أحدث الأخبار
  • 01:22 . "رويترز": لقاء مرتقب بين قائد الجيش الباكستاني وترامب بشأن غزة... المزيد
  • 01:06 . فوز البروفيسور ماجد شرقي بجائزة "نوابغ العرب" عن فئة العلوم الطبيعية... المزيد
  • 12:53 . اعتماد تعديل سن القبول برياض الأطفال والصف الأول بدءًا من العام الدراسي المقبل... المزيد
  • 12:52 . بين التنظيم القانوني والاعتراض المجتمعي.. جدل في الإمارات حول القمار... المزيد
  • 12:05 . ترامب يوسّع حظر السفر إلى أمريكا ليشمل ست دول إضافية بينها فلسطين وسوريا... المزيد
  • 11:59 . السعودية تدشّن تعويم أول سفن مشروع "طويق" القتالية في الولايات المتحدة... المزيد
  • 11:53 . محكمة كويتية تحيل ملف وزير الدفاع الأسبق للخبراء... المزيد
  • 12:45 . ميدل إيست آي: هل يمكن كبح "إسرائيل" والإمارات عن تأجيج الفوضى في المنطقة عام 2026؟... المزيد
  • 12:40 . أمطار غزيرة تغرق مستشفى الشفاء وآلافا من خيام النازحين في غزة... المزيد
  • 11:59 . طهران ترفض مطالب الإمارات بشأن الجزر المحتلة وتؤكد أنها تحت سيادتها... المزيد
  • 11:30 . ترامب: 59 دولة ترغب بالانضمام لقوة الاستقرار في غزة... المزيد
  • 11:29 . الإمارات تدين الهجوم على مقر للقوات الأممية بالسودان... المزيد
  • 01:04 . مرسوم أميري بإنشاء جامعة الفنون في الشارقة... المزيد
  • 12:14 . "الأبيض" يسقط أمام المغرب ويواجه السعودية على برونزية كأس العرب... المزيد
  • 09:21 . غرق مئات من خيام النازحين وسط تجدد الأمطار الغزيرة على غزة... المزيد
  • 07:15 . روسيا تهاجم سفينة مملوكة لشركة إماراتية في البحر الأسود بطائرة مسيرة... المزيد

هذا الإتقان المبجل!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 05-12-2017


لطالما وقفت في الساحة الأشهر بمدينة ميلانو الإيطالية (دومو) مواجهةً كنيسة ميلانو الأكبر في العالم على الإطلاق، متأملةً بكامل دهشتي هذا الفن القوطي الفائق العظمة والبذخ والدقة، الذي أنتج هذه التحفة المعمارية التاريخية الأجمل على الأرض، المسماة كاتدرائية ميلانو، بأبراجها ونقوشها وتماثيلها ونوافذها الزجاجية الملونة، فأحار أي الفضائل قد أنتج هذه العمارة، أم أنها طبيعة ذلك العصر وقيمه، أم الإمكانيات التي كانت متوافرة، أم الوقت الذي استغرقته مثل هذه المباني العظيمة؟

مالك بن نبي، فيلسوف الجزائز العظيم، وربما آخر فلاسفة المسلمين في هذا الزمان، عرَّف الحضارة بأنها حاصل توافر العناصر الثلاثة الأساسية (الإنسان + الوقت + التراب أو الموارد الطبيعية).

حيث لم توجد حضارة ليست من بناء الإنسان، هذا الإنسان الذي استغل الموارد المتاحة له ليصنع حضارته التي تحمل قيمه وفضائله ورسالته للعالم ضمن سياق زمني محدد، وعليه فإن الذين لا يرون في الزمن عاملاً محدداً وخطراً في إنتاج أي حضارة عليهم أن يعيدوا حساباتهم. إن الزمن عامل التحديد الأهم والفاصل، والجيد أن ابن نبي لم يورط نفسه فيحدد عدداً معيناً من السنوات معياراً للحضارة الفضلى أو الأقوى، بالرغم من أن أي حضارة تحتاج إلى زمن طويل ينتجها، إلا أنه يصعب القول إن هذا الزمن من الأفضل لو كان عشرة قرون أو مئة عام!

هل يمكن تصور أن كاتدرائية ميلان مثلاً قد احتاجت إلى 6 قرون من أجل اكتمال بنائها، في حين استكمل بناء أبراجها الـ130 ما يقارب 7 قرون!

هذا يعيد إلى أذهاننا حكاية تحفة معمارية أخرى في برشلونة بإسبانيا هي كاتدرائية «ساغرادا فاميليا» أو العائلة المقدسة التي شرع في بنائها على يد المهندس الفنان غاودي سنة 1882، والتي لم تكتمل حتى اليوم، ومع ذلك فقد اختيرت واحدةً من أهم كنوز إسبانيا وكبرى كنائس أوروبا.

إن هذه التحف المعمارية العظيمة لم تكتسب عظمتها من رغبة القياصرة والملوك، ولكن من تلك الفضيلة المدعوة بـ«الدقة والرصانة والفن»، فالذين صمموا ورسموا وبنوا هذه الشواهد كانوا في الحقيقة يبنون حضارة بكل قيمها ورسالتها وامتدادها وفضائل أهلها، لتبقى ويتم توارثها، لا لتستخدم، ثم تهجر أو تنسف بعد مضي الزمن، هذا هو منطق الإنسان في وعيه اللامتناهي لمعنى الخلود، خاصة عندما يقرر أن يبني ويعمر مستبقاً زمنه، وقابضاً عليه، ومخلداً روح العبقرية كأقوى ما تكون مستحضراً التأني والصبر والذوق والجمال والعبقرية!