وجه مصرف الإمارات المركزي البنوك العاملة في الدولة بتخزين بيانات العملاء والمعلومات الخاصة بجميع الحسابات المصرفية داخل الدولة فقط، وعدم تخزينها في مراكز خارج الدولة، بحسب مصادر تقنية ومصرفية مسؤولة.
وقال «المركزي» في مسودة قرار قام بإرسالها لجميع البنوك الوطنية والأجنبية العاملة بالدولة: إنه لن يسمح وفق التوجيهات التنظيمية الجديدة بنقل أو تخزين البيانات المصرفية للعملاء في مراكز بيانات تقع خارج حدود الدولة، سواء تم ذلك من خلال ما يعرف بخدمة الحوسبة السحابية أو غيرها.
ووفق مسودة القرار يسمح للبنوك بتخزين البيانات المصرفية بطريقة آمنة داخل خوادم التخزين الداخلية «Servers»، أو من خلال مراكز البيانات الموجودة داخل الإمارات، وفق المعايير الأمنية القياسية بالقطاع.وأكدت المصادر أن توجيه المصرف المركزي يأتي في الوقت الذي حرصت فيه البنوك العاملة في الدولة على مدار السنوات الماضية على اتباع أعلى المعايير الأمنية لحماية البيانات المصرفية للعملاء، وهو الأمر الذي يسهل من عملية التوافق مع التوجيهات التنظيمية الجديدة على هذا الصعيد.
ومن جانبه، أكد فهد الهاجري، الرئيس التنفيذي لشركة «إيفولف» المتخصصة في مجالات السحابة الإلكترونية، والخدمات المدارة، والتحول الرقمي، ودمج الأنظمة المتكاملة، والاستشارات لـ«الاتحاد»، أن توجهات المصرف المركزي الجديدة تدعم الطلب على مراكز البيانات الموجودة في الدولة.
وقال: «إن «إيفولف» التي تم تأسيسها بناء على شركة بين «مراس القابضة» و«علي بابا كلاود» لديها مركز بيانات في دبي.
وأكد أن توجيهات المركزي تأتي متوافقة مع أعلى المعايير الأمنية المعمول بها بالقطاع المصرفي، لافتاً إلى أن الهيكل الآمن والمناطق الموجودة داخل السحابات العامة تعمل على تأمين عزل البيانات وزيادة أمنها، مشيراً إلى أن حماية البيانات هي مسؤولية مزود الخدمة، وتتحقق من خلال طبقات الدفاع متعددة المستويات، كما أن مسؤولية حماية البيانات تقع أيضاً على عاتق المستخدم على السحابة العامة، عن طريق التأكد من اتخاذ جميع إجراءات الأمن اللازمة من أجل استضافة التطبيقات.
ومن ناحية أخرى، قال الهاجري: إن دولة الإمارات تعد أكثر الدول جاهزية للسحابة للإلكترونية في المنطقة، بفضل البرامج الحكومية مثل رؤية 2021 وتمهيد الطريق لمشاريع التحول الرقمي من قبل المنظمات الكبيرة، لافتاً إلى أن أبحاث «إيفولف» على السوق الإماراتية تشير إلى نمو الحلول السحابية عاماً تلو الآخر من حيث اعتماد الشركات والمؤسسات للخدمات السحابية، كما تظهر الأبحاث قرب انتهاء الاعتماد على مراكز البيانات التقليدية.وتعد الحوسبة السحابية تكنولوجيا متطورة تعتمد على نقل عمليات المعالجة ومساحة التخزين بالبنوك، والمؤسسات، والشركات إلى ما يسمى «السحابة»، وهي عبارة عن خادم تخزين أو مركز بيانات يتم الوصول إليه عن طريق الإنترنت، ويعتبر جانب التكلفة المنخفضة أحد أهم فوائد الحوسبة السحابية، التي تمكن الشركات من الاستفادة من البنية التحتية المتاحة واختيار الآلات الافتراضية والتطبيقات والخدمات المدارة المتعلقة بأعمال الشركة حسب احتياجاتها الفعلية من دون أي تكاليف مسبقة.