قال باسكال بونيفاس رئيس معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية في باريس والذي يعتبر واحدا من أهم معاهد “التك تانك” في العالم في تصريحات مصورة، خلال زيارته للمغرب، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستقبل على انفراد كل من امير قطر وولي عهد أبوظبي قريبا بهدف خفض التوتر في المنطقة.
وأضاف بونيفاس أن قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر واتهامها بالإرهاب خطير جدا وهدفه نزع مصداقية قطر، هذا سينعكس سلبا ليس فقط على الدول المعنية بل على العالم أيضا.
وعن أصل الصراع بين السعودية وقطر قال بونيفاس إن هناك أمرين مهمين كانا سببا مباشرا لحدوثه، أحدهما خلافات قديمة جدا، والثاني "التناقض الكبير بينهما رغم أن كلا البلدين على المذهب السني والبلدين وهابيتن ومتعارضتين".
وقال بونيفاس إن قطر أرادت دائما أن تتمايز عن الجار الأكبر مساحة والأكثر قوة، ولهذا فقد طورت سياسة مختلفة لكي تكون موجودة في المشهد وهذا ما يزعج السعوديين بشكل كبير، “الذين يرون في بعض الأحيان قطر أمتدادا بديهيا لمملكتهم”.
وأضاف أن قطر تعمل ومنذ 20 عاما على تضاعف المبادرات لكي تكون موجودة مقابل السعودية، فيما ترى الرياض هذا الأمر على أنه نوع من التحدي لها.
وقال إن قطر أطلقت قناة “الجزيرة” التي تزعج دول الخليج، وساندت الربيع العربي ومختلف الثورات، في حين أن دول الخليج كانت ضدها، كما ساندت قطر أيضا الإخوان المسلمين، بينما بالنسبة للسعودية، فإن الإسلام السياسي هو نوع من "الانحراف ومعركة يجب خوضها"، وغالبا ما يرون فيها تهديدا، وكذلك فإن السعوديين يلومون قطر لعلاقاتها الجيدة مع إيران لأنهم يرون في أيران تهديدا وجوديا.
وقال إن قطر عملت على المحافظة على علاقات جيدة مع إيران، ومن أسباب هذا التقارب تقاسم حقل غاز طبيعي هائل بينهما، وهذا ما يزعج السعودية أيضا.
وتابع أن الاتهامات لقطر بدعم الإرهاب هي اتهامات خطيرة، ومبالغ بها كثيرا.
والإخوان المسلمون حركة سياسية يمكن مواجهتها سياسيا لكنها ليست حركة إرهابية.
واعتبر أن زيارة ترامب إلى السعودية في أول زيارة خارجية له بعد تنصيبه، وصفقات الأسلحة الكبيرة التي وقعها معها كلها عوامل ساعدت على تطمينها والبدء فورا بقطع العلاقات مع قطر.
وأضاف أن هذه السياسة ليس فيها رابح بل الكل خاسر. وأكد أنه من غير المرجح أن تغير قطر سياستها بشكل كامل وتخضع للتهديدات السعودية، لأنها ستخسر بذلك أستقلاليتها، مشددا أن الخطورة في الأمر هو دفع قطر أكثر وأكثر في ذراعي إيران.
وختم قائلا من هنا نرى أن هناك فرقا بين سياسة الولايات المتحدة وفرنسا بشأن أزمة الخليج فـ”ترامب شاعل الحرائق بينما ماكرون يقترح لعب دور مطفئ لها”.