وأوضحوا أن البنوك تنظر إلى أولوياتها عادة، لافتين إلى وجود تنسيق مع المصرف المركزي لحل وسط يرضي جميع الأطراف.
بدوره، قال خبير مصرفي إن البنوك لا تستفيد من حركة الأموال الكبيرة على حسابات شركات الصرافة، فضلاً عن الحذر الذي تمارسه البنوك في معرفة المستفيد النهائي من الأموال المحولة، مؤكداً أن ذلك لا يمنح الحق لتلك البنوك بغلق حسابات شركات الصرافة دون الرجوع للمصرف المركزي.
سوق موازية
و قال رئيس مجلس إدارة مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي، أسامة آل رحمة، إن من شأن غلق البنوك، حسابات شركات الصرافة لديها، أن يؤسس لفراغ كبير، ويحرم تلك الشركات وجود قنوات رسمية تتعامل من خلالها، ما يفتح المجال لسوق موازية «سوداء» للتحويلات المالية.
واعتبر آل رحمة ذلك أمراً غير صحي لقطاع الصرافة في الدولة، وللجهات الرقابية على حد سواء، ويؤثر في مستوى الشفافية المطلوب في التحويل المالي.
وأوضح أن ما تقوم به المجموعة حالياً هو محاولة توضيح الدور المهم لشركات الصرافة في الاقتصاد، وأهمية أن تمر جميع تحويلاتها عبر القنوات الرسمية ممثلة في البنوك المحلية، لافتاً إلى أن 99% من تحويلات شركات الصرافة تمر عبر قنوات رسمية في الدول المستقبلة، ولذلك، فإن إغلاق البنوك المحلية حسابات تلك الشركات يشكل عبئاً عليها في الوفاء بالتسويات والأمور ذات الصلة، بحسب صحيفة "الإمارات اليوم" المحلية.
وتابع: «هناك بعد آخر لأهمية أن تخرج جميع التحويلات المالية لشركات الصرافة عبر حسابات بنكية، إذ إن الهند على سبيل المثال، تستقبل سنوياً 70 مليار دولار، تحويلات من عمالتها الخارجية، وكذلك الفلبين التي تستقبل نحو 28 مليار دولار، ومصر (18 مليار دولار)، وهذه مبالغ تسهم في توفير عملة صعبة لمصلحة هذه الدول، تصب في التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها، وبالتالي، فإن خروجها للسوق الموازية يهدد بعدم الاستفادة منها».
ورأى آل رحمة أن إشكالية غلق حسابات شركات الصرافة لدى البنوك مزمنة، وتتجدد كل فترة، وقد حان الوقت لإيجاد حلول جذرية لها، مؤكداً تفهم المصرف المركزي للوضع القائم، إذ يجري حالياً تنسيقاً ومناقشات للوصول لحل يرضي الأطراف كافة.
توسعات سنوية
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة «مجموعة الأنصاري للصرافة»، محمد الأنصاري، إن عدد شركات الصرافة الحالية يبلغ 130 شركة تمتلك 1000 فرع في دولة الإمارات، لافتاً إلى أن أسواق الدولة تحتاج إلى 100 فرع أو مركز صرافة جديد سنوياً حتى عام 2020 لتلبية الطلب على التحويلات المرتبطة بالتوسع السكاني.
وأضاف أن البنوك تنظر إلى أولوياتها عادة، وترى أن حجم الاستفادة من حسابات شركات الصرافة محدود، وفي المقابل يوجد على تلك الحسابات حركة كبيرة جداً، نظراً لتعامل تلك الشركات مع آلاف الحسابات يومياً، ما يشكل عبئاً على البنوك في مسألة مراقبة ومتابعة هذه الأموال.
وأكد الأنصاري وجود تنسيق مع المصرف المركزي للوصول إلى حل وسط، لافتاً إلى أن بعض البنوك تحدد لكل شركة عدداً معيناً من الحسابات، إلا أن هذا قد لا يكون كافياً لبعض الشركات ويؤثر في سرعة إنجاز معاملاتها.
رسائل إغلاق
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة «شركة البدر للصرافة»، عادل خوري، إن عدداً كبيراً من شركات الصرافة تتلقى رسائل من بنوك محلية بضرورة غلق حساباتها خلال شهر، دون إبداء أسباب واضحة.
وأكد أن مثل هذه الممارسات تهدد بخروج شركات صرافة من السوق، لعدم قدرتها على إنجاز عملها. وتساءل خوري: «إذا كان لدى كل شركة صرافة نقد يومي بملايين الدراهم، فأين تذهب به؟»، معتبراً ذلك معاناة مزمنة لشركات الصرافة وتحتاج إلى حلول جذرية.