دفع الحصار المفروض على دولة قطر إلى البحث عن بدائل وتعزيز شراكاتها التجارية مع كثير من الدول، وفي مقدّمتها تركيا وعُمان، وهو ما تُرجم بتوقيع كثير من الاتفاقيات لتنفيذ مشاريع مشتركة.
وفي آخر إعلان عن هذه المشاريع، أعلنت غرفة تجارة وصناعة قطر أن شركات قطرية وتركية وقعت اتفاقيتين جديدتين لتنفيذ مشروعات مشتركة، خلال الزيارة التي أجراها وفد من رجال الأعمال القطريين إلى تركيا.
وقال البيان، إن عضو مجلس الإدارة ورئيس لجنة التجارة بالغرفة، محمد مهدى الأحبابي، التقى مع رئيس غرفة صناعة أزمير التركية للتباحث في تطوير التعاون بين الغرفتين وتسهيل إقامة المشروعات الصناعية المشتركة بين رجال الأعمال في البلدين.
وحسب خبراء اقتصاد قطريين، عزّز الحصار الذي تفرضه دول في مجلس التعاون الخليجي هي السعودية والإمارات والبحرين، ويتناقض مع ميثاق المجلس، من العلاقات التجارية بين الدوحة وأنقرة.
وأكد نائب رئيس غرفة قطر السابق، عبد العزيز العمادي، أن الحصار الذي فرض على بلاده ساهم في تعميق العلاقات التجارية بين قطر وكثير من دول المنطقة وأبرزها تركيا وسلطنة عُمان.
وأشار العمادي إلى أن كلاً من أنقرة والدوحة لم تكتفيا بالتعاون التجاري، بل اتجهتا لتعزيز الاستثمارات المتبادلة وإقامة مشروعات مشتركة في مختلف المجالات، لا سيما الزراعية والصناعية.
وقد أكد الأحبابي في بيان غرفة التجارة والصناعة القطرية، أن المباحثات التي أجراها الوفد القطري المشارك في اجتماعات بتركيا على مدى اليومين الماضيين أسفرت عن نتائج مثمرة؛ إذ أبرمت اتفاقيات وشراكات مهمة بين رجال الأعمال من الجانبين، كذلك تم التوقيع على اتفاقيتين بين شركات قطرية وتركية لتنفيذ مشروعات مشتركة.
وأوضح أن قطر تطمح لرفع حجم التبادل التجاري مع تركيا، وتعزيز الشراكات بين القطاع الخاص في البلدين، ليس فقط على مستوى تبادل السلع وإنما لتنفيذ مشروعات صناعية وإنتاجية مشتركة، مضيفاً أن الوفد القطري اطلع على عدد من المصانع والشركات التركية في زيارات ميدانية عقدت عقب الملتقى القطري التركي الذي عقد الخميس الماضي في مدينة أزمير.
وأشار الأحبابي إلى أن الزيارة تأتي ترجمة للتعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات، وأن وفد رجال الأعمال المرافق له عبر عن اعتزامه تعزيز العلاقات الاقتصادية مع القطاع الخاص في تركيا التي انطلقت منها أول سفينة تنقل مواد غذائية إلى قطر.
وكانت غرفة قطر قد نظّمت زيارة لوفد تألف من خمسين رجل أعمال إلى مدينة أزمير، استجابة لدعوة من وزارة الاقتصاد التركية واتحاد المصدرين الأتراك، واستهدفت اللقاءات سبل تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، واستعراض فرص الاستثمار المتاحة وإمكانات إقامة تحالفات جديدة بين رجال أعمال وشركات من الجانبين.
يذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ في النصف الأول من العام الجاري نحو 600 مليون دولار، فيما سجلت الصادرات التركية إلى قطر ارتفاعاً بنسبة 51.5% في يونيو الماضي مقارنة مع الشهر السابق، مسجلة ما قيمته 53.5 مليون دولار.