أحدث الأخبار
  • 11:02 . جوارديولا يمدد عقده مع مانشستر سيتي لمدة عامين... المزيد
  • 10:59 . القادسية يقلب الطاولة على النصر ويجرعه الخسارة الأولى في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:56 . وصول أربع قوافل مساعدات إماراتية إلى غزة... المزيد
  • 10:47 . الرئيس الإندونيسي يصل أبوظبي في "زيارة دولة"... المزيد
  • 10:33 . "أدنوك" تدرس بيع حصة بشركة الغاز التابعة لها... المزيد
  • 10:29 . أمريكا تحقق في صلة بنك "جيه.بي.مورغان" بصندوق تَحَوُّط في الإمارات يُسوِّق النفط الإيراني... المزيد
  • 10:26 . تقرير: أبوظبي دربت قوات "الدعم السريع" بذريعة القتال في اليمن... المزيد
  • 11:07 . الكويت تسحب الجنسية من 1647 شخصا... المزيد
  • 11:05 . "مصدر" و"صندوق طريق الحرير" الصيني يتعاونان بمجال الطاقة المتجددة... المزيد
  • 11:04 . أبوظبي تنفي تمويل مشروع إسرائيلي للمساعدات في غزة... المزيد
  • 08:39 . بلجيكا: سنعتقل نتنياهو إذا جاء لأراضينا... المزيد
  • 08:38 . الإمارات وألبانيا تطلقان لجنة اقتصادية مشتركة لتعزيز التجارة والاستثمار... المزيد
  • 08:01 . "المصرف المركزي" يعلّق نشاط شركة ثلاث سنوات بتهمة "غسل أموال"... المزيد
  • 07:48 . "التعليم العالي" تقلص رحلة اعتماد الجامعات من تسعة شهور إلى أسبوع... المزيد
  • 07:47 . شرطة لندن تفجر "طردا مشبوها" قرب السفارة الأمريكية... المزيد
  • 11:14 . الرئيس الصيني يصل المغرب في زيارة "قصيرة"... المزيد

دبي بين التلفزيون الصيني والفرنسي.. يد محمد بن راشد تبني ومعول الأمن يهدم!

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 04-11-2019

في تزامن غريب ومثير، وبينما كان التلفزيون الصيني يبث مقابلة نادرة واستثنائية مع حاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد وهو يتحدث بزهو وفخر عن نجاح تجربة الإمارة والدولة عموما، كان التلفزيون الفرنسي يعرض برنامجا وثائقيا نادرا أيضا عن دبي تحديدا، لجهة تسليط الضوء على جانب مظلم مما يحدث فيها في حال كانت مزاعم التحقيق الفرنسي دقيقة، وظلت دبي صامتة دون نفي أو تأكيد لما ورد في الوثائقي من اتهامات تنسف تماما الحصاد الإيجابي للمقابلة عبر التلفزيون الصيني بل وتعصف بسمعة دبي بصورة غير مسبوقة. فما الذي أورده هذان التلفزيونان، وما هي الصورة الحقيقية لكل منهما، وما هو دور الشيخ محمد بن راشد ودور جهاز الأمن في تكوين الصورة عن دبي؟!

ماذا جاء بمقابلة محمد بن راشد على التلفزيون الصيني؟

تحدث سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، إلى تلفزيون الصين المركزي (CCTV)، في مقابلة وصفها مراقبون بالمهمة. وأكد حاكم دبي أن الإمارات "تهدف إلى تقديم نموذج يُحتذى للمنطقة وللعالم في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية، وغيرها من المجالات المرتبطة بصناعة المستقبل، الذي تسعى أن يأتي محمّلاً بالخير والرخاء لشعبها وشعوب المنطقة والعالم".

وأسهب الشيخ محمد بن راشد في ذكر وشرح التجرية الاقتصادية والتنموية، واستطاع بالفعل أن يقدم محتوى إعلاميا مؤثرا ليس فقط لأكثر من مليار صيني، وإنما لبقية شعوب العالم وبمختلف اللغات التي نقلت المقابلة.

ولكن، كيف قدم التلفزيون الفرنسي دبي؟

كان صادما للإماراتيين والخليجيين، أن زاحم تحقيق استقصائي بثته القناة الثانية الفرنسية يحمل اسم "كاش أنفيستغاسيون" عن غسل أموال المخدرات، مقابلة الشيخ محمد بن راشد وأخذ قسطا كبيرا في وسائل الإعلام العالمية وعلى حساب الجانب المشرق الذي جاء عبر التلفزيون الصيني.

