لم يكد يستوعب المسؤولون في أبوظبي مغزى لقاء الملك سلمان بالرئيس اليمني هادي بعد ساعات من هجوم إماراتي رسمي عليه، والمطالبة بإبعاده، حتى استقبل السفير الأمريكي في اليمن، محافظ عدن الجديد في الرياض، والذي جاءت إقاله سلفه عيدروس الزبيدي الموالي لأبوظبي سببا مباشرا لتفجر أزمة غير مسبوقة بين الرئيس هادي وأبوظبي.
ففي الرياض التقى السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر، مع محافظ عدن المُعيّن حديثاً، عبد العزيز المفلحي، وهو ما يعني مباركة أمريكية سريعة لقرارات هادي واعتراف بالمحافظ الجديد.
بل إن الأمريكيين منحوا المحافظ الجديد دفعة سياسية، عندما أعلن "تولر" فتح مكتب لسفارة بعدن.
كما ناقش الطرفان "الأوضاع في مدينة عدن، والتحديات التي تواجهها السلطة المحلية هناك".
وشدد تولر على "دعمه للتنمية والاستقرار في عدن، ومحاربة الفساد والإرهاب".
الموقف الأمريكي، تزامن أيضا مع لقاء جمع الملك سلمان بالرئيس هادي، والذي أكد بدوره للأخير " حرص المملكة على دعم شعب اليمن الشقيق وحكومته الشرعية بكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية».
وقد شكل اللقاءان رسالة "قاسية" لأبوظبي بحسب مراقبين، خاصة أنها تأتي قبيل معركة الحديدة والتي تراهن أبوظبي بقوة على تداعياتها ونتائجها.
وقد سبق اللقاءين، تقريران لصحيفة "الشرق الأوسط" وموقع "إيلاف" السعوديين لتأييد قرارات هادي بشدة، رغم أنهما من أشد المؤيدين لسياسات أبوظبي.
التطورات الأخيرة، دفعت بالتساؤل إن كانت الرياض و واشنطن قررتا التخلي عن دور أبوظبي في اليمن، وإظهار الدعم اللامحدود للرئيس هادي دون اكتراث لأهمية مشاركتها سواء في عاصفة الحزم أو في محاربة تنظيم القاعدة.
تساؤلات، لا تزال تبحث أبوظبي عن إجابة لها، ولم تجد سوى أن تدفع بعض المسحوبين عليها لاتهام قطر بأنها تسعى لتفكيك ما أسموه "التحالف السعودي الإماراتي".
فقد زعم "الكاتب والسياسي" اليمني المنشق عن جماعة الحوثي علي البخيتي، أن هناك رغبة لدى دولة قطر في فك التحالف بين السعودية، والإمارات.
وقال البخيتي في سلسلة تدوينات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، الفيسبوك “هناك رغبة قطرية في فك التحالف السعودي الإماراتي، الذي تسبب في إضعاف دور الإخوان في العالم العربي، وقرارات هادي الأخيرة تأتي في هذا السياق”.
بدوره أنور قرقاش، شارك البخيتي محاولة استيعاب الصدمات المتتالية التي سببتها قرارات هادي، في هجوم على الإخوان، متسائلا عن الجهة التي حررت عدن، وكأن المشاركة في تحرير المدينة يعني بالضرورة التحكم فيها وفرض السيطرة عليها، وفق ما يستنكر ناشطون يمنيون.