وصل العاصمة القطرية الوفد الأفغاني الذي سيشارك في الحوار الأفغاني- الأفغاني الذي تستضيفه قطر وألمانيا ويستمر يومين، حيث يبدأ في الدوحة اليوم الأحد. ويضم الوفد شخصيات سياسية وزعماء جهاديين سابقين ومسؤولين حكوميين وممثلين عن النساء والشباب.
وقال صدّيق صدّيقي المتحدث الرسمي باسم الرئيس الأفغاني إن هذا الوفد ذاهب إلى الدوحة للقاء ممثلي طالبان المتوجدين هناك، لكنهم لا يمثلون أفغانستان، وسيحضرون محادثات الدوحة الأفغانية بصفتهم الشخصية. كما صرح مسؤولون ألمان أن أي شخص يشارك سوف يفعل ذلك “بصفته الشخصية”. فيما قال فريدون خوازون، نائب المتحدث باسم الرئيس التنفيذي الأفغاني “سيكون هذا التجمع فرصة جيدة لبدء محادثات رسمية بين الأفغان”.
ووفقا للتقارير، فإن بعض الشخصيات الرئيسية التي ستشارك في المؤتمر تشمل حكمت خليل كرزاي، سيد منصور نادرري، رانجين دادفار سبانتا، حضرة عمر زخلال، فوزية كوفي، أناركالي هوناريار، حاجي محمد، حبيبة سارابي، صالح محمد سلجوقي، ونادرى نادرى، ومتين بيك.
وعلى الرغم من أن الأمر متروك للوفد الأفغاني لوضع جدول أعمال مؤتمر الدوحة، فمن المحتمل أن يكون اتفاق وقف إطلاق النار على رأس قائمة الأولويات في المحادثات، مما سيؤدي إلى مغادرة الوفدين الألماني والقطري المجال بمجرد بدء المناقشات. وقد حاول الوسطاء جعل قائمة الوفد المشارك تمثيلية قدر الإمكان، ودعوة النساء وأعضاء الأقليات الدينية والعرقية في محاولة شبه لاسترضاء العديد من الأطراف.
فيما اعترف أحد المسؤولين الأفغان قبل عطلة نهاية الأسبوع بأن مجرد وصول المشاركين في المؤتمر على متن طائرة واحدة إلى الدوحة لإجراء محادثات يعد إنجازا إلى حد ما.
وقال المبعوث الأمريكي للسلام الأفغاني زلماي خليل زاد في تعليق على موقع تويتر إن ألمانيا وقطر اتفقتا على استضافة المؤتمر في الفترة من 7-8 يوليو .
وأضاف “هذا الحوار عنصر أساسي في إطار السلام المكون من أربعة أجزاء وخطوة مهمة في دفع عملية السلام الأفغانية”.
وقد أصدر السفير خليل زاد هذا الإعلان وسط محادثات جارية في الدوحة بين الإدارة الأمريكية وقادة طالبان السياسيين في جولتها السابعة. وأفادت مصادر أن هذه المحادثات بين طالبان وواشنطن ستتوقف اليوم لتتيح المجال لمؤتمر الحوار الأفغاني الأفغاني الذي ينطلق غدا بالعاصمة القطرية.
وصرح سهيل شاهين ، المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر ، لـ “دوتشي فيلي” بأن ألمانيا لا يمكن أن تكون “مضيفًا جيدًا” لمحادثات السلام ، نظرًا لوجودها العسكري في أفغانستان. وأضاف شاهين “لكن في الوقت نفسه، نرحب بأي جهد يهدف إلى وضع حد للحرب المستمرة في أفغانستان ووجود قوات أجنبية في البلاد”.
يذكر أن ألمانيا توفر ثاني أكبر وحدة من القوات في أفغانستان، ويبلغ مجموع قواتها حالياً حوالي 1300 جندي.
وتجتمع الفصائل الأفغانية المتناحرة في الدوحة في محاولة لإحراز تقدم في المأزق السياسي المتوقف منذ فترة طويلة في البلاد.
وتتوسط قطر وألمانيا في المحادثات، في ظل جدل حول قائمة الأسماء تتألف من نحو ستين مشاركا أفغانيا تمت دعوتهم لحضور اجتماع الدوحة بعد أسابيع من الجهود الدبلوماسية رفيعة المستوى، ومن المقرر أن يجتمع هؤلاء الأفغان لبدء مناقشات قد تؤدي إلى مزيد من محادثات السلام الشاملة والموضوعية.
وستكون هذه هي المرة الأولى التي يجلس فيها ممثلو طالبان والحكومة الأفغانية المنتخبة، الذين يواصلون قتال بعضهم البعض على الأرض، على طاولة واحدة. فقد رفضت طالبان حتى الآن التفاوض مباشرة مع الرئيس أشرف غني وأعضاء حكومته.
ويأتي هذا الاجتماع في أعقاب عدة جولات من المحادثات التي عقدت في موسكو في وقت سابق من هذا العام والتي شهدت اجتماعًا بين طالبان والسياسيين الأفغان – باستثناء ممثلين حكوميين – لإجراء محادثات غير رسمية.