التحقيق الفرنسي كان مدعما بالوثائق وأسماء أشخاص وشركات، هذه الأسماء لم تنف حتى الآن أي من المزاعم الخطيرة الواردة في التحقيق.

زعم التحقيق أن أموال المخدرات تنقل نقدا من فرنسا إلى المغرب وبلجيكا وتنتهي في دبي، حيث توضع هذه الأموال في مصارف إماراتية متعددة، ليتم إدخالها إلى النظام المصرفي الدولي على شكل استثمارات أو تحويلات عادية.

ويميط التحقيق الاستقصائي اللثام عن أطراف عدة تدخل في عملية غسل أموال المخدرات. فقد كشف رئيس جهاز الشرطة الفرنسي لمكافحة غسل الأموال "كونتا موج"، كيف أن رجل أعمال مغربيا يدعى نور الدين الشاوتي أسس شركة متخصصة في نظام الحوالة بهدف تحويل ملايين اليوروهات من أموال المخدرات من فرنسا إلى المغرب.

وبغرض غسل تلك الأموال اشترى الشاوتي ما يزيد على ثلاثة آلاف كيلوغرام من الذهب نقدا في بلجيكا في عام واحد (2012)، ثم بيعت هذه الكمية إلى شركة كالوتي للمجوهرات في دبي عن طريق شركة وهمية تحمل اسم "روناد إنترناشيونال"، وتعود ملكيتها إلى عبد الواحد الشاوتي شقيق نور الدين، وقد قامت هذه الشركة بغسل ما قيمته 259 مليون يورو (288 مليون دولار) من أموال المخدرات في عام واحد.

وبعد تحويل كميات الذهب من بلجيكا إلى شركة كالوتي للمجوهرات، عن طريق تهريبها على يد وسطاء من بروكسل إلى دبي تقوم الشركة بشراء كميات الذهب من نور الدين الشاوتي، وتحويل الأموال عن طريق شركة الفردان للصرافة في الإمارات، والتي تتولى تحويلها بعد ذلك إلى مختلف دول العالم على شكل استثمارات في شركات أو تحويلات عادية.

وأثبت تحقيق القناة الثانية الفرنسية أن شبكة من الشركات الناشطة في دبي تتواطأ في غسل الأموال القذرة المتأتية من تهريب المخدرات، وتتعامل دون حرج مع أباطرة تجارة الموت في العالم، وأن السلطات الإماراتية، التي تملك قانونا لمكافحة تهريب الأموال وغسلها، تغض الطرف عن أنشطة هذه الشركات المشبوهة.

Image title

ماذا قالت مجلة عربية مؤخرا عن دبي؟

"الشراع"، مجلة لبنانية نشرت تقريرا مهما حول مستقبل دبي الاقتصادي قبل بضعة شهور، وتحدثت عما أسمته "إفلاس دبي" في ظل ما تتوقعه. المجلة، زعمت أن دبي تعتمد سياسة بناء قصور وناطحات سحاب على رمال متحركة، وعلى جلب أثرياء العالم إلى الإمارة، وعلى ما وصفته بـ"غسل الأموال القذرة للصوص العالم السياسيين والعسكريين وتجار المخدرات".

واعتبرت المجلة، أن هذه السياسة سوف تضر بدبي جدا، عندما يتشدد القانون الدولي والقوانين الاميركية في مكافحة تبييض الأموال، ودبي هي إحدى أبرز مدن غسل الأموال المنهوبة من كثير من بلدان العالم، على حد قول "الشراع".

 هل أنصف تقرير الخارجية الأمريكية حول الإرهاب الإمارات ودبي؟

وصف تقرير الخارجية الأميركية بشأن الإرهاب في العالم خلال العام 2018، ومن قبله تقرير عام 2016، و2017، الإمارات بأنها محطة إقليمية ودولية لتنقلات المنظمات الإرهابية وتحريك أموالها، ومركزا لها لاستقبال وإرسال الدعم المالي.

وأكد التقرير الأمريكي الرسمي والموثق أن اعتبارات سياسية كانت عائقا أمام قيام الحكومة الإماراتية بتجميد ومصادرة الأصول الإرهابية.

