أحدث الأخبار
  • 12:44 . وزير الدفاع السعودي يدعو الانتقالي للانسحاب من حضرموت والمهرة و"تغليب الحكمة"... المزيد
  • 12:32 . بالتوازي مع جهود التحالف لخفض التصعيد باليمن.. قرقاش: الحوار أساس تجاوز "المرحلة الحرجة"... المزيد
  • 12:30 . الإمارات تستنكر استهداف مسجد أثناء صلاة الجمعة في مدينة حمص السورية... المزيد
  • 12:28 . الحكومة الصومالية: دولتنا واحدة والاعتراف الصهيوني باطل... المزيد
  • 12:12 . متحدث التحالف: إجراءات حازمة لمواجهة أي تصعيد عسكري يهدد استقرار اليمن... المزيد
  • 11:45 . رئيس الدولة يبحث مع ورئيس وزراء باكستان التعاون الاقتصادي والتنموي... المزيد
  • 01:34 . قتلى وجرحى في اشتباكات عنيفة بين القبائل وقوات مدعومة من أبوظبي شرقي اليمن... المزيد
  • 12:37 . ترامب يعلن توجيه ضربة عسكرية لتنظيم الدولة في نيجيريا... المزيد
  • 11:54 . صدور مرسوم بقانون اتحادي لتعزيز السلامة الرقمية للطفل... المزيد
  • 11:36 . تأييد خليجي وعربي لموقف السعودية الرافض للتصعيد في اليمن... المزيد
  • 11:32 . بعد زيارة السعودية ومصر.. البرهان يبحث في أنقرة تعزيز العلاقات والمستجدات الإقليمية والدولية... المزيد
  • 11:32 . بيان إماراتي يرحّب بجهود السعودية في اليمن دون التطرق لتصعيد الانتقالي في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 11:31 . الداخلية السورية تدعو المنشقين الراغبين بالعودة للخدمة إلى مراجعتها... المزيد
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد

أخلاق الشوارع

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 16-01-2018


في البدء يكون الإنسان، ثم تأتي المدن والدول والسلطات والقوانين والأخلاق، لا شيء سبق وجود الإنسان، فهو في مسيرته البشرية فيما بعد أسس أنظمته وقوانينه التي احتاجها ومجتمعاته وتجمعاته بحسب تطوره في الوعي والفهم وممارسات الحياة والاجتماع!

لذلك فليس صحيحاً ما يقوله البعض من أن المدينة تصنع أخلاق سكانها أو بشرها، مدللين على ذلك بأن أخلاق سكان المدن تختلف تماماً عن أخلاق سكان الجبل في الدولة نفسها، وأن للمدن المزدحمة كمدن الصين والقاهرة وتايلند وكراتشي إلخ، أخلاقاً مغايرة لسكان المدن غير المزدحمة، وهكذا. والحقيقة أن الأمر له علاقة بأمور أخرى، فليس الدين أو العرق ولا المدينة بشكلها واسمها من تصنع أخلاق الناس، ولكنه الإنسان نفسه ودرجة التزامه بالقانون ومستواه التعليمي والاقتصادي واستقراره الاجتماعي والمدني!

الزحام واحد من إفرازات المدن الحديثة، وأحد المؤشرات على أخلاق سكان المدن، الذين يختلفون في تعاملهم معه كل حسب درجة الوعي التي يتمتع بها، ومدى هيبة وسلطة القانون على الناس وقوة السلطة في تطبيق القانون والصرامة اللازمة، فعدد السكان يكاد يكون متقارباً بين القاهرة ومدينة ميونخ الألمانية مثلاً، لكن كيف نرى تعامل الناس في زحام القاهرة، وكيف يتعامل الناس مع الزحام ذاته في شوارع المدينة الألمانية؟

هناك أخلاق يفرزها الزحام، أخلاق سائقي السيارات والمشاة والتعاملات التي تحصل في الشارع، ففي الشارع حيث يتجرد الناس من علاقاتهم الشخصية ويتزاحمون أمام الإشارات الضوئية أو لركوب المواصلات العامة أو يقفون في طوابير للحصول على سيارات الأجرة، هنا تظهر طباعهم الحقيقية، التدافع، الالتزام بقانون الأولويات، من يأتي أولاً، من الأكثر احتياجاً، من الأضعف.. إلخ. هذه قيم إنسانية يكفلها القانون في مجتمعات القانون، وتظهر بوضوح في كل مكان، بينما لا يوجد أي احتكام لهذه القيم في كثير من مجتمعاتنا الشرقية التي تتشدق بالقيم والدين و..إلخ !

لا أحد يمكن أن يحتال عليك في سيارات الأجرة في بلد كسويسرا أو سنغافورة أو دبي، لكنهم سيحتالون وينصبون عليك ويساومونك بشكل مستفز ثم سيسرقونك بدم بارد وفي وضح النهار في مدينة كإسطنبول أو بومبي أو....بحجة الزحام أو لأنك غريب أو لأنك خليجي أو لأنك لا تفهم قوانين البلد. ففي هذه المدن عليك أن تتوقع أي شيء في الشارع، لذلك فالمواصلات العامة ربما تكون الخيار الأكثر سلامة!