أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اجتياز المحطة النووية الثانية في موقع «براكة» اختبار التوازن المائي البارد بكفاءة ونجاح لتسجل بذلك إنجازا جديدا في المشروع النووي السلمي لدولة الإمارات الجاري تنفيذه في موقع براكة بمنطقة الظفرة في أبوظبي.
جاء ذلك خلال الزيارة التي نظمتها مؤسسة الإمارات للطاقة النووية اليوم لموقع المشروع بمشاركة وكالة أنباء الإمارات «وام» وعدد من وسائل الإعلام المحلية.
وأكدت المؤسسة أن هذا الإنجاز يعد خطوة مهمة ضمن الاستعدادات للعمليات التشغيلية، متوقعة بدء تشغيل المحطة النووية الأولى في موقع «براكة» العام المقبل 2018.
وقال المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية في تصريحات للصحفيين اليوم إن نسبة الإنجاز في المحطة الأولى وصلت إلى 96% وتركز النسبة المتبقية على الإنجاز في إجراء عمليات التقييم والالتزام بأعلى معايير السلامة العالمية.
وأشار إلى أن أجمالي عدد الشركات المحلية المشاركة في المشروع بلغت 1400 شركة محلية بإجمالي عقود تتجاوز قيمتها 12 مليار درهم، لافتاً إلى أن المؤسسة يعمل بها نحو 2000 موظف 60% منهم مواطنون ونحو 20% من المواطنين نساء.
وأوضح أن الإنجاز الذي تحقق باجتياز المحطة النووية الثانية في موقع «براكة» اختبار التوازن المائي البارد بكفاءة جاء بعد نحو عام كامل على اجتياز المحطة النووية الأولى لذات الاختبار ما يعكس التزام المؤسسة بتطبيق أعلى المعايير العالمية في السلامة والجودة خلال إنشاء المحطات الأربع للطاقة النووية السلمية.
وتتمثل مهمة الاختبار في التحقق من أن جميع عناصر نظام التبريد وأنظمة الضغط العالي في المفاعل تلبي معايير السلامة والجودة التي وضعتها الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.
ويُعد الاختبار خطوة مهمة نحو تحضير المحطة النووية الثانية للمرحلة التشغيلية حيث سبقه عملية تنظيف كاملة لأنابيب أنظمة توريد البخار النووي.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إن «اجتياز المحطة النووية الثانية لاختبار التوازن المائي البارد جاء نتيجة للتعاون الوثيق بين جميع الجهات العاملة على تطوير المشروع الذي يعتبر أكبر موقع إنشاء محطات طاقة نووية في العالم من خلال الاستفادة من المعارف المكتسبة من الاختبارات والأعمال الإنشائية التي أجريت في المحطات السابقة لضمان الالتزام بتطبيق أعلى معايير الكفاءة والجودة والسلامة». وأوضح الحمادي أنه مع إنهاء اختبار التوازن المائي البارد في المحطة الثانية بنجاح تقترب المؤسسة من تحقيق أهدافها في تعزيز أمن الطاقة في الدولة وتوفير الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية المستدامة التي تكاد تنعدم فيها الانبعاثات الكربونية.
ووجه الشكر إلى فريق الخبراء الإماراتيين والدوليين لجهودهم المبذولة من أجل تحقيق هذا الانجاز، مشيراً إلى أن تعاون المؤسسة الوثيق مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» -المقاول الرئيسي للمشروع وشريكها في الائتلاف المشترك- أسهم في مواصلة تحقيق المزيد من الإنجازات خلال مراحل تطوير مشروع محطات براكة.
و أكد الحمادي أن البرنامج النووي السلمي الإماراتي هو استثمار في مستقبل الطاقة بالدولة ويعد محرّكاً للنمو الاقتصادي بما يتماشى مع خطة أبوظبي 2030، مشيرا إلى أن قطاع الطاقة النووية يضمن ازدهار مستقبل الدولة من خلال توفير طاقة نووية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة وفرص عمل مجزية في الصناعات الموازية الأخرى.
وجرت عملية تنظيف أنظمة البخار النووي باستخدام مياه منزوعة المعادن قبل بدء الأعمال الخاصة لربط حاوية المفاعل بمضخات التبريد، وفور الانتهاء من عملية الربط بدأت المؤسسة باتخاذ الخطوات اللازمة لبدء اختبار التوازن المائي البارد الذي تستخدم فيه المياه المعالجة لملء الدائرة الرئيسية ومن ثم تعمل مضخات التبريد بالمفاعل على ضخ هذه المياه لضمان الحفاظ على درجة حرارة آمنة ومناسبة أثناء العمليات التشغيلية.
يشار إلى أن عملية فحص دقيق للتحقق من كفاءة جميع العناصر وأنظمة الأنابيب وفق تصميمها الأساسي جرت من قبل فريق مختص ضم خبراء من الشركة الكورية للطاقة الكهربائية «كيبكو» والشركة الكورية للطاقة المائية والنووية «كي اتش ان بي» والهيئة الاتحادية للرقابة النووية، إلى جانب فريق مهندسين من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة ضم مدققي السلامة والجودة.
وجرى الإعلان عن اجتياز المحطة الثانية للاختبار بعد مراجعة البيانات كافة التي تم جمعها بعد عملية الفحص والتدقيق من قبل المدققين.