شرح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون لموظفيه كيف يتم تطبيق سياسة «أميركا أولاً» على السياسة الخارجية لكنه لم يتطرق إلى التخفيضات التي اقترحتها إدارة ترامب في الميزانية وتقلق الكثير من الدبلوماسيين.
وهذه هي المرة الأولى التي يوجه فيها تيلرسون كلمة لجميع العاملين في وزارة الخارجية منذ أن تولى منصبه في (2|2) وخاطب مئات من المسؤولين في بهو الوزارة.
وكان بعض الحلفاء بل وبعض المسؤولين الأميركيين فسروا سياسة «أميركا أولاً» التي أعلنها الرئيس الجمهوري دونالد ترامب على أنها تمثل خطر الانعزال عن العالم إذ تضع المصالح الداخلية الأميركية فوق مصالح شركائها في الخارج. وفي أوفى شرح حتى الآن لآراء إدارة ترامب في السياسة الخارجية قال تيلرسون إن أولويات السياسة الخارجية الأميركية «خرجت قليلاً عن مسارها» في العقود السابقة.
ووقف يتحدث دون أن تكون أمامه أي ملاحظات ويتحرك أثناء الحديث في بهو الوزارة فقال «هذه فعلاً علاقات مهمة لنا وهؤلاء حلفاء مهمون فعلاً لكن علينا أن نعيدهم إلى التوازن».
و قال إن إدارة ترامب تفرض مزيدًا من الضغوط على أعضاء حلف شمال الأطلسي لإنفاق المزيد من المال على الدفاع وتحاول إبرام صفقات أفضل مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين.
وأشار أيضاً إلى أن الولايات المتحدة ستقلل التركيز على مخاوف حقوق الإنسان في بعض تعاملاتها مع الدول الأخرى.
وقال تيلرسون «في بعض الظروف إذا رهنتم جهودنا في الأمن الوطني بتبني طرف ما قيمنا فلا يمكننا على الأرجح تحقيق أهدافنا في الأمن الوطني».وأثار هذا التعليق انتقادات من جانب بعض الدبلوماسيين. وقال مسؤول قديم بالوزارة طلب عدم ذكر اسمه، إن أي خطوة تتخذ للتهوين من حقوق الإنسان والديمقراطية ستمثل مجازفة بأساس زعامة الولايات المتحدة للعالم.
ويرى مراقبون أن إدارة ترامب تبعث برسالة للطغاة والمستبدين في المنطقة العربية والعالم بأن يواصلوا جرائمهم الحقوقية دون قلق أو اكتراث لمساءلة أو محاسبة، وهو ما يعني أن واشنطن ترتكب جريمة بحق الشعوب مرتين. المرة الأولى عندما ساندت أنظمة القمع وامتنعت عن تأييد حق الشعوب من جهة، والمرة الثانية عندما ترسل بهذه التصريحات الخطيرة والتي يتلقفها أنظمة عربية قمعية من قبيل نظام السيسي والأسد وبوتين ونظام كوريا الشمالية ونظام الملالي في إيران، فضلا عن أنظمة خليجية ونظام الاحتلال العنصري الإسرائيلي في فلسطين، على حد تعبير المراقبين.
وكان الرئيس الأمريكي السابق أوباما قد خاطب القمة الحكومية في دبي عام 2016، وصارح الزعماء والقادة المشاركين فيها بلا استثناء، من أن سياسات تهميش الشباب والقمع الأمني ومصاردة الحقوق والحريات هو سبب ما تعانيه دول المنطقة من حروب وأزمات وصراعات جراء سياسات داخلية لأنظمة عربية وخليجية.