بدأ الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن الوطني، عهده في وظيفته الجديدة التي تولاها رسميا الشهر الماضي بسحب جنسيات 3 مواطنين إماراتيين كونهم فقط أبناء معتقل رأي سبق أن سحبت جنسيته وخضع لمحاكمة قالت عنها منظمة العفو الدولية، "محاكمة جائرة ذات دوافع سياسية" أمام محكمة أمن الدولة.
وفي أول كلمة له عبر مقال تحت عنوان «مؤتمر الطوارئ والأزمات 2016.. أساليب مبتكرة لوطن آمن» نشره في الكتاب الرسمي للمؤتمر الذي تنظمه الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، قال: إن ما يواجهه عالمنا العربي من تحديات وأخطار جمة وتطورات متسارعة ومؤثرة على الأمن القومي، سواء بالفكر المتطرف للجماعات الإرهابية الذي يستهدف الروابط بين الدول والشعوب أو بالأعمال الإرهابية التي تستهدف الإنسانية، يتطلب منا تخطيطاً استراتيجياً سليماً وخطاباً إعلامياً قوياً ومؤثراً، ووعياً وإدراكاً ومشاركة شعبية للتمكن من مواجهته والقضاء عليه.
وأضاف، إن إدارة الأزمات والكوارث شكلت هاجساً وخوفاً يؤرق الكثير من دول العالم في عالمنا المعاصر بسبب غياب التخطيط الاستراتيجي والإدارة الجيدة أو عدم التنبؤ بها واستشراقها.
وتأتي هذه الكلمة بعد ساعات قليلة من كارثة طبيعية هزت الإمارات وتعثرت أمامها جميع أجهزة الدولة وتركت الناس يواجهون إعصارا كمن يواجه الصدر العاري السهام والرماح، رغم مزاعم الابتكار والتخطيط الاستراتيجي التي لا تتوقف ورغم شعار حكومة المستقبل والسعادة. وهذا ليس مناكفة أو هضما لحق أحد، وإنما واقع التجربة المريرة التي شهدها الإماراتيون مؤخرا والتي تزامنت أيضا مع سحب جنسية أبناء أحد معتقلي الرأي في الدولة، ما يدفع بهذه التساؤلات الحرجة حتى لا يغرق الإعلام الدعائي والوهم الإماراتيين فيفاجئوا بوقائع وحقائق صعبة كأيام الإعصار.
وأشار طحنون إلى "أن البعض يرى أننا نعيش فترة أزمات صعبة متعددة المستويات ومتشعبة المحاور، ما يحتم علينا التدارس والنقاش والتفكير لمواجهتها ومكافحتها والتصدي لها ولتوابعها بطرق علمية سليمة تقوم على البحث العلمي الممنهج الدقيق النتائج".
والبحث العلمي الدقيق لم يستثن مجالا حتى العمل الأمني والمخابراتي الذي يقوم على احترام حقوق الإنسان أولا وأخيرا واحترام آدميته وكرامته والعمل بمنهجية سياسية وقانونية تضمن استقلال القضاء عن سطوة الأمن وتدخلاته وفق ما أكدته المقرر الأممية غابريلا كنول العام الماضي بشأن النظام القضائي في الدولة ومحكمة أمن الدوله وجهازها الإرهابي.
وأكد طحنون ، أن "اللحمة الوطنية ليست شعارات ترفع أو خطابات رنانة تلقى على مسامع الناس أو قصائد تغنى، بل هي أفعال ومواقف نراها ونلمسها على أرض الواقع". ولكن واقع الإماراتيين اليوم يؤكد خلاف هذا الادعاء. فالمواطنون يعيشون رعبا حقيقيا من جهاز الأمن الذي يمنع عليهم ممارسة حقوقهم وحرياتهم بمزيد من القيود والعقوبات والقوانين المشددة التي باتت تصنف ممارسة الحقوق والحريات على أنها جرائم جنائية، لمجرد أن يكون للمواطن وجهة نظر أو رأي قد لا يوافق هوى الجهاز.
ويرى متابعون للشأن الإماراتي، أن الوطنية ليست سوى ألفاظ مفخمة وخطابات تعبويةفي مشاريع الدولة العسكرية والأمنية الخارجية.