واصلت أسعار النفط، اليوم الجمعة، ارتفاعها في آسيا لليوم الثاني، غداة الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان، حيث قفز سعر برميل النفط الخفيف (لايت سويت كرود)، المرجع الأمريكي للخام (يوليو) 21 سنتا ليبلغ سعره 52.49 دولار في المبادلات الإلكترونية.
كما ارتفع برميل برنت نفط بحر الشمال، المرجع الأوروبي (تسليم أغسطس) 44 سنتا إلى 61.75 دولارا، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وسجلت الأسعار ارتفاعا كبيرا، الخميس، بعد استهداف ناقلتي نفط في الخليج، ما أثار مخاوف من اندلاع نزاع في هذه المنطقة الأساسية لسوق الذهب الأسود.
وهذا الاستهداف هو الثاني من نوعه قرب مضيق هرمز الاستراتيجي بالنسبة لإمدادات النفط العالمية، ويأتي بعد نحو شهر من تعرض 4 سفن، بينها 3 ناقلات نفط لتفجيرات قبالة سواحل الإمارات في الخليج، وشن جماعة الحوثي، المدعومة من إيران، هجوما ضد محطتي ضخ لخط أنابيب رئيسي غرب العاصمة السعودية الرياض بطائرات دون طيار؛ ما أدى إلى إيقاف ضخ النفط.
وحملت الولايات المتحدة إيران مسؤولية الهجوم على ناقلتي النفط بخليج عمان، وهو ما رفضته طهران واعتبرته "لا أساس له"، متهمة واشنطن بالقيام بـعملية "تخريب دبلوماسي" بحسب وصف وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف".
وكان برميل النفط الخفيف في نيويورك، قد شهد، الخميس، ارتفاعا بلغ 1.14 دولارا، بينما أغلق برميل برنت في لندن على زيادة قدرها 1.34 دولارا، وخلال الجلسة ارتفع سعرهما بنسبة حوالى 4.5%.
لكن الظروف الأساسية للسوق (فائض في العرض وضعف في الطلب بسبب الآفاق الاقتصادية السيئة) لا تزال تحد من تأثير أزمة الخليج الجديدة.
وقال "ألفونسو إيسبارزا"، المحلل في مجموعة "أواندا" للاستشارات المالية، إن "الاضطرابات في العرض بالشرق الأوسط ستكون -بسبب أعمال العنف- عاملا أساسيا، وخصوصا عندما يحدث ذلك على أحد الطرق البحرية الرئيسية للخام".
وأضاف: "على الرغم من الحرب التجارية التي تشكل ضغطا على الأسعار بسبب تأثيرها على طلب الطاقة، وتهديدات بزيادة الإنتاج الأمريكي، يتسم النفط بحساسية حيال الاضطرابات في الإنتاج".
يذكر أن طهران قابلت تشديد العقوبات الأمريكية ضدها بهدف "تصفير" صادرات النفط الإيراني، بإعلانها تعليق العمل ببعض الالتزامات الواردة بالاتفاق النووي مع القوى الغربية، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز ومنع ناقلات النفط الخليجية من عبوره.