كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الثلاثاء، أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تستعدّ لإطلاق محادثات مباشرة مع جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، في جهد لإنهاء الحرب الدائرة هناك منذ أربع سنوات، وفق أشخاص مطلعين على الخطط، أشاروا إلى أنّ الولايات المتحدة تتطلّع لحثّ السعودية على المشاركة في محادثات سرية في عمان مع قادة "الحوثيين"، في محاولة للتوسط لوقف إطلاق النار.
وبرأي الصحيفة، إنّ هذه الخطوة قد تفتح أول قناة مهمة بين إدارة ترامب و"الحوثيين"، في وقت ترتفع فيه المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع.
وخلق التدهور الكبير في الوضع في اليمن، في الأسابيع الأخيرة، حاجة ملحة جديدة لجهود دبلوماسية تنهي الصراع الذي دفع بالملايين نحو حافة المجاعة. ووفق الصحيفة، فإنّ بدء الانسحاب الإماراتي من اليمن، والاشتباكات في عدن، غذّيا جهوداً أميركية جديدة من أجل الدفع باتجاه الدبلوماسية، بما فيها خطط متطورة للتحاور مباشرة مع الحوثيين.
وأكد أشخاص مطلعون على الخطط للصحيفة، أنّ كريستوفر هنزل، الدبلوماسي المخضرم، الذي أصبح في إبريل الماضي، السفير الأول لإدارة ترامب إلى اليمن، هو من سيقود المحادثات الأميركية.
وتواجه مبادرة إدارة ترامب بالفعل عقبات خطيرة، حيث رأى البعض في خطوة الحوثيين تعيين سفير رسمي لهم لدى إيران، إشارة لمحاولة المعارضين منهم لمحادثات السلام، إخراج الجهود عن مسارها.
وتنقل الصحيفة عن أفراد مطلعين على الجهود الدبلوماسية تأكيدهم أنه بات يُنظر، بشكل متزايد، إلى الرئيس اليمني المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي، على أنّه عائق أمام المحادثات، وأنّ اللاعبين الأساسيين يبحثون في كيفية تهميشه، في محاولة منهم لتحريك محادثات السلام.
كذلك، هناك مخاوف متزايدة في واشنطن من أن السعودية قد لا تكون جدية في إنهاء الصراع، ويخطّط مسؤولون أميركيون لعقد لقاء مع قادة سعوديين في واشنطن بهدف إقناعهم بتبني الدبلوماسية.
ومن المقرّر أن يلتقي نائب وزير الدفاع السعودي، شقيق ولي العهد محمد بن سلمان، خالد بن سلمان، وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الأربعاء.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن الولايات المتحدة لن تناقش محادثات دبلوماسية خاصة، لكنّ السفير الأميركي لدى اليمن يتحدث إلى جميع اليمنيين لتأييد أهداف الولايات المتحدة في البلاد.
وذكرت الصحيفة أنّ المسؤولين السعوديين واليمنيين، كما الحوثيين، لم يردّوا على طلبات للتعليق.
من جهته، قال مسؤول أميركي مطلع على الأمر، إنّ المحادثات غير الرسميّة المخطط لها، تعكس عدم وجود خيارات عسكرية قابلة للتحقيق، متاحة أمام التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، معرباً عن شكوكه في أن تؤدي إلى انفراجة.
وأضاف أنّ الولايات المتحدة عانت في السابق من أجل العثور على وسطاء حوثيين، لديهم سلطة التفاوض، فضلاً عن القدرة على الوصول إلى القيادة العليا للجماعة.
وأشار إلى أنّ أحد المحاورين كان محمد عبد السلام، كبير المتحدثين باسم الحوثيين، والذي تواصلت معه الولايات المتحدة خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وقال المسؤول الأميركي إنه يبدو أنه من المؤكد أنّ المحادثات غير الرسمية تنطوي على عروض محتملة لتقديم تنازلات أو إجراءات لبناء الثقة مع الحوثيين، فضلاً عن أنّ ذلك قد يقوض حملة "الضغط القصوى" التي تمارسها إدارة ترامب على طهران وحلفائها.