نشر سفير الدولة في واشنطن يوسف العتيبة مقالا له في صحيفة "وول ستريت جورنال"، تحدث فيه عن تقارب دول الخليج وإيران، والشروط اللازمة لذلك.
وقال العتيبة إن وقف العدائية الإيرانية لن يكون مهمةً سهلة، لكن استقرار المنطقة بأكملها يعتمد عليها، حيث سيكون إلزام إيران بتعهداتها خطوةً أولى هامة في سبيل ذلك.
وأشار إلى أنه حين دخل الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ قبل أكثر من عام، كانت هناك آمالٌ كبيرةٌ بأن ذلك سيضع طهران في مسارٍ جديد للانخراط الجاد في الشؤون العالمية. لكن، في المقابل، اختارت إيران المزيد من الصراع والعداء.
وأوضح أنه في يومِ رأس السنة، اقتحم مُسلَّحون مدعومون من إيران في البحرين سجناً لإرهابيين مُدانين. ولاحقاً في شهر يناير اختبرت إيران صاروخاً باليستياً يحمل رأساً نووياً، وهذا هو الانتهاك الثاني عشر لها، على الأقل، لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يحظر هذه الاختبارات.
ولفت إلى أنه في تلك الأثناء، صعَّدت إيران بثباتٍ من دعمها للحوثيين، مما أطال حرباً كانت لها عواقب إنسانية مروِّعة، وصرفت الانتباه عن الحرب ضد القاعدة، إحدى أخطر المنظمات الإرهابية في العالم، في شبه الجزيرة العربية.
وتساءل العتيبة: ماذا تريد إيران تحديداً؟ يدعو دستورها لتصدير ثورتها الإسلامية إلى بقية العالم. ويتحدث قادتها عن "بلاد فارس عظمى" - وهي دائرة نفوذ تغطي معظم منطقة الشرق الأوسط. وتظل صيحة "الموت لأميركا" مفضَّلة في طهران.
وبين أنه لن يكون وقف العدائية الإيرانية مهمةً سهلة، لكن استقرار المنطقة بأكملها يعتمد عليها. وسيكون إلزام إيران بتعهداتها خطوةً أولى هامة في سبيل ذلك. الخطوة الأخرى ستكون إعادة بناء العلاقات بين أميركا وشركائها في المنطقة، وكذلك المواجهة المباشرة للتدخل الإيراني في دولٍ مثل اليمن.
وقال إنه إلى جانب الولايات المتحدة، ترى الإمارات ضرورة تنفيذ الصفقة النووية بصرامة، والأمر ذاته فيما يخص تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تمنع نقل الأسلحة الإيرانية وإجراء اختبارات الصواريخ الباليستية. وينبغي كشف الانتهاكات الإيرانية على الفور، وكذلك التصدي لها بفرض عقوباتٍ اقتصاديةٍ إضافية.
وأضاف: "ترى الإمارات والدول الأخرى بمجلس التعاون الخليجي أنّ المشاركة يمكن أن تمثِّل حلاً طويل المدى. وفي شهر يناير، اقترح المجلس إجراء حوار استراتيجي مع إيران، واستقر فيه على ثلاثة مبادئ: عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ووقف خطة تصدير الثورة الإيرانية، والالتزام بتهدئة التعصب الطائفي بين السُنَّة والشيعة".
وفي إشارته إلى ضرورة وقف إيران دعمها "وكلاءها الذين يستخدمون العنف"، لم يفوت الزج بحركة حماس، رغم أن علاقات حماس بإيران ليست أفضل من علاقات أبوظبي بطهران وفق مؤشرات التبادل التجاري بين الإمارات وإيران.
وقال إنه يمكن تجنُّب حدوث المزيد من العنف. ويمكن لإيران إيقاف اختبارات الصواريخ، وتعليق دعمها لوكلاءٍ يستخدمون العنف مثل حزب الله، وحماس، والحشد الشعبي، والميليشيات الشيعية في العراق. يمكنها وضع نهاية للتعصُّب الطائفي وأفعالها المُزَعزِعة للاستقرار في العالم العربي. على قادة طهران أن يسألوا أنفسهم: هل نريد أن نكون جزءاً من الحل أم نستمر في كوننا أكبر مشكلة في المنطقة؟