أحدث الأخبار
  • 10:28 . مسؤول أمريكي سابق: أبوظبي استخدمت ثروتها ونفوذها السياسي لتأجيج الصراع في السودان... المزيد
  • 10:26 . البرهان يزور تركيا مع اشتداد المعارك مع قوات الدعم السريع... المزيد
  • 08:40 . سلطان القاسمي يوجه بتسكين جميع الأئمة والمؤذنين في مساجد الإمارة على كادر حكومة الشارقة... المزيد
  • 02:41 . دبي تدخل المرحلة الأخيرة من حظر المنتجات البلاستيكية أحادية الاستخدام... المزيد
  • 02:31 . "أطباء السودان": الدعم السريع تحتجز 73 امرأة و29 طفلة... المزيد
  • 12:10 . الإمارات تسلّم "زعيم شبكة لتهريب البشر" إلى السلطات الهولندية... المزيد
  • 11:57 . الدكتور يوسف اليوسف: على أبوظبي مراجعة سياساتها بعد أن أصبح اسمها مقروناً بالتعاون مع الأعداء... المزيد
  • 11:45 . مواطنون يقترحون حوافز مالية وتقليص دوام الأمهات لمواجهة تراجع المواليد... المزيد
  • 11:16 . السعودية تحذّر المجلس الانتقالي من التصعيد في حضرموت والمهرة... المزيد
  • 10:32 . الإمارات ترحب باتفاق تبادل الأسرى بين الحكومة اليمنية والحوثيين... المزيد
  • 09:48 . عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى وعمليات هدم واسعة بالقدس... المزيد
  • 12:42 . ترحيب خليجي باتفاق تبادل الأسرى في اليمن... المزيد
  • 12:32 . كيف ساهمت أبوظبي في ضم كازاخستان إلى اتفاقيات التطبيع؟... المزيد
  • 12:20 . "الموارد البشرية والتوطين" تلغي ترخيص مكتب لاستقدام العمالة المساعدة... المزيد
  • 12:17 . تقرير: توقعات إيجابية لنمو اقتصاد الإمارات واستقرار التضخم... المزيد
  • 12:08 . تونس تحكم بالمؤبد على 11 متهماً باغتيال مهندس "كتائب القسام" محمد الزواري... المزيد

«أربعون..!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 07-05-2017


وأنا طريُّ العود كما يقال، كنت أعمل في أول وظيفة التحقت بها بإحدى الدوائر الخدمية في مدينتي، وكان ضمن المهام الموكلة إليَّ كتابة الإعلانات، التي تعلن فيها الدائرة عن وجود شواغر وظيفية لديها.. كنت أشعر بدغدغة شريرة وأنا أطبع تلك «الكليشة» التقليدية: (يجب ألا يزيد عمر المتقدم على 40 عاماً).. معتدٌّ آخر بشبابه، يظن أن الزمن سيتوقف عنده، ويكرر عنوان فيلم الأوسكار no country for old men.. الآن أقلب صفحات الجرائد باحثاً عن مستقبلي، واضعاً يدي فوق عيني، ومباعداً بين الوسطى والخنصر ببطء، خوفاً من أن تصدمني العبارة ذاتها، التي كتبتها مئات المرات!

* * *

إحصائياً، على هذا الكوكب أكثر من ملياري شخص تجاوزوا الأربعين بقليل أو كثير؛ فكيف أرى وأقرأ وأتذكر «أربعيني» بينها؟

أتذكرها كنسمة باردة سريعة.. كانت حياة مثل حياة كل منهم، فيها السعيد وفيها الحزين، فيها النجاح وفيها الإحباط، فيها الاطمئنان وفيها الخوف.. لكن المختلف فيها - أو ربما هذا ما أعتقده على الأقل - هو أنه لم تصبني فيها مصيبة أو يسوءني فيها أمر، أو أخسر فيها منصباً، أو أُكلَم فيها بصديق، أو أُجرَح فيها من حبيب؛ أو تفوتني فيها تجارة، إلا وعرفت بعد عدد من الأيام أو عدد من السنين، أن الله كتب لي في ذلك خيراً أفضل منه.

كانت حياتي كلها مسيّرة بطريقة لا يد لي فيها، لكن النتيجة النهائية لكل مأساة أو فقد أو مصيبة، هي خير لم أكن أفهمه في حينها.

كانت هناك دائماً بركة خفية.. وحارس خفي.. والله وحده العالم والقادر!

حينما سألت والدتي، في فترات صحوها القليلة بين نوبات «الزهايمر»، عن سر هذا التوفيق، وهل هي تكثر الدعاء لي؟ حدثتني بقصة لعلها أجمل قصة أسمعها «عني».. قالت لي إنه في يوم ميلادي كان والدي - رحمه الله - يقضي شأناً وحاجة لرجل صالح، ورأى ذلك الرجل استعجال أبي في ذلك اليوم، فسأله عن حاله فأخبره بأن زوجته تلد الآن.. توقف ذلك الرجل عما كانا يفعلان، ودعا للمولود بالتوفيق والبركة لمدة طويلة استبطأها أبي.. لا تذكر أمي اسم الرجل ولم يذكره أبي، لكنني أعتقد أنني أجد أثر دعوته في كل خطوة وفي كل لغز لا أفهمه إلا بعد مدة، وفي كل توفيق بأمر الله، وفي كل يوم في حياتي!

فإذا كنت عزيزي القارئ تقرأ هذا النص اليوم، وأنت مثلي لا تعرف من هو ذلك الرجل ولم تلتقِ معه، فساعدني بأن أرد له شيئاً من دينه عليَّ، وارفع يديك، وتذكره بما تذَكرني به في يوم مولدي.

* * *

«رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ».