تحدثت صحيفة "بيلد" الألمانية عن الأسباب التي دفعت الإمارات لإنشاء وزارة للسعادة.
وقالت الصحيفة إن المخاوف من الربيع العربي وثورات الشعوب ضد حكامها دفع أبوظبي إلى بعث وزارات قد تبدو للوهلة الأولى مجرد أمر مضحك، إلا أن هدفها يتمثل في رسم صورة وردية للأوضاع، بالتوازي مع سياسة العصا التي يجابهون بها كل صوت معارض.
وأضافت أن "وجود وزارة للسعادة في الإمارات قد يبدو للوهلة الأولى مجرد أمر مضحك أو دعابة بالنسبة لأي شخص يسمع عنها. عادة، يقدم المواطنون طلباتهم وشكاويهم مباشرة لديوان حاكم البلاد، ولكن في الإمارات لم يعد من السهل إدارة الأمور بهذا الشكل. ونتيجة لذلك تم إنشاء وزارة للسعادة".
وقالت الصحيفة إنه بعد ثورات الربيع العربي، حرصت السلطات على ملاحقة كل من يدلي بتعليق معارض لهم على منصات التواصل الاجتماعي، والإلقاء به وراء القضبان خلال وقت قياسي.
وبغية دحر أي حراك احتجاجي في المستقبل، تم إنشاء وزارة للسعادة في سنة 2016، يتم تمويلها بفضل إيرادات البترول التي يدفعها شيوخ البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الوزارة تهتم بحل مشاكل مئات الآلاف من الموظفين والسكان.
وقالت الصحيفة إنه بالإضافة لهذه الوزارة، بادرالسلطات باتخاذ خطوات أخرى؛ حتى يظهروا أن مواطنيهم يعيشون في سعادة وهناء.
فقد بادرت جامعة دبي بتنظيم "مؤتمر السعادة" في الربيع الماضي. في الوقت ذاته، تنظم الإمارات "مهرجان السعادة" الذي يدعى إليه الأجانب المقيمون في دبي صحبة أطباء نفس وخبراء في الصحة. وفي مارس، وبمناسبة الاحتفال بيوم السعادة العالمي، انضمت وزيرة السعادة عهود خلفان الرومي لتظاهرة في الشارع شارك فيها العديد من الرجال والنساء الذين كانوا يحملون شعارات مختلفة، على غرار "أنا متفائل".
وبينت الصحيفة أن الإمارات تستمد هذه الأفكار من دولة بوتان الواقعة عند جبال الهيمالايا، التي حققت نجاحا اقتصاديا كبيرا لفائدة شعبها. لكن الفرق بين الدولتين يتمثل في أن بوتان تبنت الديمقراطية منهجا للحكم منذ عشر سنوات، فيما لا يزال الحكم في الإمارات ملكيا.
وحين تلقى السفير الإماراتي في ألمانيا سؤالا محرجا خلال محاضرة في برلين حول ما إذا كانت السعادة ممكنة في ظل غياب الديمقراطية، أجاب أن "هذا الأمر نجح فعلا، وفقا لنموذجنا وملكيتنا، ونحن راضون عن ذلك".
وأقرت الصحيفة بأن وزارة السعادة ليست أول وسيلة ملتوية لمجابهة أي شعور بالغضب أو عدم الرضا في صفوف الشعب