وأيضا، كانت تقارير أمريكية تحدثت عن انخراط مؤسسات مالية في الإمارات في معاملات نقدية تنطوي على مبالغ كبيرة من العائدات المتأتية من الاتجار الدولي بالمخدرات.

 وصنف أحد التقارير الإمارات من ضمن البلدان الرئيسية في مجال غسيل الأموال، لتكون الدولة الخليجية الوحيدة التي تدخل ضمن هذا التصنيف.

وذكرت التقارير أن جزءًا من نشاط غسيل الأموال في الإمارات يرتبط بعائدات غير قانونية من المخدرات المنتجة في جنوب غرب آسيا، مشيرة إلى أن جرائم غسل وتبييض الأموال في الإمارات تشمل بشكل رئيسي القطاع العقاري وتجارة الذهب والألماس.

كيف واجه الكونجرس الأمريكي ما ينسب لدبي بهذا المجال؟

فور بث البرنامج الوثائقي على التلفزيون الفرنسي، تقدم النائب الديمقراطي "إيمانويل كليفر" بمشروع قرار يدين فشل الإمارات في مواجهة أنشطة غسل الأموال التي تديرها شركات إيرانية تشملها العقوبات الأميركية على طهران.

ويحث مشروع القرار أبوظبي على إنهاء الأنشطة المرتبطة بهذه الشركات، والتعامل مع أي قصور في قوانينها لمكافحة غسل الأموال.كما يؤكد أن القوانين الحالية غير كافية لردع أنشطة الشركات المتحايلة، وقد أحيل مشروع القرار إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي لمناقشته.

وفي يوليو الماضي، قال عضو الكونجرس "سكوت بيري" أمام الكونجرس، في خطاب له حول الكيانات التي تغسل الأموال ومخاطر هذه الكيانات على الولايات المتحدة والعالم- قال: إن هناك عمليات غسل الأموال من خلال عمليات شراء العقارات الفاخرة في دبي.

ولكن، ما هو دور جهاز الأمن في هذه الجرائم؟

جهاز الأمن الذي يزعم أنه يحمي اقتصاد الدولة من كل ما يضر به وخاصة فيما يتعلق بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، يقول مراقبون إنه ضالع في التستر على جميع هذه العمليات غير المشروعة من خلال تورطه في بعضها من جهة، ومن خلال فشله في الكشف عنها وتفكيك كل ما يسيء لصورة الدولة وسمعتها ولكل جهود الشيخ محمد بن راشد.

Image title

ومن جهة ثالثة، يقول ناشطون إن جهاز الأمن ليس لديه وقتا في ملاحقة هذه الأعمال القذرة التي حجبت اليد النظيفة لحاكم لدبي، وإنما يلاحق ناشطا خيريا أو إغاثيا يجمع دراهم معدودة من أجل اللاجئين في إفريقيا أو سوريا وغيرها، ويفاخر العالم بأنه يحارب "تمويل الإرهاب" ويجفف منابعه، في حين أنه يرعى جانبا منه حسب التحقيق الفرنسي، وفي ذات الوقت، يهدم هذا الجهاز بيده الآثمة كل مفاخر وإنجازات الشيخ زايد والشيخ راشد وإخوانهما، رحمهم الله جميعا، وبدل أن ترث الأجيال الدولة بسمعة حسنة وسياسات قويمة، يصر هذا الجهاز على أن يسفل باسم الإمارات وصورتها إلى القاع الذي وصل إليه، على حد تعبير ناشطين!

صحيفة الاتحاد - الإمارات علامة متميزة

وقبل يومين فقط أطلق  الشيخ محمد بن راشد مبادرة الهوية الإعلامية، والتي اعتبرها "خطوة جديدة في ترسيخ التواجد الإعلامي العالمي لدولة الإمارات"، هوية تروي "قصة الوطن ومسيرة البناء لشعوب العالم". وتقوم على «ترسيخ صورة الوطن الجميلة في الذهنية العالمية». وهي "قصة عظيمة جديرة بأن تُروى ويشاركنا العالم المحب الخير فيها وفي الاستفادة منها". 

فهل يسمح جهاز الأمن بنجاح هذه الهوية أم يعاجل لوأدها في مهدها، يتساءل الإماراتيون؟!