أحدث الأخبار
  • 09:21 . الاتحاد العالمي لمتضرري الإمارات... المزيد
  • 06:52 . السعودية تنفذ حكم القتل لمدان يمني متهم بقتل قائد التحالف بحضرموت... المزيد
  • 06:51 . بين توحيد الرسالة وتشديد الرقابة.. كيف ينعكس إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام على حرية الصحافة في الإمارات؟... المزيد
  • 06:41 . أمير قطر: كأس العرب جسّدت قيم الأخوّة والاحترام بين العرب... المزيد
  • 11:33 . "رويترز": اجتماع رفيع في باريس لبحث نزع سلاح "حزب الله"... المزيد
  • 11:32 . ترامب يلغي رسميا عقوبات "قيصر" على سوريا... المزيد
  • 11:32 . بعد تغيير موعد صلاة الجمعة.. تعديل دوام المدارس الخاصة في دبي... المزيد
  • 11:31 . "فيفا" يقر اقتسام الميدالية البرونزية في كأس العرب 2025 بين منتخبنا الوطني والسعودية... المزيد
  • 11:29 . اعتماد العمل عن بُعد لموظفي حكومة دبي الجمعة بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 08:14 . قانون اتحادي بإنشاء هيئة إعلامية جديدة تحل محل ثلاث مؤسسات بينها "مجلس الإمارات للإعلام"... المزيد
  • 12:50 . "قيصر" عن إلغاء العقوبات الأمريكية: سيُحدث تحوّلا ملموسا بوضع سوريا... المزيد
  • 12:49 . الجيش الأمريكي: مقتل أربعة أشخاص في ضربة عسكرية لقارب تهريب... المزيد
  • 12:47 . أمطار ورياح قوية حتى الغد… "الأرصاد" يحذّر من الغبار وتدني الرؤية ويدعو للحذر على الطرق... المزيد
  • 11:53 . "الموارد البشرية" تدعو إلى توخي الحيطة في مواقع العمل بسبب الأحوال الجوية... المزيد
  • 11:52 . 31 ديسمبر تاريخ رسمي لاحتساب القبول بـرياض الأطفال والصف الأول... المزيد
  • 11:50 . حزب الإصلاح اليمني: الإمارات لديها تحسّس من “الإسلام السياسي” ولا علاقة لنا بالإخوان... المزيد

تجاهل.. وامض لبعض الوقت!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 04-04-2017


أغمض عينيك عن أشياء كثيرة، تجاهلها وامض، أنت تعلم أنها هناك، وتعلم أنها خطأ وأنها مثيرة للأعصاب، كما تعلم أنها كثيرة جداً، وتحتاج لمن يقف لها بالمرصاد ليعدل المعوج منها ويصحح الخطأ، ويثور على ما يدفع للتوتر، أنت تعلم الوضع الصحيح الذي من المفترض أن يكون، وتتمنى أن يكون، لكن تذكر المثل (ما كل ما يتمنى المرء يدركه) فإذا أردت أن تكون هانئاً وسعيداً، تغلب عافيتك سقمك وهدوؤك عصبيتك، فتذكر قول الإمام أحمد (تسعة أعشار العافية في التجاهل)، التجاهل الذي لا يعني السكوت على الخطأ أو التجاوزات الأخلاقية أو الظلم، لكن تجاهل الوقوف عند كل حدث وكل ملاحظة وكل تصرف عابر أو كلمة خاطفة!

ذات يوم قدمت الزوجة لعائلتها على الفطور بسكويتاً بدا محروقاً وغير معد بالشكل المطلوب، أما الابن فاعتذر عن تناوله بحجة أنه سيتناوله لاحقاً، وأما الأب فامتدح بسكويت زوجته بشكل أثار استغراب الابن واعتبر والده كاذباً أو مجاملاً بشكل غير مقبول، الأب شرح لابنه لاحقاً الأمر قائلاً: لقد تعبت أمك في إعداد قالب البسكويت، وكانت تود أن يكون كما ينبغي، وحين قدمته لنا كانت على علم أن به عيباً واضحاً وربما كانت تتوقع شيئاً من الاستياء أو النقد، مع ذلك فنحن لم نفعل ذلك، نحن تذكرنا تعبها وتجاهلنا العيب، ذلك أثر فيها بلاشك ولم ينقص منا شيئاً، أحياناً علينا أن نغمض أعيننا عن بعض العيوب في مقابل الكثير من الحسنات، قالب حلوى محروق لا يضر في مقبل سنوات من الوجبات اللذيذة والتعب المضني !

لا وجود لإنسان ميكانيكي يقوم بكل شيء بمثالية ولا يخطئ، لا توجد أحداث تأتي مفصلة على هوانا، لا يوجد أزواج، أصدقاء، أبناء، جيران، زملاء عمل.. مثاليون كما نحب وكما نريد، لأننا لسنا مثاليين كما يتطلب الآخرون، لذلك فحين نغمض أعيننا ونتجاهل تلك العيوب الصغيرة والزلات والهفوات الصادرة عنهم، فلأنهم في المقابل يتجاهلون ويغمضون أعينهم عن الكثير من عيوبنا ويتقبلوننا كما نحن، لتمض القافلة بأقل قدر من الخسائر وبأكبر قدر ممكن من الرضا!

كثير من الصداقات تفشل لأننا نريد أصدقاء بمواصفاتنا نحن لا كما هم في الحقيقة، ونظل ننقب في سلوكهم وأخطائهم حتى تكبر عيوبهم فلا نعود نرى حسناتهم، وتفشل الزيجات للسبب نفسه، ونتصارع مع زملائنا لأننا لا نغض الطرف عن أخطائهم، ونهجر جيراننا لأننا ننتقدهم دائماً، وهكذا حتى تصير الحياة كثقب ضيق لا يتسع لنا وللآخرين.. بينما الحياة مجموعة من البشر يعانون من ضعف بشريتهم مثلنا، لذاك فنحن نحتمل الحياة حين نعبرها سوياً معهم!