أطلقت السعودية مشروعاً ضخماً لتطوير مدينة مكة المكرمة؛ ما سيُكسبها مكانة اقتصادية كبيرة ويعزز دورها بالمملكة.
وكشف خالد الفيصل، مستشار العاهل السعودي، أمير منطقة مكة المكرمة، عن تفاصيل مشروع "الفيصلية"، موضحاً أنه "امتداد لمدينة مكة المكرمة، ويبدأ من الحد الشرعي للعاصمة المقدسة، وينتهي في الشاطئ الغربي لمكة".
وقال الفيصل خلال مؤتمر صحفي عُقد بمقر الإمارة في جدة، الأربعاء: إن "مشروع الفيصلية لا يزال في بدايته"، لافتاً إلى أن "الفيصلية امتداد لمدينة مكة المكرمة وليس مدينة جديدة".
وأوضح الفيصل أن مساحة مكة المكرمة تبلغ 1.200 متر مربع، وجدة 2.263 متر مربع، في حين تصل مساحة مشروع الفيصلية إلى 2.450 متر مربع. وقال إن المشروع سيقام على أحدث المعايير والأنظمة التي توصلت لها المدن العالمية الذكية.
وأكد أنه لا توجد تكلفة تقديرية مبدئية للمشروع، وهو أمر متروك لتقدير الدراسات التنفيذية للمشروع، وإلى الآن لا توجد دراسات تنفيذية كاملة، مبيناً أن صندوق الاستثمارات العامة هو الداعم الرئيس لهذا المشروع.
واعتبر أن المشروع "سيكون واجهة مشرقة للمنطقة وللمدن السعودية، وسيوفر فرص عمل للمواطنين؛ لتعزيز مكانة المواطن السعودي وتأكيد قدرته على البناء والإبداع"، لافتاً إلى أن مشاركة الحكومة ستكون بتقديم الأراضي للمشروع، وسيعتمد في تأمين مصادر المياه والطاقة على ذاته من دون المساس بمصادر المياه في جدة أو غيرها.
ومن المخطط أن تنتهي المدينة من مراحلها السبع المخطط لها بحلول 2050، ولم يحدَّد بعدُ موعد بدء والانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع، "وهو متروك بحسب الظروف والنمو المستقبلي".
ولفت الأمير إلى أن "هوية المشروع سعودية عربية إسلامية في كل شيء، في الفكر، في البنيان، في الحضارة والثقافة".
وأوضح أمير مكة المكرمة أنه سيطلب من الجامعات المشاركة في المشروع، ولا يستبعد أن تفتح فروعاً لها به، وأن تكون هناك جامعة جديدة باسم المشروع وداخله.
وستضم "الفيصلية" مرافق عدة تتمثل في مركز إدارة يضم جميع الإدارات العامة بالمنطقة في مكان واحد، ومن بينها مقر إمارة منطقة مكة المكرمة، ومركز إسلامي لجميع المنظمات والمؤسسات الإسلامية، كما سيتم إنشاء مركز أبحاث إسلامي ومراكز للاجتماعات والندوات والمؤتمرات.
إلى جانب ذلك، ستُـنشأ مساكن وأسواق ومناطق للترفيه والتعليم والصحة، وسيتم توزيعها بشكل علمي ومدروس على أرض المشروع.
كما سيضم المشروع مرافق للقطاعات الزراعية والصناعية، ومطاراً خاصاً يتبع مطار الملك عبدالعزيز وميناء بحرياً يتبع ميناء جدة الإسلامي.
وستتولى إدارة خاصة تنفيذ المشروع تحت إشراف هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة، إلى جانب مندوب من صندوق الاستثمارات السعودية.
ولفت الفيصل إلى أنه سيتم البدء الفوري في الاجتماعات والندوات المفتوحة مع القطاع الخاص؛ لتبادل الخبرات وإنهاء الدراسات المتعلقة بالمشروع، ووضع خطط التنفيذ التي ستكون مرنة وقابلة للتعديل، داعياً القطاع الخاص إلى الإسهام الفاعل في المشروع، مشيراً إلى أنه ستتم أيضاً الاستعانة بشركات عالمية وإسلامية في هذا الخصوص، بحسب ما نقلته صحيفة "الرياض" المحلية.