ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه موشيه يعالون في المؤتمر الصحفي الذي عقد ليل أمس السبت بنوع من "الإحباط والتردد"، بحسب تحليل للغة الجسد قام به خبير إعلامي في بروكسيل.
وعلق المستشار الاعلامي والخبير في الشؤون الأوروبية حسام شاكر، على المؤتمر الصحفي بالقول، لقد "تخللت إشارات قوية لغياب التوافق بين المنطوق والواقع، في مؤتمر صحفي تجرّد تماماً من التقاليد السياسية - العسكرية الإسرائيلية في إظهار الزهو العسكري"، لافتا إلى أن نتنياهو ويعالون تحدثا "بعيون خفيضة، وكشفت طريقة خروج كليهما من المنصة عن مشاعر إحباط أو هزيمة".
وبحسب الخبير الاعلامي فإن "ارتكاز نتنياهو بذراعيه على المنصّة أتاح له إظهار التماسك، وضبط انفعالات يديه بما حيّدها عن أن تبعث بتعبيرات كاشفة لحالته المعنوية. لكنّ ذلك وحده ليس كافياً"، مضيفا أن ما ظهر به نتنياهو في "حالة من الحيرة وعدم اليقين بشأن مآلات الأيام القادمة، وهو ما عبّرت عنه حركات رأسه السريعة وتقلّباته البصرية المتلاحقة. تُضاف إلى ذلك مبالغته في رفّ الرموش بما تنبئ عنه من تردد وإحجام وربما هيمنة الوجدان الانسحابي عليه".
وأشار الخبير الاعلامي، أنه "يمكن فهم ذلك على أنه نوع من القلق أو افتقار إلى الطمأنينة. والدلالة الأخرى لذلك هي العجز عن مواجهة الجمهور، لأنّ ما يقوله نتنياهو يتباين مع الواقع الذي يراه"، مضيفا أن "ما يعزِّز هذا أنّ نتنياهو نجح في تثبيت نظره وحركاته في مقطعين من مؤتمره الصحفي أساساً، أولهما حديثه عن الألم وثانيهما إظهاره الوعيد".
وبحسب التحليل، الذي اطلعت عليه "قدس برس"، فقد أظهر حديثه عن "الألم ومشاطرته ذلك مع أسر قتلى جيشه، توافق نتنياهو مع مشاعره الحقيقية ونجح بالتالي في ضبط حركة الرأس والعيون .. فقد استطاع بهذا أن يواجه الجمهور بشكل ثابت لثوانٍ وحسب وهو يتحدث عن ألم أسر القتلى من من قواته".
وأضاف "أما المقطع الثاني من الثبات النسبي جاء خلال حديثه عن استمرار العملية، وهنا انتقل نتنياهو إلى أسلوب مغاير تماماً في الظهور على المنصّة مستدعياً خبراته في الأداء الخطابي منذ عمله الدبلوماسي واحتكاكه الوثيق بالبيئة الأمريكية .. هنا حاول نتنياهو إظهار التصميم من خلال حركة اليد بطريقة آليّة مفتعلة لم تأتِ منسجمة مع السياق العامه لظهوره في المؤتمر الصحفي".
وأبرز الخبير الاعلامي، في السياق ثلاث إشارات "فائقة" الدلالة في ظهور نتنياهو "الإشارة الأولى أنّ عيونه كانت دامعة بعض الشيء وإن لم يكن هذا بادياً من بعيد، والإشارة الثانية جاءت عندما وصف أداء قواته بأنه: مثير للإعجاب، لكنه اضطرّ مباشرة إلى حكّ وجهه، وهي إشارة لم تحضر سوى في هذه اللحظة بالذات، بما يمثل تعزيزاً لوضعية الافتقار إلى المصداقية". وثالثاً أنه تحدث عن أنّ جيشه يُبدي "بطولة وجرأة" لكنه لم يتمالك نفسه فاندفع تلقائياً إلى الضغط على الشفاه، وهو ما يُسفر عن حالة ألم وإحباط وحسرة.
وفيما يخص وزير الحرب الاسرائيلي موشي يعلون، فقد بيّن التحليل أن يعالون بدا متجهماً مثل نتنياهو، لكنه محدود الانفعالات بطبعه من واقع تجربته العسكرية، وتكفي ملاحظة خروجه من منصّة الحديث مطأطئ الرأس في حالة من التقلص التي تشي بالانكسار.