قبل توقيع الصفقة بدقائق معدودة في جناح إيرباص بمعرض دبي للطيران، ألغت شركة طيران الإمارات اتفاقاً لشراء 36 طائرة مع الشركة العالمية من طراز A380 العملاقة؛ بسبب تفاقم الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الناقل الإماراتي منذ أكثر من 3 سنوات، وخسرت على إثرها مليارات الدولارات.
وذكرت وكالة "رويترز"، أن اثنين من كبار المسؤولين في طيران الإمارات أبلغا الرئيس التنفيذي لإيرباص، توم إندرز، ومدير مبيعاتها، جون ليهي، بأن صفقة بقيمة 16 مليار دولار، كانت متوقعة على نطاق واسع، لن يتم توقيعها أثناء فعاليات معرض دبي للطيران الأسبوع الماضي، وهو ما أثار غموضاً حول مصير صفقة أكبر طائرة ركاب في العالم وتداعيات أزمتها المالية.
وأعلن عن تعثر الاتفاق المبدئي لبيع الطائرات العملاقة للشركة في مقر ضيافة إيرباص، قبل دقائق من الإعلان عن طلبيات متوقعة من الناقلة الوطنية لشراء طائرات من شركة صناعة الطائرات الأوروبية ومنافستها الأمريكية بوينغ، مع بدء فعاليات معرض دبي للطيران الأسبوع الماضي.
وبحسب "رويترز" فقد جاء توقف الصفقة بشكل سريع جداً، ووجد مسؤولو العلاقات العامة في إيرباص، الذين كانوا يستعدون بالفعل لحفل التوقيع على بعد مئات الأمتار، أنفسهم في وضع محرج بين الجمهور.
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة قولها إن هذا التعثر غير المعتاد يسلط الضوء على مشكلات حول التوقيت والثقة اللتين ستعقدان إبرام أي صفقة بين إيرباص وطيران الإمارات لاحقاً. إذ تعتبر إيرباص وهي واحدة من أوثق وأنجح العلاقات في مجال الطيران، أنها تعرضت لضربة من الشركة الإماراتية التي ستفتح المجال أمام مزيد من الأزمات المعقدة بين الجانبين.
وبعد يوم من انهيار آمال إيرباص أعلن تيم كلارك، رئيس طيران الإمارات، عن رسالة من حكومة دبي تتضمن أنها تريد ضمانات من إيرباص تتجاوز نطاق التعاقد المعتاد عليه، قبل أن توافق الناقلة المملوكة للحكومة على التقدم بطلبية جديدة، الأمر الذي جعل إندرز يرد على كلارك بأن هذه التبريرات "غير مجدية".
وتقول مصادر مطلعة على المحادثات: "هناك انهيار يبعث على القلق في العلاقة بين إيرباص وطيران الإمارات. إيرباص كانت واثقة من التوصل لاتفاق (...)، لكن دبي لا تريد أن يكون ذلك أمراً مسلماً به".
ومنذ انهيار أسعار النفط عام 2014، تعاني الناقلات الوطنية من أزمات مالية وخسائر سنوية متتالية كبدتها أكبر من طاقتها، وتعرضت شركتا الاتحاد (مملوكة لحكومة أبوظبي) والإمارات (مملوكة لحكومة دبي)، لنكسات مالية وإدراية خلال السنوات الأخيرة ما جعلهما تتخليان عن شراكات واستحواذات عالمية.
وكانت الاتحاد للطيران قد أعلنت خسائر بقيمة 1.9 مليار دولار في العام الماضي، شملت شطباً بقيمة 800 مليون دولار لقيمة استثماراتها في شركات طيران أخرى.
وأنفقت الاتحاد مئات الملايين من الدولارات لشراء حصص في شركات طيران أخرى، منها فيرجن أستراليا، وطيران صربيا، وطيران جيت. وكان أحد مبررات هذا الاستثمار هو المساعدة في توجيه المزيد من الرحلات عبر أبوظبي. لكنها تراجعت عن هذه الاستراتيجية، وهو ما أحدث صدى في أوروبا، إذ أشهرت شركتا أليطاليا واير برلين إفلاسهما، وذلك بعدما قررت شركة الاتحاد ألَّا تستثمر في الشركتين المتعثرتين.