تتكبَّد المملكة المتحدة خسائر بنحو مليار جنيه إسترليني سنوياً؛ بسبب الاحتيال المالي والتهرّب الضريبي، بالإضافة إلى صعوبة منافسة الشركات البريطانية مع الشركات التي تتهرّب من دفع ضريبة القيمة المضافة.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تحقيقاً صحفياً، الثلاثاء، عن التهرّب الضريبي والاحتيال المالي في البلاد، وقالت: إن "فريق برنامج بانوراما، المذاع على شبكة تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية، هرَّب بعض البضائع إلى بريطانيا وباعها على موقعي التجزئة (إي باي) و(أمازون)؛ لتسليط الضوء على تكلفة جرائم الاحتيال التي تتكبّدها بريطانيا، التي قدّرها فريق البرنامج بنحو مليار جنيه إسترليني".

وأضاف التحقيق أن الفريق الذي قام بمهمة سرية قد نجح في استيراد بعض البضائع من الصين وإدخالها إلى بريطانيا دون سداد ضريبة القيمة المضافة أثناء مرورها عبر الحدود.

وقالت "أمازون" و"إي باي"، إنهما تأخذان التهرّب من ضريبة القيمة المضافة على محمل الجدّ، وإنهما تعملان بالتعاون مع إدارة الجمارك والعائدات البريطانية لمكافحة هذه الممارسات.

ونقلت "بي بي سي" عن روني ونيفين، وهما تاجران يبيعان عبر الإنترنت حافظات الهواتف الجوالة وأجهزة الكمبيوتر اللوحية، ويخسران نحو 60% مقارنة بالمكاسب التي يحققها البائعون المتهرّبون من ضريبة القيمة المضافة، بحسب "بي بي سي".

ويقول روني: "إنهم يبيعون بأسعار تقلّ عن أسعارنا بنحو 20%؛ لأنهم لا يسدّدون ضريبة القيمة المضافة، لذلك لا يمكننا أن نخفض الأسعار إلى تلك المستويات، وهو ما أدّى إلى خسائر تعرّض لها عدد كبير من المنافسين البريطانيين".

ويلزم القانون المستوردين بسداد هذه الضريبة عندما يجلبون بضائع من الخارج إلى المملكة المتحدة، على أن يحصلوها من العملاء أثناء البيع، لكن هناك أدلة ترجّح أن آلاف المستوردين لا يسدّدون هذه الضريبة.

وقالت ميغ هيلير، رئيسة لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم البريطاني (البرلمان): "من الصادم أنه يمكنك القيام بذلك بسهولة ووضوح وجرأة، لذا نحتاج إلى التأكّد من وجود نظم مفعلة لوقف ذلك".

وتقول هيئة جمارك العائدات، إن لديها صلاحيات جديدة للتعامل مع هذه المشكلة. وقال مفوض الضرائب، جيم هاررا: "ينبغي ألا تقوموا بذلك، لكن هل أصدق أنه يمكنكم التهرّب من دفع الرسوم الجمركية على البضائع التي تدخلونها إلى المملكة المتحدة إذا أردتم ذلك؟ بالطبع لن تتمكّنوا من ذلك".

وقالت "أمازون" إن التهرّب من سداد ضريبة القيمة المضافة لا يحدث في تعاملاتها، وأكّدت: "لدينا عدة طرق للتأكّد من أن حسابات البائعين قانونية".

وأضافت أنه لم يُطلب من الشركة رقم تسجيل ضريبة قيمة مضافة من قبل المسؤولين في "أمازون" لأنها شركة بريطانية، وقد تكون معفاة من هذه الضريبة. لكن شركة التجزئة الأمريكية العملاقة لا تطلب من الشركات الأجنبية أيضاً رقم تسجيل هذه الضريبة طوال الوقت.

وأُجري بحث بريطاني، في سبتمبر الماضي، رجّحت نتائجه أن أكبر البائعين الصينيين في أوروبا لدى شركة "أمازون" لا يعطون الشرطة أرقام تسجيل صحيحة لضريبة القيمة المضافة، لكن "أمازون" أكدت أن لديها أرقام تسجيل لهذا النوع من الضرائب لنحو 95% من البائعين الأجانب الذين يستخدمون مخازنها.

وقالت "إي باي"، إن وقف نشاط البائعين من الطرق التي تستخدمها للحدّ من التهرّب من ضريبة القيمة المضافة. وأضافت الشركة الأمريكية العملاقة للتجزئة أنه "من خلال الوقف السريع للحسابات الجديدة، تستطيع إي باي التقليل من جميع ممارسات الاحتيال".

وقالت "أمازون" و"إي باي" إن الاحتيال من الممارسات الضارّة للشركات التي تسعى للمنافسة الشريفة بين كل البائعين عبر المواقع الإلكترونية.

وأعلنت الحكومة في بيان الموازنة العامة، الأسبوع الماضي، أنها سوف تفعّل بعض القوانين التي تحدّ من التهرّب من ضريبة القيمة المضافة على المبيعات عبر الإنترنت.