتر" الإقليمي في الشرق الأوسط هو أمر خطير وعرض حياة العشرات من المدونين للخطر الشديد.

وأشارت سكاي لاين الدولية إلى أن عددا من موظفي "تويتر في دبي"، ساعدوا السلطات السعودية على تعقب بعض الحسابات على تويتر، واستطاعوا الوصول إليها واعتقال أصحابها بسبب كتاباتهم المعارضة.

وطالبت سكاي لاين الدولية بشكل سريع وفاعل، شركة "تويتر"، إغلاق مكتبها الإقليمي في دبي، والشروع فورا بتحقيق شامل في انتهاكات الخصوصية التي أدت إلى مقتل واعتقال عدد من المغردين، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه القضية.

وشددت سكاي لاين الدولية على أن "تويتر" عليها الإجابة بشكل واضح عن الأسباب الحقيقية التي دفعتها لفتح مكتب إقليمي للشرق الأوسط في الإمارات، على الرغم من السجل الأسود لحقوق الإنسان فيها بشهادة المؤسسات الحقوقية الدولية العريقة، على حد قولها.

وقالت المنظمة: "إن على شركة تويتر تحمل مسئوليتها في الوقوف على انتهاكات مقرها الإقليمي في دبي، لحرية الرأي والتعبير بحق المعارضين لحكومات دول إقليمية".

ودعت "سكاي لاين" إلى: "فحص ما يصل من معلومات بوجود تنسيق عال المستوى بين أجهزة الأمن في كل من الإمارات والسعودية ومصر وإسرائيل، بشأن ملاحقة وحذف حسابات نشطاء حقوق إنسان وصحفيين ومعارضين لتلك الحكومات".

ونبهت إلى توارد معلومات حول انعقاد اجتماعات سرية بين إدارة منصة "HUB71" التكنولوجية التي أسستها دولة الإمارات في مارس الماضي، ومسئولين كبار في مكتب تويتر في دبي لبحث لتكثيف التعاون بين الجانبين.

ومن جهتهم، طالب مغردون مراراً بضرورة إغلاق مكتب "تويتر دبي" بسبب دوره في التدخل في سياسات الدول ورصد المعارضين والتسبب في اعتقالهم ومقتلهم تحت التعذيب.

ويطرح تدخل جهاز الأمن في دبي بمقر الشركة الإقليمي التساؤلات حول مدى استقلالية هذا المقر، ويضع تساؤلات جدية حول الوعود والقرارات التي تتحدث عن الإبداع والثقافة في دبي وتحويلها إلى قبلة ثقافية عالمية في ظل هذه التدخلات الأمنية الفجة والمكشوفة لصالح المستبدين في الرياض والقاهرة وغيرهما، يتساءل ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت عرضة: للاختراق والتجسس والسيطرة ومصيدة للناشطين جراء تحالف التكنولوجيا مع السلطة، على حد تعبير ناشطين.