كشفت وكالة أمريكية أن رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق، الأمير "تركي الفيصل"، أبدى انزعاجه من تركيز أعضاء الكونجرس الأمريكي على قضية اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي"، مطالبا إياهم بـ "الترجل عن جواد الأخلاق العالية".
ونقلت بلومبرج عن الأمير السعودي انتقاده لممثلي الكونجرس، خلال المؤتمر الـ 28 المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية في واشنطن، الأربعاء الماضي؛ بسبب "الاشمئزاز" و"الاحتقار" اللذين عبرا عنهما إزاء السعودية، قائلا إن المشرعين الأمريكيين غير قادرين على أداء وظائفهم لمعالجة "قضايا العنصرية وعدم المساواة العرقية" وإصلاح قوانين ملكية الأسلحة بالولايات المتحدة.
وأضاف أن معظم وسائل الإعلام الأمريكية لديها "رؤية متناقضة باستمرار" للمملكة، وتصور الأحداث السلبية بها على أنها هي القاعدة.
وتابع رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق: "الإعلام الأمريكي يظهر السعودية بشكل سلبي بسبب الحرب في اليمن، رغم أن الانقلابيين الحوثيين هم الذين يهاجمون السعودية من البداية (..)رار الأمم المتحدة رقم 2216 يحمل الحوثيين مسؤولية الهجوم على السعودية ويعطي للرياض الحق في الدفاع عن نفسها والرد، لكن الإعلام الأمريكي لا يرى ذلك".
وتابع "الفيصل": "كم من قادة الكونجرس تكرموا بزيارة للمملكة؟ إذا قاموا بزيارة الرياض فقد يتعلمون شيئًا عن الرعاية الصحية الشاملة، التي قدمتها المملكة لمواطنيها منذ إنشائها، أو قد يحصلون على نظرة ثاقبة لنظامنا التعليمي المتطور".
وجاءت كلمة "الفيصل" قبل حوالي أسبوع من استضافة السعودية منتدى الاستثمار السنوي "مبادرة مستقبل الاستثمار"، الذي من المقرر أن يستقطب ممثلين عن المؤسسات الاستثمارية الكبرى في جميع أنحاء العالم يومي 29 و 31 أكتوبر.
وكان أغلب هؤلاء المستثمرين قد تجاهلوا حضور المنتدى، العام الماضي، على خلفية تداعيات اغتيال "خاشقجي"، الذي قتل داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر 2018.
ومن المتوقع حضور وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوشن"، و"جاريد كوشنر"، مستشار البيت الأبيض وصهر الرئيس "دونالد ترامب" لدورة المنتدى الاستثماري السعودي هذا العام.
وتسبب اغتيال "خاشقجي"، الذي كان مقيما بالولايات المتحدة وكاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، في توتر العلاقات السعودية مع كثير من مؤسسات الحكم بواشنطن، فضلاً عن الحرب الطويلة الأمد والأزمة الإنسانية في اليمن واعتقال العديد من الناشطات السعوديات، ولذا توحد كبار المشرعين من الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، بشأن مسألة معاقبة المملكة.
وإزاء ذلك، تعمل السعودية جاهدة – بحسب بلومبرج – إلى إعادة تشكيل صورتها بالولايات المتحدة، وتسويقها كوجهة سياحية، وتحويل ساحلها على البحر الأحمر لجذب السياح وتطوير مدينة ترفيهية بالقرب من العاصمة الرياض.
كما قررت السلطات السعودية، الشهر الماضي، التخلي عن قواعد صارمة تشترط ارتداء النساء الأجنبيات للعباءة، التي ظلت زيا إلزاميا لعقود.