أصدر المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في (28|3) قرارا خاطبت به هيئة الموارد البشرية لإمارة أبوظبي يطلب منها إجراء دراسة حول مقترح "تعديل أو إلغاء" بدل التعليم للموظفين المواطنين والمقيمين في الجهات والشركات البترولية الحكومية.
كما طلب القرار دراسة "الأثر الاجتماعي على المواطنين والأثر الاقتصادي على المستثمرين في القطاع الخاص"، على أن تنتهي الدراسة بعد شهر من صدور القرار.
وجاء هذا القرار المجحف اقتصاديا واجتماعيا بعد أيام قليلة من صدور قرار مماثل عن هيئة الصحة في أبوظبي بإلغاء منافع التأمين الصحي الإضافية للمواطنين بالجهات الحكومية والشركات المملوكة للحكومة، وطرح وثائق المنافع الإضافية على الأفراد فقط شرط تغطية نفقتها من جانب المستفيد.
وتنتهز أبوظبي فرصة انخفاض أسعار النفط لتقوم بعملية تراجعات وانهيارات واسعة النطاق في الخدمات التي تقدمها للإماراتيين رغم أن الدولة تؤكد دائما أن النفط ليس هو المورد الرئيس للدخل القومي، ما يعني أن انخفاض أسعاره لن تؤثر سلبا على ميزانية الحكومة الاتحادية أو الميزانيات المحلية.
ولكن مراقبين يؤكدون أن أسعار النفط ليست هي سبب تراجع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدولة وانهيار سمعة القطاع العام الذي كان يفاخر القطاع الخاص في أرجاء العالم، وإنما لأن أبوظبي دخلت مشروعات إقليمية ودولية عسكرية وأمنية بشباب وأرواح الشعب الإماراتي الذين تتهيأ لإرسالهم لمحاربة الإرهاب في "اي مكان" وفق تصريح نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي في زيارته لأبوظبي، أو بأموال الإماراتيين وأوضاعهم الاقتصادية والتي بدأت تتقارب مع حال اقتصاد الدول غير النفطية وربما الفقيرة، لأن تكاليف الحياة مرتفعة جدا في الدولة مع تراجع الرواتب والخدمات الصحية والتعليمية فإن الفجوة بين المطلوب والرواتب سيكون كبيرا ما يصنع فئة فقراء في عاصمة دولة نفطية.
كما أنفقت الدولة عشرات المليارات على الانقلاب في مصر وفي مشاريع إعلامية وثقافية وجوائز عالمية مرتفعة جدا والآن يدفع ثمنها الإماراتيون.
ولعل الشيخة جواهر قرينة حاكم الشارقة استطاعت توصيف الحال الذي يعيشه الإماراتيون عندما قالت في تغريدات لها في مارس الماضي، "نحمد الله سبحانه وتعالى على الخير الذى أنعم به على هذه الدولة التى تصرف على فعاليات شهرية أكثر مما تصرفه على إعانات الشؤون أوتنمية المجتمع !".
وقالت:"هل نحن نسعدشعبنا ليعيش فقيرا ؟"، مع تزايد حديث السعادة مع تزايد أكبر في الإجراءات التي تنسف السعادة وتفند هذه الدعاية.