بينما يحتفل العالم في مثل هذا اليوم (21|3) من كل عام بعيد الأم، تعيش الأم الإماراتية هذا اليوم وغيره من الأيام بكثير من التهميش والاستغلال وقمع مظاهر الأمومة جراء ما تعانيه من اعتقالات تعسفية ومحاكمات جائرة وتدخلات أمنية لا تتوقف، سواء على صعيد التنكيل بالأم نفسها أو التنكيل بأبنائها. 

نشر حساب "معتقلات الإمارات" تسريبا صوتيا لمعتقلة الرأي أمينة العبدولي تضمن مناشدة من جانبها إلى رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد بنقلها من سجون أبوظبي إلى سجن قريب من أطفالها.

وقالت العبدولي في التسريب: "إلى رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظكم الله و رعاكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أتقدم بطلبي هذا إلى سموكم راجين منك الموافقة على طلبي هذا، حيث أني أقضي حكم في القضية ١٨٥ -٢٠١٦ – أمن الدولة ٥ سنوات، وأتممت منهم ٣ سنوات في سجن الوثبة الذي نعاني فيه مصادرة حقوق الإنسان، وهي حقوق شرعها الخالق سبحانه، وليس من حق بشر أن يعطلها أو يعتدي عليها.

فمن المؤسف أن لا نجد أي تحرك لوقف هذه الانتهاكات بالإضافة إلى أن السجن يبعد مسافة بعيدة عن محل أسرتي وأولادي في الفجيرة مما يضاعف مشقة العناء الجسدي والنفسي لزيارتي، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"، لذا أرجو من سموكم نقلي من سجن الوثبة إلى أحد أقرب سجون الفجيرة القريبة من مكان عائلتي وحسبي بكم أنكم ستستجيبون لطلبي كرما وطيبا لأن أبوظبي والفجيرة عينان في رأس دولتنا الحبيبة..

 و تقبلوا أجل آيات التقدير والاحترام ابنتكم

أمينة محمد سعيد العبدولي". انتهى نص الرسالة.

ورغم مرور أكثر من شهر على مناشدة هذه الأم، إلا أن أبوظبي ترفض الاستجابة لها.

وقائع لا تنطبق على الأم الإماراتية

يأتي هذا التنكر رغم ما قالته  موزة الشحي المديرة التنفيذية لمكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، من أن المرأة في الإمارات تحظى بدعم "القيادة الرشيدة للدولة".

 وأضافت الشحي : إن هيئة الأمم المتحدة للمرأة تلتزم التزاما تاما بتعزيز السلام والأمن والنهوض بالتسامح وبناء مجتمعات وأجيال تعيش بأمان لضمان مستقبل مستقر ومستدام، وهذا الموضوع له أولوية كبيرة في جميع برامج الأمم المتحدة.

وأشارت إلى أن مكتب الاتصال لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في أبوظبي، والذي أنشئ قبل  ثلاث سنوات يسعى إلى مواكبة ممارسة الأم لحقوقها وتقديم المشورة في كل ما يهمها، سواء تجاه تربية الأسرة أو في نطاق عملها الذي تقوده بكفاءة تامة.

ووصفت  الشحي عيد الأم باليوم البالغ الأهمية، كونه يسلط الضوء على دورها في تربية الأسرة والمعاناة التي تلقاها في رعاية أبنائها وصبرها على تنشئة أجيال تساهم في رقي المجتمع. وأوضحت أن الحديث عن الأم لا ينفصل عن الحديث عن المرأة بشكل عام، ولكن للأم دورا كبيرا في كل المجالات التي تعمل بها، كما أن مساهماتها في بناء المجتمعات والمشاركة في مسيرة التنمية في بلدانها أصبح معروفا لدى الجميع.

حرمان أبناء من الوداع الأخير لأمهاتهم

ومع ذلك، يؤكد مدافعون عن حقوق الإنسان أن ما أدلت به الشحي أقرب ما يكون لوصف واقع مختلف عن واقع الأم الإماراتية بصورة عامة.

فأم المدافع عن حقوق الإنسان محمد الركن وهي ثمانينية لا تجد أدنى معاملة حسنة من جانب سلطات السجون إذ لطالما أعادها الحراس وحرموها من رؤية ابنها رغم قطعها مسافات طويلة من دبي إلى صحراء أبوظبي، فتعود دون السماح لها بزياته دون أدنى حس إنساني أو وطني، على ما يقول ناشطون. 

كما منع جهاز الأمن كلا من معتقلي الرأي خالد الشيبة وحسين الجابري وحسن الجابري من تشييع جنازات أمهاتهم اللواتي قضين وأبناءهن في معتقلات أبوظبي لأنهم مارسوا حقهم في التعبير عن الرأي.

أم إيرلندية وابنها

ومن حين لآخر تنشر شرطة دبي أو أبوظبي قصصا إنسانية تظهر أنها تقوم بهذا الدور مع الأجانب، ولكنها لا تفعل ذلك مع معتقلي الرأي الإماراتيين أو المقيمين.

 وأعلنت شرطة دبي أنها تمكنت  "في لفتة إنسانية من لم شمل عائلة أيرلندية بابنها الذي انقطعت أخباره لفترة وجيزة ولم يتمكن من زيارة وطنه على مدار 6 سنوات متتالية. 

وفي أحدث رواية إنسانية بشأن الأم في الإمارات، ما تعرضت له الأم هند البلوكي من تعنيف أسري أبدت يأسها من الحصول على الإنصاف في إعادة أبنائها لها والسماح لها بالطلاق نظرا لعلاقات عائلتها الأمنية الوثيقة مع جهاز الأمن، على حد ما قالته للإذاعة الألمانية مؤخرا، فيما لم تحظ البلوكي لا بالطلاق ولا بأولادها الأربعة.