نجحت شركات النفط الكبرى في تحقيق أرباح تقدر بـ 23 مليار دولار خلال النصف الاول من العام الجاري، رغم أن أسعار الخام بقيت عند معدلها الحالي وهو 50 دولاراً للبرميل، وذلك وفقا لما نشرته شركات بريتيش بتروليوم (بي بي) وشيفرون وإكسون موبيل وشل وتوتال في الأيام الأخيرة عن نتائج عائداتها.
وهو ما يعزوه خبراء إلى تمكن الشركات من خفض النفقات، مما أتاح لها تحقيق أرباح رغم المستويات الحالية للأسعار.
كما أظهرت البيانات أن هذه الشركات إما أنها زادت عائداتها، أو أنها على الأقل عادت إلى تحقيق أرباح تقارن مع نفس الفترة من العام الماضي.
وباستثناء إكسون موبيل فقد استفادت جميع هذه الشركات من زيادة الإنتاج في نفس الفترة من العام الماضي، إلا أن الأهم من ذلك هو أنها جميعا حققت أرباحا من تعافي أسعار الخام بعد اتفاق الدول من أوبك وخارجها، خصوصا روسيا، على خفض الإنتاج.
ورغم أن الأرباح لا تزال أقل من نصف ما حققته تلك الشركات في نفس الفترة قبل ثلاث سنوات، عندما كان سعر البرميل يزيد عن 100 دولار، إلا أنها تظهر أن الشركات الكبرى تستطيع تحقيق الأرباح حتى لو بقيت أسعار الخام عند مستوياتها الحالية، وهو ما يتوقعه العديدون الآن.
وقال بوب دادلي، الرئيس التنفيذي لشركة بريتيش بتروليوم (بي بي) "إنها بيئة صعبة ويمكن أن تبقى كذلك لفترة من الوقت .. ولكننا نبني نموذجا للأعمال يمكنه الصمود أمام هذه الظروف المتغيرة".
وبعد أن بدأت أسعار النفط الخام في الانخفاض عام 2014 سارعت كبرى الشركات إلى التحرك بسرعة، فعمدت إلى خفض التكاليف وباعت الأصول التي اعتبرتها غير استراتيجية، وركزت بدلا من ذلك على المشاريع التي تعتبرها أكثر ربحية.
وقال محللون في بنك غولدمان ساكس الأميركي للاستثمار، في تقريرهم الأخير، إن "شركات النفط الكبرى لديها القدرة على التكيف مع تراجع أسعار النفط من خلال خفض التكاليف"، حتى أن تدفق النقد، أو كمية الأموال المتبقية للشركات بعد الاستثمارات الضرورية للحفاظ على أصولها أو توسيعها، ربما يكون أكبر.
ورغم أن انخفاض أسعار النفط اعتبر في البداية مرحلة مؤقتة ستمر بسرعة نسبيا مع استمرار ارتفاع الطلب العالمي على النفط، إلا أن تغيرا حدث وأصبح العديدون يرون الآن أن الأسعار المنخفضة للنفط ستستمر لفترة طويلة.