خير الأمطار لا يتوقف عند حدود السعادة التي تغمر القلوب بسبب جريان الأودية والشعاب وامتلاء السدود، بل يتعدى ذلك ليشمل بعض فئات المهنيين والأعمال التجارية، وخاصة أصحاب مغاسل السيارات.
فقد رفعت محطات غسل السيارات في العين طاقتها لاستيعاب تدفق أصحاب المركبات عقب هطول الأمطار التي شهدتها المدينة الأيام الثلاثة الأخيرة، مما زاد مكاسبها وعوضها عن فترات الركود التي تمر بها خلال العام، فعادة ما تشهد المغاسل في هذه المناسبات ازدحاماً وتكدساً، حيث يبلغ إجمالي عدد مغاسل السيارات المرخصة 86 مغسلة في المدينة، بحسب دائرة التنمية الاقتصادية بالعين، ولا يشمل العدد المغاسل التابعة لمحطات أدنوك.
وأشار عدد من أصحاب السيارات إلى أنه دائماً ما يكون موسم الأمطار فأل خير وبركة على أصحاب مغاسل السيارات وعلى غاسلي السيارات من العمالة الوافدة التي تسعد بهطول الأمطار، لعلمها بأن عدد الزبائن سيكون كبيراً.
وأضافوا أن سقوط الأمطار المتكرر والمفاجئ، الذي يؤدي بالضرورة إلى تزايد عدد السيارات في محطات الغسل، أدى أيضاً بالكثير من المواطنين إلى استئجار عمال لتنظيف سياراتهم بشكل دوري، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لا يوجد لديهم وقت للذهاب إلى محطات غسل السيارات والانتظار لفترات طويلة.
وأشار نور علي العامل بإحدى محطات غسل السيارات بالعين إلى أن موسم الأمطار يزيد من إيرادات المحطات التي تعوض فترات الركود في بقية العام، الذي أرجعه إلى تنافس الكثير من المحطات حول عدد الزبائن القليل نسبياً، قياساً بعدد المغاسل في المدينة بين الأوتوماتيكية واليدوية، مشيراً إلى أن العمالة الوافدة أصبحت هي المنافس الرئيسي والكبير لأصحاب مغاسل السيارات، خاصة أن هذه العمالة تتقاضى مبالغ أقل من ما تتقاضاه محطات غسل السيارات.
وأضاف: العمالة هي التي تأتي إلى العميل في مواقف السيارات بالمراكز التجارية أو أمام المؤسسات الحكومية والخدمية، لتعرض عليه الخدمة بدلاً من الذهاب إلى محطات الغسل، وطالب الجهات المعنية بوضع حد لهذه الظاهرة المتزايدة، خاصة أن أصحاب المغاسل أسسوا مشاريعهم بتراخيص رسمية معترف بها، بينما يعمل هؤلاء بشكل غير نظامي، وبعضهم من العمالة السائبة والمتخلفة، وربما يكون البعض منهم هارباً من كفيله.
وأشار صاحب مغسلة، فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن موسم الأمطار يأتي بالخير دائماً، ومن هذا الخير ما يتمثل في السيارات التي تأتي إلى محطات غسل السيارات، لكن إيرادات المحطات قلت بشكل كبير عن السنوات السابقة، خاصة بعد تزايد أعداد العمالة التي تقوم بغسل السيارات والكثير منهم على مرأى الجهات المختصة. مشيراً إلى أن أي عامل يقوم بغسل السيارات في الفترة الصباحية، يكون إما هارباً من كفيله، أو أنه ليست لديه إقامة، أو أنه يتستر عليه من قبل بعض المستفيدين.
وأشار محمد فضل الله، موظف في مغسلة، إلى أن العيد في هذه السنة عيدان مع موسم الأمطار الذي جاء بالخير ليس لأصحاب محطات غسل السيارات فحسب، بل للمجتمع بأسره الذي استمتع بالأجواء الجميلة. وأكد أن الإيرادات جيدة وتعوض الركود في بقية العام.
وقال حسن حمايدة، صاحب مغسلة سيارات: إن الأيام التي تشهد هطول الأمطار يتوقف خلالها العمل، مستدركاً أنه يتم تعويض هذه الأيام بعد توقف هطول المطر بمكسب مادي يصل إلى ثلاثة أضعاف المكسب في الأيام العادية، مشيراً إلى أن الأسعار تختلف باختلاف نوعية الغسل التي تتراوح بين 20 إلى 40 درهماً، وعزا هذا الإقبال من قبل أصحاب السيارات إلى رغبتهم في أن تكون سياراتهم نظيفة. مشبهاً هذا الإقبال بمواسم الأعياد التي تشهد بدورها مغاسل السيارات فيها ازدحاماً من الجمهور.