فمن المتوقع، وفقاً لإحصائية أوردها موقع «سي آي أو» cio، المتخصص في دراسات وبحوث سوق تكنولوجيا المعلومات، والموجه للمديرين التنفيذيين، أن يدخل بحلول 2020 إلى عالم الإنترنت والتقنية 250 ألف تطبيق وتقنية جديدة، جميعها يعمل بمفهوم «إنترنت الأشياء». وأشارت الإحصائية إلى أن هذا الكم من التطبيقات سيؤثر بقوة في سوق العمل في هذا المجال، ويعمل على اختفاء واندثار العديد من الوظائف، مع بزوغ وظهور وظائف أخرى تتطلب مهارات وكفاءات مختلفة جداً، الأمر الذي يجعل على كل دارس أو باحث أو متخصص أن يتحسب لهذا الأمر، وهو يبحث عن فرصة عمل، أو يطور من أدائه ليحتفظ بوظيفته الحالية، ويضيف إليها جديداً، يحسن به مساره المهني.
تواصل الأشياء
ويقصد بـ«إنترنت الأشياء»، الإنترنت الذي تتواصل خلاله الأجهزة والمعدات والبرمجيات، وغيرها من الموجودات التي لا تصنف على أنها كائنات حية بشرية، بل أشياء غير بشرية، مزودة بمجسات أو حساسات قادرة على التقاط وجمع وتوليد البيانات الأولية من البيئة المحيطة بها، ثم التعامل معها بالمعالجة والتخزين، ثم النقل والتبادل مع وسائل أخرى مشابهة بغية تأدية وظائف ومهام بعينها.
وعلى سبيل المثال، وحدة الإدارة والمراقبة البسيطة المزروعة في أجهزة التكييف، التي تتلقى بيانات عن حالة وحدة التكييف من حيث الحرارة وكفاءة التسخين والتبريد وخلافه، وتستخدمها في تشغيل وإيقاف الجهاز، ثم إرسالها عبر الإنترنت لنظام للمراقبة والتحكم والصيانة، أو حتى للهاتف المحمول لمالك الوحدة إن كانت تعمل بالمنزل. وبهذه الطريقة يكون هناك العديد من «الأشياء» التي تستخدم الإنترنت في التواصل مع بعضها البعض، وهي وحدة الإدارة والمراقبة، و«المحمول»، ونظام المراقبة والصيانة الآلي وغيرها، وعلى هذا النسق توجد مئات الآلاف من التطبيقات التي تغطي كل أوجه الحياة.
انتشار واسع
وخلال السنوات الأخيرة، حقق «إنترنت الأشياء» قدراً من النضج والانتشار الواسع، جعل تأثيرها شبه مؤكد في سوق العمل بالبرمجيات والإلكترونيات والإنترنت ونظم المعلومات والشبكات، إذ بدأت شركات التدريب والمعاهد والكليات المؤهلة للكوادر تتنبه إلى هذا الأمر، وكيف أن «إنترنت الأشياء» بات يفرض توليد أو إيجاد استراتيجيات جديدة داخل شركات التقنية وخدمات المعلومات والاتصالات والإنترنت، بل الملاحظ الآن أن هذه الشركات تعلم أنها إذا لم تمتلك الإجراءات والأدوات والمهارات الكافية للتلاؤم مع متطلبات «إنترنت الأشياء»، فستواجه مصيراً صعباً في القدرة على الاستمرار والمنافسة.
تصميم الدوائر
في تحليل لاتجاهات الشركات الطالبة للوظائف بقاعدة بيانات موقع «آب ورك» الشهير، المتخصص في التشغيل والتوظيف، وجد أن شركات التقنية وخدمات المعلومات الكبرى بدأت تتجه إلى تضمين المهارات اللازمة لـ«إنترنت الأشياء» في ما تطلبه من كوادر وتعرضه من فرص عمل، ومن هذه المهارات تصميم الدوائر الإلكترونية الدقيقة، والمهارات المتقدمة في العمل على برامج الرسوميات عالية الأداء مثل «أوتوكاد»، إضافة إلى مهارات تصميم وتشغيل «المتحكمات الدقيقة»، وتخصص تخزين البيانات في ذاكرة بيانات داخل متحكم دقيق.
أدوات مترابطة
وهناك دلائل أيضاً على أن الشركات بدأت التركيز على المهارات والكفاءات القادرة على تشغيل الأدوات المترابطة المعتمدة على الإنترنت، ويمكنها التواصل مع البشر الذين يصممون ويطورون الأجهزة والمعدات في المصانع ووحدات الإنتاج المختلفة، كمصانع السيارات والثلاجات والمزارع وغيرها من أي نشاط يكون فيه شيء قابل لأن يزرع به نظام إدارة ومراقبة إلكتروني دقيق، يمكنه التواصل عبر الإنترنت مع آخرين، من البشر أو غير البشر.