أبوظبي – الإمارات 71
أكد مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث
الاستراتيجية جمال سند السويدي أن التقارب السعودي الإماراتي يمثل بعداً جديداً
إلى موازين الثقل في المنطقة المكتظة بالمخاطر الجيوسياسية التي تمكنت الدولتان من
التعامل بحرفية عالية، مشيراً إلى الهندسة السياسة التي تقوم بها خارجيتي البلد والعمل
على بلورة بدائل ومعالجات فاعلة لمواطن الخلل، والوقوف إلى جانب الأشقاء، وتقديم يد
العون والمشورة إليهم.
ولفت إلى أن هذه الخطوة تُعتبر تقارباً
استراتيجياً في وقت مهمّ تمر به المنطقة، وتتويجاً للعلاقات الثنائية بين البلدين في
إطار المصلحة المشتركة والخطط العملية التي من شأنها أن تعزز هذه العلاقة النوعيَّة
التي تستند إلى أسس متينة قوامها علاقات الأخوة والترابط وحتمية المصير الواحد، مستدلاً
بقول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، "إن العلاقات الإماراتية
- السعودية تجسيد واضح لمعاني الأخوة والمحبة والروابط التاريخية المشتركة"
ونوه السويدي إلى أن الاتفاق يتزامن مع
وقت مهم جداً ودقيق، وتضرب الدولتان من خلاله مثلاً واقعياً وحقيقياً لضرورة التقارب
وتعميق العلاقات ، سواء على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو على المستوى
العربي.
وكانت الإمارات والسعودية اتفقتا الثلاثاء
الماضي على إنشاء لجنة عليا مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين، تختص في تنفيذ
الرؤية الاستراتيجية لقيادتي البلدين، وذلك خلال اللقاء الذي عقد بين الفريق أول سمو
الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، و
الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير
الداخلية.
وتجدر الإشارة إلى أن شهر مارس شهد
أزمة خليجية بين السعودية والإمارات والبحرين وقطر، حيث سحبت الدول الثلاث سفرائها
من قطر احتجاجاً ما وصفوه بدعم قطر لجماعة تهدد أمن واستقرار شؤونهم الداخلية
ومنطقة الخليج، وعادت بعد ذلك العلاقات حيث توافقت على آلية تنفيذ وثيقة الرياض التي
تستند إلى المبادئ الواردة في النظام الأساسي والتي تكفل السير في إطار جماعي، وتضمن
مصالح وأمن واستقرار وسيادة أي من دوله، وجاء ذلك التوافق في خطوة إيجابية تفاؤلية
لإعادة اللحمة إلى البيت الخليجي.